هذا هو الوطن الحق!
في ظل ما يتفاعل على ساحة سوريا من أحداث وسيناريوهات أكثرها تفاؤلا مخيف، فعودة سوريا للسوريين بكامل ترابها أو حتى لما كانت عليه قبل زوال حكم بشار وإبعاد إسرائيل عما اغتصبته من أرض البلد الشقيق أمر غاية في الصعوبة، لاسيما مع صعود ترامب لحكم أمريكا..
وهو الذي لا يخفي تأييده المطلق لتل أبيب واستعداده وربما رغبته في توسيع نطاقها ليكون لها عمق استراتيجي، وصرح قبل أسابيع بأنها تفتقده، ومثل هذا التوسع سيكون حتما على حساب دول الجوار العربي انطلاقا من العقيدة التلمودية (من النيل للفرات).
مثل هذا السياق الملتبس والمزعج يعيدنا مجددا لضرورة الحفاظ على الوطن، فلا ننخدع بالحرية المحمولة على ظهر دبابات الاستعمار والطامعين أيا ما تكن جنسيتهم أو لغاتهم، فالأوطان التي يتنازع أبناؤها مصيرها الفشل والضعف والهوان، فلا هى تستطيع استعادة الاستقرار ولا الأمن ولا حتى الاستقلال!
ما أعظم الأوطان، فلا كرامة لإنسان خارج وطنه، وأتفق مع قول القائل إن الوطن ليس مجرد قطعة أرض يسكنه جمع من الناس يملكهم شخص واحد.. الوطن حيث أجد كرامتي.. الوطن حيثما أكسب قوت يومي بيسر.
الوطن حيث العدل والصدق.. الوطن هو الإنسان الذي يصنع المكان ويضفي عليه روحه، وبهجته، إنه من يحيل الأرض العاقر إلى أرض معطاء.. إنه من يجعل الفكرة البسيطة تضرب بجذورها في الأرض وتنبت الأمل وتثمر زهرا من عمل..
الانسان هو الوطن.. هو أنا وأنت وهى ونحن.. الوطن بصمتنا التي نتركها، التغيير الذي نسهم فيه، الأحلام التي نحارب كي تخرج للوجود.
وطن الإنسان حيث يشعر بقيمته، حين يجد لحياته قيمة ولرأيه اعتبار، الوطن حيث يكون المرء قويا ومؤثرا وقادرا. الوطن ليس التراب أو المكان الذي يولد فيه الإنسان، وإنما المكان الذي يستطيع فيه أن يتحرك بحريته ومشيئته التي ركبها الله فيه وطن جعله طائعا مختارا يحاسب على ما قدمت يداه.
الوطن هو المكان الذى لا تهرب منه خوفا أو جوعا أو احتياجا.. أن تكون غريبا عن ذاتك، فهذا هو أسوأ ما يمكن أن يفعله بك الوطن.. الوطن هو المكان الذي يوفر لك فرصة حياة كريمة ويحمي حقوقك وحرياتك..
الوطن الحقيقي هو أن تجد موطئا لقدمك دون أن يأتي من يدهس عليها وعلى رأسك.. الوطن هو المكان الذي يبتسم فيه القلب قبل الوجه.. وكل أرض أكرمتك فهو وطن وكل أرض أهانتك واستضعفتك فهي سجن وغربة!
الوطن هو ذكرياتك.. حياتك.. أهلك.. مستقبلك. أما غير ذلك فهو غربة تجعلك لاجئا في وطنك، شريدا بين عائلتك، وحيدا في أحضان رفاقك.. الوطن هو الطمأنينة التي تراها في وجوه العابرين وابتسامة الآمنين.
كلنا أمام الوطن سواء، لا فضل لأحدنا على أخيه إلا بما يقدمه لوطنه من نفع وإخلاص وعمل دؤوب لرفعته وتاريخ وتطور وبناء، هو أنت وأنا. وطن لا يجمعنا داخله تعصب لأي دين، أو محاباة لأي مذهب أو عرق. بل ما يجعلنا مواطنون فقط هو قيم المواطنة والمساواة والديمقراطية والاندماج الحضاري.
وطنك الذي تختاره لا الذي اختير لك.. الوطن حيث تزهر وتنتج وتبدع.. الوطن قضية خاسرة في مجتمع يؤمن بالمذهب والقبيلة وليس المواطنة والمساواة لأن الوطن يتحول إلى سجن كبير عندما يتحكم في رقاب الناس حاكم مستبد، وعندما يتحكم في حرية الناس رجل دين جاهل..
الوطن الذي يحتقر الرأي المختلف، ويسفه ويهمش المرأة، ويدعم الهوية المذهبية والقبلية ليس وطنا.. الوطن كما يقول العظيم نجيب محفوظ.. وطن المرء ليس مكان ولادته، لكنه المكان الذي تنتهي فيه كل محاولاته للهرب! أما غسان كنفاني فقد تساءل: أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله.
ونتمنى ألا يجدي ذلك كله ولا جله؛ فحافظوا على وطنكم، وعضوا عليه بالنواجذ فلا كرامة لإنسان إلا في وطنه!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا