متى نفعل كما يفعلون؟!
دوما هناك احتياج لمراجعة النفس، سواء على المستوى الخاص والشخصي أو على المستوى العام.
المراجعة على المستوى الشخصي أمر أراه راجع لكل منا على حدة ومع نفسه، ورغم أهميته فإن هذا ليس موضوعي الذي أريد الخوض فيه هنا في هذا المقال.
أما المراجعة على المستوى العام فأراها واجب على الشعوب وخاصة مفكريها وأفراد نخبتها وعلى الحكومات ورموزها المتعاقبة على مر السنين..
دافعي إلى كتابة هذا المقال هو ما صدر مؤخرا من وثائق عن الحكومة البريطانية يكشف تفاصيل وأسرار ما كان يجري في أروقة 10 دواننج ستريت مقر رئاسة الحكومة البريطانية، قبيل الغزو الأنجلو أمريكي للعراق بأيام قليلة، لإزاحة حكم الرئيس العراقي صدام حسين..
الذي قتل فيما بعد بدعوى صدور حكم بالإعدام بحقه بعد محاكمة تليفزيونية، بالطبع صدام حسين ومدي رشادته في قيادة العراق ليس هدفي الأن، وأتناوله فقط كحدث لتوضيح ما أريد التحدث عنه، وهو مراجعة النفس وإعلام الناس بما جرى وكيف ولماذا جر، إلخ.
الحقيقة أن الوثائق هذه المرة لا تكرر أو تؤكد الخطأ الذى وقع فيه توني بلير رئيس الحكومة البريطانية أنذاك، بدعمه اللا محدود لمخطط بوش الإبن الرئيس الأمريكي أنذاك لاستهداف نظام صدام حسين، جراء الإستناد الى تقارير استخباراتية تبين أنها كاذبة جملة وتفصيلا.
الوثائق هذه المرة تكشف الموقف الفرنسي الذى كان رافضا عبر الرئيس جاك شيراك، القيام بعمل عسكري بريطاني أمريكي مدعوم من الأمم المتحدة.
فقد قالت تقارير إعلامية أن وثائق حكومية بريطانية رفعت عنها السرية حديثا ونشرت هذا الأسبوع عن غضب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير وحكومته من الرئيس الفرنسي جاك شيراك بسبب عرقلة العمل العسكري المدعوم من الأمم المتحدة في العراق عام 2003.
وأظهر محضر اجتماع طارئ لمجلس الوزراء في 17 آذار/مارس 2003، بعد أسبوع من إعلان جاك شيراك أنه سيستخدم حق النقض ضد أي قرار يوافق على عمل عسكري في العراق، أن الوزراء البريطانيين توافقوا على أن الموقف الفرنسي قوّض آلية الأمم المتحدة لفرض إرادة المجتمع الدولي.
وقال توني بلير خلال الاجتماع، وفقا للوثائق التي نشرها أخيرا الأرشيف الوطني: بذلنا قصارى جهدنا لكنّ الفرنسيين لم يكونوا مستعدين لقبول واقع أنه إذا لم يمتثل الرئيس العراقي صدام حسين لالتزامات الأمم المتحدة، سيتوجّب القيام بعمل عسكري.
وانضمت بريطانيا إلى العمل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة لإطاحة بصدام حسين عام 2003 رغم المعارضة الشرسة في البلاد لذلك، فيما شدّد توني بلير على الاتهامات التي طالت الرئيس العراقي وقتذاك بتخزين أسلحة دمار شامل.
وقد تبيّن في ما بعد أن تلك الاتهامات التي غذتها إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش غير صحيحة.. وبحسب الوثائق، قال وزير الخارجية آنذاك جاك سترو لمجلس الوزراء: في الواقع، واحد من أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أحبط العملية برمتها، واتهم شيراك الذي توفي عام 2019، باتخاذ قرار فتح فجوة استراتيجية بين فرنسا والمملكة المتحدة.
وخلال اجتماع بعد ثلاثة أيام، قال سترو إن شيراك يبدو أنه يطرح نفسه (ليكون) زعيما لجانب واحد من العالم الثنائي القطب الذي يدعو إليه، على عكس العالم الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة.
لكن في اجتماع 17 آذار/مارس، قيل للوزراء إن حكومة حزب العمال كانت مدفوعة برؤية عالمية تعزز العدالة والحكم الرشيد والتعددية، وهذا ما يميزها عن الحكومات الأخرى في العالم المتقدم.
وجاء في الجزء الأخير من محضر الاجتماع في الخلاصة، قال رئيس الوزراء إن العملية الدبلوماسية وصلت الآن إلى نهايتها، سيوجّه تحذير نهائي إلى صدام حسين كي يغادر العراق، وسيطلب من مجلس العموم الموافقة على عمل عسكري ضد العراق لفرض الامتثال، إذا لزم الأمر.
وانضمت بريطانيا إلى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في 20 آذار/مارس 2003، رغم تنظيم حوالى مليون شخص مسيرة في لندن احتجاجا على تدخل عسكري.
وتسبّب غزو العراق والحرب اللاحقة في إضعاف شعبية توني بلير التي وصلت إلى أدنى مستوياتها بعد صدور تحقيق تشيلكوت المستقل بشأن الحرب في العراق الذي خلص عام 2016 إلى أن بلير ضخّم عمدا التهديد الذي يشكله النظام العراقي.
وأعرب توني بلير عن الأسف والندم على الأخطاء التي ارتكبت في التخطيط للحرب، في حين قال أليستر كامبل، رئيس مكتبه الصحافي وقتذاك، إن القرار أثقل كاهله بشدة في بقية أيامه.
وعند هذا الحد ينتهي التلخيص الذى قدمته التقارير الإعلامية لبعض الوثائق البريطانية التي تم الكشف عنها.
وأقول وبصرف النظر عما حوته هذه الوثائق وغيرها التي تكشف للرأي العام في داخل وخارج تلك البلدان عما جري وبالأخص المواقف التي اتخذها السياسيون وما الى ذلك، ما يدفعني الى طرح السؤال المهم.. هل يأتي اليوم الذى نقوم فيه كشعوب ودول بتقليد تلك الدول التي لا تجد حرجا في كشف وثائق تكشف التفاصيل الخفية للمراحل الهامة من تاريخنا؟
أتمني،
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا