رئيس التحرير
عصام كامل

سيناريوهات الاضمحلال العربى

 التهمتنى مجموعة من مجلدات تضم عددًا من صحف مصر والعالم العربى فى العام 1948م، فلم أفق منها إلا على خطوط عريضة تكاد تتطابق مع ما يجرى هذه الأيام من أحداث عجاف يغلفها دم الأبرياء فى غزة، وفى جنوب لبنان، بينما تمارس عواصم عربية كبرى حالة من الصمت المريب ويظن بعضهم أنهم المصلحون.


تتشابه حالة الخيانات العربية للقضية الأم إلى حد كبير مع تغير فى المعطيات والنتائج هذه المرة، وسط مزيج من البلبلة استطاعت أن تصنعها كتائب إلكترونية تابعة لعواصم عربية كنا نظنها كبيرة حتى وقت قريب، فبدا واضحًا أنها جزء من نكبة الماضى إلى مؤامرة اليوم.


إثارة النعرات المذهبية ومحاولة خلط الأوراق وتصوير الأمر على أنه اتفاق إيرانى إسرائيلى أمريكى ضد المنطقة لم ينجح فى طرح العديد من التساؤلات أهمها: إذا كانت هناك مؤامرة من هذا النوع فإن ناتجها الطبيعى تقسيم المنطقة بين إيران وإسرائيل وأمريكا فلماذا الصمت إذن؟


إذا كانت إيران تحقق مصالحها بالتوافق مع أمريكا والعدو الصهيونى فلماذا يبارك العرب تلك المؤامرة لصالح إسرائيل، وكأن لسان حال العرب يقول نسلم أنفسنا للكيان الصهيونى أفضل من أن نسلم مقدراتنا لإيران؟ أى غباء هذا الذى تروج له بشكل غير مباشر دول عربية لا تزال تسوق لشعوبها أنها الكبيرة؟


السيناريو الثانى أن إيران تقف فى وجه العدو الصهيونى مع أطراف المقاومة وقد نجحت إلى حد كبير فى خلق كيانات أو دعم كيانات تمارس هذا النوع من المقاومة، بينما كانت ولا تزال العواصم العربية مشغولة بإقامة مهرجانات الغناء والرقص والعته الثقافى على أطلال غزة ودماء أبنائها.


وهذا السيناريو يضع إيران فى المقدمة شعبيًا وبين أوساط العامة والخاصة، وهو أمر من شأنه إخراج العواصم العربية الرسمية من المعادلة، إضافة إلى أن هذا السيناريو لا يحمى الأنظمة العربية التى لا تزال ترتبط ارتباطًا وثيقًا مع واشنطن وتستمد شرعيتها من البيت الأبيض.


وإذا كان الإيرانيون والصهاينة والأمريكان يرسمون خارطة الشرق الأوسط الجديد، فما الذى يجعل العرب -كل العرب- على هذا الموقف الداعم لواشنطن والكيان الصهيوني، وبشكل غير مباشر يدعم طهران فى وضعها على رأس القمة بين الكبار فى المنطقة؟ هل يرى العرب أن تبعيتهم للكيان الصهيونى حماية لهم من خطر إيران؟


والمثير أن العرب الخائفين على مقاعدهم وعلى أنظمة الحكم فى بلادهم لا يدركون أن الفعل الإنسانى المقاوم فى غزة بات أكثر قوة ووصولًا إلى شعوب المنطقة، وإذا كان العرب الرسميون يرون فى المقاومة خطرًا على أنظمتهم، وأن هذا الخطر يتمدد كلما حققت المقاومة صمودًا وقدرة على الفعل دوليًا ودبلوماسيًا وعلى أرض المعركة.. 

فإن الواقع يقول إن كافة العواصم العربية لم تستطع أن تحمى الكيان الصهيونى من فعل المقاومة، وأن أمريكا بجيوشها وعتادها وأجهزة مخابراتها لم تتمكن حتى الآن من الانتصار على ثلة من الأبطال فى غزة، كما أن هذا الواقع يخلق مناخًا جديدًا يخلو تمامًا من هذه الأنظمة.


وإذا كانت الأنظمة العربية التى شاركت فى القضاء على العراق لم تدرك الدرس بعد، فإن هذا الغباء التاريخى يقودهم إلى التلاشى تمامًا، فالعرب أنفسهم سلموا بغداد إلى إيران واستسلموا تمامًا بعد أن فقدوا قدرة وهيبة العراق، والمثير أنهم لم يصبحوا على ما فعلوا نادمين.


إن أنظمة تستمد شرعيتها من عدو غاصب، لا يمكن لها أن تكون فعلًا إيجابيًا إلى الأبد، ومع الوقت تصبح عبئًا على أعدائها وعلى شعوبها، فيكون الخلاص منها أسهل من تصورات بعض الحكام، وهو ما نراه أقرب مما يعتقد البعض أو يتوهمه من بيدهم الأمر والنهى على شعوبهم بالجبروت والظلم.

 


 إن المشاهد وتوالى الأحداث ينبئ بنهايات بشعة لكل من تصور أنه بمأمن أو أنه على مسافة قريبة من أقوياء المنطقة، إن قوى الاحتلال لن تتوقف عند حدود بعينها، ولن تترك عاصمة عربية دون أن تنال منها، فالكل فى مرمى العدو، والعدو لا يرحم من باع وخان، وعلى صفحات التاريخ سطور من سواد لمن أراد أن يقرأ.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية