رئيس التحرير
عصام كامل

سقوط النموذج الغربي

حجبت فرنسا وبلجيكا وبولندا وهولندا واليونان وإيطاليا، عددًا من وسائل الإعلام الروسية من منصة تليجرام، ومن بين تلك الوسائل، منذ الأحد الماضي، يتعذر الوصول إلى قنوات تليجرام التابعة لوكالة الأنباء ريا نوفوستي وقنوات روسيا وبيرفي كانال وإن تي في التلفزيونية وحتى صحيفتَي إزفستيا وروسيسكايا غازيتا.

ليس ذلك فقط، فمَن يتابع القنوات الإخبارية الأوروبية والأمريكية سيلحظ - من دون مجهود منه - أن مظاهر القتل الممنهج والتدمير في غزة ليست موجودة - إلا بقدر ضئيل - فقد توارت مشاهد الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني ليل نهار، ولن تجد في تلك القنوات صورة من صور الواقع المرير الذي يعيشه شعب غزة في مواجهة آلة المجازر والمذابح التي تُرتكب بشكل يومي.

هل يودع النظام العالمي الجديد الحياة قبل أن يصل إلى صورة نهائية بشعة من صور الحياة المراد تشكيلها؟ يعزى بعض المحللين المنهج الأوروبي والأمريكي الذي يناقض ما تلقفته شعوبها على مدى عقود مضت إلى أن النظام العالمي بشكله الحالي لا يملك أدوات الاستمرار.

الحديث أكثر جدية حول الوضع الاقتصادي العالمي في العصر النيوليبرالي، فمنذ الأزمة المالية العالمية التي شهدت ذروتها في عام 2008، والجدل الدائر حول سقوط النموذج الجديد لا يتوقف، والأرقام دالة بلا شك على ضرورة سقوط أو زوال ذلك النموذج بعد فشله الذريع فيما قيل حول الازدهار والاستقرار الاقتصادي العالمي.

الحروب في العراق وأفغانستان وهيمنة اللااستقرار في منطقة الشرق الأوسط وسقوط أنظمة في ليبيا واليمن وسوريا واضطراب الأوضاع في السودان والحرب الروسية الأوكرانية يعزيها خبراء إلى سيادة النموذج النيوليبرالي ويضعها كنتيجة حتمية تؤدي لا محالة إلى التغيير.

النموذج السياسي المتناقض مع أدواته في النفاذ إلى الدول النامية، وسقوط القيم الغربية في غزة كنموذج صارخ، أدى إلى ظهور تحركات شعبية في دول أوروبا وأمريكا يناقض تمامًا المواقف الرسمية التي تشارك في المذابح ضد الإنسانية، جعل الكثير من المحللين السياسيين يتوقعون التغيير في النظام العالمي الجديد لا محالة.

الأرقام الاقتصادية نفسها في دول الغرب وفي أمريكا تعلن صراحةً أن تغييرًا جذريًّا قادمًا، ففي الولايات المتحدة الأمريكية استحوذ 1٪ من السكان على 8,5٪ من الدخل الوطني في العام 1976م، وبعد جيل من النيوليبرالية استحوذ في عام 2014م على أكثر من 20٪.

النموذج في بريطانيا لم يكن أحسن حالًا، حيث استحوذ أغنى 1٪ من السكان على أكثر من 14٪ من الدخل الوطني، وهو رقم يعد أكثر من ضعف الرقم الذي استحوذوا عليه في أواخر سبعينيات القرن الماضي، أما أستراليا فقد استحوذ أغنى 1٪ من السكان على 5٪ من الدخل الوطني في السبعينيات، وقد تضاعف هذا الرقم في عام 2010م.

في الفترة من 1979 وحتى عام 2008م، ذهب 100٪ من نمو الدخل في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أغنى 10٪ من الأمريكيين، وشهد 90٪ من السكان انخفاضًا في دخلهم.

ولم تكن الدول النامية التي حظيت بتجارب اقتصادية واعدة بعيدة عن تأثيرات ما جرى للنموذج في الغرب، فقد كانت الأزمة المالية الآسيوية عام 1997م نتيجة طبيعية لما يجري للنموذج في مواطنه، إضافةً إلى الحديث الذي لا ينقطع عن سياسات صندوق النقد الدولي التي أدت إلى انحدارات اقتصادية حادة.

وما جرى دفع الرئيس الفرنسي السابق ساركوزي إلى القول صراحةً: “إن عصر عدم التدخل انتهى”، وهكذا تترنح اقتصادات العالم وتدور الحروب وتسقط القيم الغربية التي صدرتها عواصمهم، ومن خلالها تدخلات بأشكال مباشرة وغير مباشرة لفرض التغيير على دول العالم النامي، ومع الاعتداءات اللاإنسانية للكيان الصهيوني بمشاركة غربية وأمريكية، أدى إلى سقوط تلك الدول أمام شعوبها بشكل يدعو إلى التغيير الحتمي في النظام العالمي الجديد.

ولم تكن الحرب الروسية الأوكرانية بعيدة عن كل ما يجري، والكيل بمكيالين فيما يحدث على أرض غزة، وما تعاطى معه الغرب في حرب روسيا، فقد سقط النموذج الديمقراطي المصدر، وما يحدث من حجب المعلومات عن الشعوب سواء بالحجب المباشر أو التجاهل التام، كلها شواهد ترسخ عقيدة التناقض والفشل وعدم القدرة على الاستمرار.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية