القاهرة – دمشق.. طريق العودة
لم يتوقف القطار التركي عند التغيير الإمبريالي على الساحة السورية، وبدا أنه يلهث من خلف أحمد الشرع - الجولاني سابقًا - من أجل ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وسوريا في الوقت الحاسم لأنقرة، حيث التغيير كله بيدها وبدعمها، ولن تجد من الحكام الجدد أي مقاومة.
ومن الساحة العربية وصل وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي للتباحث مع النظام الجديد للبحث عن إجابات شافية ووافية حول ماهية النظام وتوجهاته، ولم يترك الكيان المحتل الفرصة السانحة للقفز على كل التوقعات، ليعيث في الأرض السورية فسادًا وسط حالة من الصمت العربي المريب.
كل العواصم شرقها وغربها، شمالها وجنوبها، تحركوا بسرعة البرق إلى دمشق على الرغم من تورط معظمها في الدم السوري والقلاقل والدمار الذي حاق بسوريا طوال السنوات الماضية، إلا القاهرة التي لم نرَ لها تحركًا ملموسًا يمكن من خلالها وضع حسابات مصر على طاولة القادمين إلى قصر الرئاسة في دمشق.
وعلى الرغم من أنه في الوقت الذي كانت تتحرك فيه عواصم الدول الكبرى بقواتها أو بميليشيات تابعة لها على الأرض السورية، كانت القاهرة منطقة ملاذ آمن ليس فقط للاجئين السوريين بل للسوريين في الداخل السوري، بما قدمته على مدى سنوات طويلة من اتفاقات حفظت الدم السوري، إلا أن تحركنا لا يزال بطيئًا بعد التغيير الكبير الذي جرى.
شهدت مناطق الساحل السوري حضورًا دبلوماسيًّا مع اندلاع الأزمة التي أحاطت بسوريا منذ البدايات، واستطاعت القاهرة عقد اتفاقات مهمة للمصالحة بين عدد من الفصائل المعارضة المعتدلة وبين النظام بضمانات روسية وساطة تيار الغد السوري.
وتحركت القاهرة في الشمال والشرق السوري على نفس المنوال بتوقيع هدن في ريف حمص وفي الغوطة، كما تمكنت القاهرة من وضع اتفاق لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ في منطقة جنوب دمشق تحديدًا في حي القدم، بعد تهديد سكانه بالتهجير القسري من قبل النظام، فكانت الخطوة المصرية بمثابة وضع حد لهذا الانهيار.
ولم تتوقف القاهرة في طريق بحثها الدؤوب عن حل للعديد من الأزمات، فاستضافت تيارات فكرية معارضة لإدارة حوارات متعددة من أجل الحفاظ على سوريا موحدة، وللوصول إلى نقاط اتفاق يمكن من خلالها خلق أرضية ممهدة لحوارات أعم وأشمل.
وظل الهوس القاهري بما يجري على أرض سوريا واحدًا من بوصلات التحرك الدبلوماسي المصري في المحافل الإقليمية والدولية وفي المحيط العربي، وتحملت الدبلوماسية المصرية عبء هذا التحرك من أجل سوريا وسوريا فقط، إيمانًا من القاهرة بأن الأمن القومي المصري يبدأ من سوريا.
ومع موجة التغيير المفاجئ يبدو أن القاهرة كعاصمة دبلوماسية مهمة عانت من الصدمة أو لا تزال تعاني منها، دون تحرك حقيقي يليق بالعلاقات المصرية السورية أو بما حققته القاهرة من نجاحات طوال فترة الصراع داخل البيت السوري، الذي مزقته أجندات دولية معروفة للجميع.
يقولون في السياسة “ليس هناك عدو دائم وليس هناك صديق دائم.. هناك مصلحة دائمة”، ومصالح مصر مع استقرار سوريا وإعادتها إلى الحضن العربي وتأمين العملية السياسية المحفوفة بالمخاطر، ولا يجوز أن نترك الأمر للقوى الدولية التي سارعت وتسارع من أجل مصالحها في سوريا، دون أن يكون للقاهرة حضورها الذي يليق بها وبما قدمته.
إن تحركًا دبلوماسيًّا وفق أجندة واضحة المعالم لما يجب أن تكون عليه سوريا الجديدة أمر ليس من قبيل الاختيار، فمصالحنا ومصالح السوريين فرض عين علينا وعليهم، وسوريا بحاجة الآن إلى تنحية الأيديولوجيات جانبا والبحث عن نقاط إتفاق وتفاهم من أجل سوريا موحدة وحرة وقوية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا