ثوار يباركون الاحتلال
بينما كنت منشغلًا في اجتماع تحريري، أبلغني زميل بالجريدة أن ضيفًا ينتظر لقائي، خرجت على الفور، ففوجئت برجل سمين يرتدي زيًا عسكريًا غريبًا، استقبلته بمكتبي وسألته عن هذا الزي العسكري غير المعتاد، أجابني بأنه عميد بالجيش السورى الحر!
قلت له وهل مسموح لك بارتداء مثل هذا الزي في شوارع القاهرة؟ وقبل أن يجيب قلت له: أنا لا أعرف في سوريا جيشًا حرًا وآخر عبدًا، أعرف أن لكل بلد جيشا واحدا مهما كانت مواصفاته، ولم أتحمل مجرد الحوار معه وقبل أن يداهمنى بتهمة دعم النظام السوري، قلت له مباغتًا: بشار الأسد ديكتاتور ومتغطرس ومتجبر ويجب إزاحته.. قلت وقالوا ولكن أضل منهم جبلًا كثيرًا وهم لا يعقلون.
كان الرجل سمجًا للغاية، وأصر على استكمال النقاش؛ ظنًا منه أنه على صراط مستقيم، ومتوهمًا أنني –كصحفي- سأدون ما يقول من مطالب للجيش السورى الحر، وهم يقولون ما لا يفعلون، قلت له أنا مع استخدام الطرق السلمية لتغيير أي نظام، ولا أؤمن بفكرة الثورة المسلحة، ولا بفكرة الاستعانة بدول الجوار، أو اللجوء إلى دعم أنظمة أخرى لتغيير نظام الحكم.. جادلهم بالتي هي أحسن، والأحسن ألا تراق الدماء وتستباح الأعراض بالطبع.
اخلع ما عليك من ثياب قد تعرضك للمساءلة القانونية، هكذا نصحته، وكنت ناصحًا أمينًا، وألا يحاول زيارة صحف مصرية على النحو الذى فاجأنى به، ومضى الرجل إلى حال سبيله، ومنذ تلك اللحظة وأنا أرى أُناسا سكارى وما هم بسكارى فى غيهم ماضون.
إن سقوط نظام ديكتاتوري لا يجب أن ينسينا أن الواصلين إلى سدة الحكم قتلوا وسجنوا وعذبوا ومارسوا كل أنواع الفجور بالإنسان السوري، ليس صحيحًا أن هؤلاء ثوار، وليس حقيقيًا أن هؤلاء يؤتمنون على بلد بحجم سوريا، وليس منطقيًا أن ننسى في غمرة السعادة بسقوط بشار جرائم هؤلاء، ونتبع الذين قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون.
إن التشكيلة السياسية التي تدير البلاد في سوريا الآن طبقات من المجرمين الأشرار، حصلوا على الدعم من كل حدب وصوب، وها هم يرون الكيان الصهيوني يعيث في أرض سوريا فسادًا ولم يرمش لهم جفن، دمر نتنياهو البقية الباقية من جيش بلادهم، وهم يباركون المحتل ويمارسون الصمت إن لم يكونوا يمارسون مباركة الممارسات الهمجية التى يقوم بها الكيان الصهيوني، نسوا الله فأنساهم أنفسهم وضلوا السبيل.
إن هذا الرجل الذي رفض مد يده لمصافحة امرأة، امتدت يده وتمددت في جرائم ضد الإنسانية، مثله في ذلك مثل بشار الأسد، كان يحكم المناطق التى يحتلها مع مرتزقته بالحديد والنار، وقتل كل من اعترض أو احتج أو قال رأيًا مخالفًا له ولجماعته، ألم يبايع تنظيم القاعدة التى كانت تعالج جرحاها في تل أبيب؟ قست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة.
وبعيدًا عن التاريخ، فماذا يقول أنصار الجولاني ورفاقه في القتل، عن وصول الكيان الصهيوني على بعد أربعين كيلومترًا من دمشق التى يتربع على عرشها الآن؟ وماذا يقول عن عمليات القتل الممنهج التى ارتكبها مع جماعاته وهى مسجلة بالصوت والصورة.. ما هو الفارق بين بشار وبين تلك الجماعات؟
الفارق أن الجيش الصهيونى لم يدخل إلى سوريا ويتوغل فيها إلا بمباركة ثوار سوريا الأحرار، النشامى، الذين يرفضون مصافحة النساء بينما يباركون دخول قوات نتنياهو إلى قلب سوريا، والعبث بمقدراتها العسكرية واحتلال مزيد من الأرض.. هل يستطيع الجولانى زيارة جبل الشيخ دون إذن من نتنياهو؟
إن هؤلاء القتلة على النوايا وعلى الهوية، استباحوا أعراض السوريات وقتلوا وأمعنوا في القتل باسم الدين، وأقاموا السجون ونصبوا سلخانات التعذيب مثلهم مثل بشار، ألم يمارسوا جهاد النكاح وسبى النساء واعتبروهن غنائم حرب، وحصلوا على الدعم والأموال والأسلحة من دول ومنظمات أجنبية لقتال بلادهم.
الثوار لا يقتلون ولا يعذبون ولا يحصلون على دعم الكيان الصهيونى ولا يقبلون برفع السلاح على بلادهم مهما كانت الأسباب، أنا أقف بإجلال واحترام مع كل قوى وطنية تمارس حق الاعتراض والاحتجاج السلمى واستخدام كافة السبل للحصول على الحرية.
قد يقول قائل إن نظام بشار هو من رفع السلاح، وهذا صحيح، والسؤال: هل يليق بثائر أن يستقوى بالكيان الصهيونى لتغيير نظام الحكم في بلاده، هل يجوز له أن يسبى النساء ويمارس الدعارة باسم الدين ثم يظهر في مشهد تمثيلى ممجوج ليظهر أمام الكاميرات بأنه لا يصافح النساء؟ ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعًا.
أى جنون هذا الذى يدفع مواطنًا طبيعيًا ليحتفى باستبدال قاتل بقاتل، أى مجون هذا الذى يدفع مواطنًا أو إنسانًا طبيعيًا ليستبدل ديكتاتورًا بديكتاتور أكثر عنفًا وقتلًا وتدميرًا ويستقوى بقوى أجنبية للوصول إلى قصر الحكم، أى عته هذا الذى يدفع مواطنًا ليحتفل بحاكم جديد يقف من قوى الاستعمار موقف المبارك والمنصاع والخاضع الذليل.
إن الذين وصلوا إلى قصر الحكم في دمشق ليسوا ثوارًا، إن هى إلا أسماء سميتموها أنتم وأنصاركم وداعموكم، فالثائر الذى يحرر بلاده من الطغاة لا يسلمها أبدًا لعدو، فإن سلمها واستسلم معها فهو الخائن الذى ليس له إسم آخر مهما باركته عواصم العرب والعجم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا