رئيس التحرير
عصام كامل

المعركة الاقتصادية العالمية

في خطوة مبكرة، قرر ترامب بدء المواجهة مع بريكس المنظمة الأكبر والأخطر على أمريكا، وهي خطوة تحاشاها الرئيس الحالي جو بايدن، حيث وجه الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب تحذيرا جادا ضد دول البريكس من العمل على إنشاء عملة موحدة، محذرا من فرض رسوم جمركية على منتجات الدول التي تنخرط في هذا التجمع الاقتصادي العالمي بنسبة 100%.. 

وعلى الفور رد بوتين رئيس روسيا بقوله حظر استخدام الدولار شيء يخصك إنما عدم استخدامه شيء -ويقصد هذا- يخص دول البريكس وهي الصين والهند والبرازيل وروسيا -4 دول يمثلون ثلث سكان العالم-.. 

 

ولا يخفى على أحد أهداف البريكس، حيث تريد إعادة تشكيل النظام العالمي والحد من الهيمنة الغربية من خلال تعزيز النظام العالمي متعدد الأقطاب. ولهذا الغرض أنشأت هذه الدول بنك التنمية الجديد في شنغهاي عام 2015، وقامت بترتيب الاحتياطي الطارئ كبدائل للمؤسسات المالية التي يهيمن عليها الغرب، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، من أجل الالتفاف والتحايل على العقوبات الدولية..

ومن المعروف أن أمريكا تعتمد على قوة الدولار كعملة احتياطية عالمية؛ لدعم اقتصادها وتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي عالميًا.. ومن ثَمَّ فإن تهديد ترامب يعكس رغبة أميركية في ردع أي محاولات قد تضعف هذه الهيمنة. 

وفرض رسوم جمركية بهذه النسبة المرتفعة سيؤدي إلى تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة ودول البريكس، مما قد يفتح الباب أمام حروب اقتصادية أشمل وأكثر تأثيرًا على الاقتصاد العالمي، وربما تؤدي تلك الضغوط إلى تقوية التعاون بين دول البريكس، مما يعزز موقفها كمحور عالمي يسعى لموازنة الهيمنة الاقتصادية الغربية.. 

وهناك سيناريوهان محتملان لهذا التهديد، الأول إما أن تتراجع بعض الدول عن إصدار العملة، ‏مما سيقل من قوة بريكس ويطيل أمد قوتهم خلال الفترة القادمة، ولاسيما الدول التي لها حجم تبادل تجاري كبير مع أمريكا مثل الهند والبرازيل، وهذا سيقل من التأثيرات علي أمريكا وسيظل الدولار قويا.

أما السيناريو الثاني هو رفض تلك الدول التهديدات وبالتالي ستكون هناك حرب تجارية كبيرة ليس على مستوى أمريكا والصين فقط، بل على مستوى أمريكا وكل تلك الدول؛ مما سيخلق أزمة عالمية كبيرة خلال هذه الحرب ولاسيما أن أغلب تلك الدول سوف تتعرض لخسائر كبيرة نتيجة الحرب الاقتصادية مع أمريكا.

‏كما أن تداعيات تلك الحرب وإعادة تسعير البترول بعملة بريكس بلس حال إصدارها، سوف يهدد الدولار بشكل كبير، وهذا أيضا سوف يتسبب في مشاكل تتعلق بارتفاع الأسعار وارتفاع التضخم العالمي.

وربما ما سيحدث يعيد تصحيح الخلل الذي فاجئت به أمريكا العالم عندما صدم نيكسون كل سكان الكرة الأرضية بأن الولايات المتحدة لن تسلم حاملي الدولار ما يقابله من ذهب، وفقا لاتفاقية برتون وودز سنة 1944، وليكتشف العالم أن الولايات المتحدة كانت تطبع الدولارات دون توفَير ما يقابله من الذهب، وإنها إشترت ثروات الشعوب وامتلكت ثروات العالم بحفنة أوراق خضراء لا تساوي من قيمتها إلا ثمن تكلفة صناعة هذه الورقة، وكان الإعتماد علي تدفق الأموال بالدولار.


لأكثر من نصف قرن والسلع حول العالم سواء لشراء أو بيع النفط. وعادة ما يتم تسعير سندات الدول المصدرة للديون الحكومية بالدولار الأميركي. وعلى مدى أجيال، كان الدولار الملاذ الآمن للمستثمرين عندما تنهار الأسواق. وبدت أهميته جلية عندما عزلت الولايات المتحدة روسيا فعليًا عن النظام المالي العالمي بفرض عقوبات عليها خلال السنة الماضية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية