رئيس التحرير
عصام كامل

تسول باسم بلوجر وتوكتوكر

كانت واقعة فتاة التيك توك في إحدى القنوات هي قمة جبل الجليد للعالم الجديد في عالم السوشيال ميديا، الملئ بالفجر والإثارة في عالم مفتوح لا تحكمه أي ضوابط، أصبحت العلاقات الإنسانية والأخبار الشخصية ومآسي الغير موضوعًا  للبلوجر ورواد التيك توك، والشهرة وجلب الأموال، وطالما كانت تلك الأخبار تحمل طابع الإثارة والتشويق فهي تريند تجلب الشهرة والمال.. 

 

ويُجري بعض مشاهيرهم تحديات للتسول، وللأسف كلما ازدادوا شهرةً ازدادوا جنونًا في البحث عن تريند أكثر إثارة، ليتفاخروا بعدد المشاهدات ومقارنتها مع بقية المشاهير، ويؤكدون بأنهم الأعلى مشاهدة والأكثر تأثيرًا، وللأسف لا يتردّدون في بيع قيم وعادات المجتمع وتقاليده في سبيل الشهرة والمال.. 

 

فلا شيء أكثر جلبًا للشهرة من السطحية والابتذال، غير أن الأكثر خطورة في التريند هو تقليد الشباب لما يطلقه هؤلاء من تقليعات في اللبس والشكل والسلوكيات المستفزة والمبتذلة، وتكمن الخطورة حينما يستخدم ويوظف البعض هذه الترندات المثيرة لتسليع حياتنا وتفريغها من قيمها الحقيقية.. 

 

فنتحوّل إلى مجرد متابعين مهووسين بأرقام ومؤشرات واتجاهات الترند. ومن أشهر البلوجرز شاكر محظور دلوقتي، وهذا إسمه وحقق 50 مليون جنيه أرباح من التيك توك في لايف، مما جعله الأشهر، ومداهم، ومروان مشاكل، وبلوجر اسمها نورهان حفظي والشهيرة ب نورهان كوارع، وليلي أحمد لديها فيديوهات مثيرة وهدايا دهب في صناديق من الداعمين.. 

 

وبسبب هوس التيك توك الفنان فادي خفاجة كان فاتح لايف تيك توك وعمل حادثة، وهناك فيديوهات كثيرة لعدد من الساقطات يعرضن بمنتهى الرخص أجسادهن وعلاقاتهن الشاذة، إلى الدرجة التي تجعلهم شبه مقيمين علي التيك توك طوال الـ24 ساعة، ولكنهم جميعا ليسوا مصريين ولكن فيديوهاتهم تحقق مشاهدات مليونية، وكلما زاد القبح زادت المشاهدات والدولارات.. 

 

وإنتشرت مؤخرًا مقاطع فيديو لعدد من المؤثرين أو من يطلق عليهم بلوجرز، على التيك توك وحقق عدد كبير منهم، وباختلاف محتوياتهم، شهرة واسعة وبعضهم تخطى المليون متابع على حساباتهم، كما حققت القنوات الخاصة بهم ملايين الأرباح، فبعضهم تتعدى أرباحه 9 مليون دولار سنويًا، فالأرباح التي يحصل عليها البلوجرز من مقاطع الفيديو التي يبثونها أصبحت هدفًا للكثيرين.. 

 

ولا يهم نوعية هذه الفيديوهات، سواء كانت فاضحة أو كاشفة للعورات، ومن بين هؤلاء البلوجرز فنانات ونجوم أصبح التيك توك مسرحهن الذي يتسولن من خلاله، وأصبحت ظاهرة التيك توك ورمي الأسود في مقاطع الفيديو يمثل جانبا سلبيا من هذه الظاهرة، حيث يتم التربح عن طريق النقاط التي يتم تجميعها من خلال الهدايا مثل الأسد، البرج، السيارة الذهبية، اليخت، الوردة البيضاء والحمراء، وغيرها من هدايا أخرى.

 

وتُعتبر هدية الأسد من بين الهدايا الأكثر سعرًا وقيمة، كما إنتشرت عملية الاحتيال على المتابعين من قبل مشاهير البلوجرز، الذين يستخدمون حيلة خداعية تسمى مسابقات زيادة المتابعين، فأحد مشاهير البلوجرز تمكن من جمع ما يقرب من 200 ألف جنيه، ولزيادة الإثارة يقومون بفبركة أحداث كما فعلت أم سليم بزعم خيانة زوجها الذي ظهر وأقر بأن السيدة المتهمة هي زوجته.. 

 

 

وبلغ هوس البلوجر هبة السيد بالتريند بأن كشفت أسرارا خاصة جدًا في حياتها، وأخذت تسردها، ففي آخر فيديو لها كتبت عنوانا صادما لأحد فيديوهاتها حيث قامت بالتشهير بابنها وابنتها، مدعية وجود علاقة بين ابنها وشقيقته، لم تكتف بذلك، لكنها ظهرت في الفيديو مع ثلاثة من أطفالها، لا يتعدى عمر أكبرهم عن 10 سنوات، وأخذت تطلب منهم أن يحكوا ما يحدث بين شقيقهم وشقيقتهم.

الجريدة الرسمية