أسئلة على جدول أعمال مؤتمر الصحفيين (2)
أتمنى أن يجد مؤتمر نقابة الصحفيين إجابة لأسئلة محورية أهمها: لماذا تراجع دور الصحافة.. وكيف تستعيد المهنة رونقها ومجدها.. وكيف تستعيد زمام المبادرة لتسترد قوتها في مخاطبة المسئول -أي مسئول- لتعود مؤثرة ليس في الرأي العام فحسب بل في قرارات الحكومة التي تتعلق بحياة المواطن؟!
فمثلا هل استطاعت الصحافة سؤال الحكومة لماذا زادت أسعار الإنترنت الأرضي الذي يحتاجه كل طلاب مصر في دراستهم مع خطة الدولة للتحول الرقمي رغم أن الخدمة لم يطرأ عليها أي تطوير وهل تتناسب تلك الأسعار مع نظيرتها في العالم؟!
لماذا كانت الصحافة زمان يعمل لها المسئول ألف حساب، ويضع فيها القارئ ثقته ويراها مدافعة عنه وعن مصالحه.. لماذا وصلت جريدة الجمهورية مثلا لأرقام توزيع ضخمة وصلت لنحو 850 ألف نسخة في عصر الكاتب الكبير الراحل محسن محمد.. كيف استحقت ثقة القارئ واهتمامه؟!
والجواب يعيدنا إلى ما انتهجته الصحيفة من خط تحريري متميز، أخلصت فيه لقرائها ورسالتها وسايرت الأحداث الكبرى التي مرت بها البلاد وناصرت قضاياها المصيرية؛ فناضلت ضد الاستعمار ومدت يد العون لحركات التحرر الوطني في سائر قارات الدنيا، وقاومت القوى الإمبريالية وتكتلاتها وانحيازاتها الظالمة ضد الشعوب المستضعفة ودعت إلى سياسة عدم الانحياز وروجت للمبادئ الاشتراكية، كما دافعت باستماتة عن حق شعب فلسطين وقضيته.
ومع أن الجمهورية أريد لها في البدء أن تكون صحيفة رأي.. لكنها سرعان ما تجاوبت مع سنن التطور ومستجدات العصر ومتطلباته ولم تقتصر على هذا اللون الصحفي على أهميته فتحولت كغيرها من بنات زمانها إلى صحافة الخبر الذي تربع على عرش الصحافة وقتها، ويممت وجهها شطر قرائها لتشبع نهمهم في معرفة ما يجري حولهم من أحداث متسارعة تتحكم في حاضرهم وتصنع مستقبلهم..
ولم تقف في مسيرة تطورها عند حدود الخبر، فقط بل قدمت لقارئها معلومات متنوعة ذات إيقاع سريع تفيده في حياته اليومية وتزيد معرفته بما يجري في العالم من حوله.. وهكذا انتقلت الجمهورية بقدرة مدهشة من جريدة للثورة إلى جريدة للشعب تدافع عن حقوقه وتتبنى قضاياه وتخاطب جمهورًا عريضًا في مساحته العددية والمكانية والحضارية؛ جمهورًا متنوعًا يجد ضالته المنشودة على صفحاتها وفي أبوابها المختلفة.
خاطبت الجمهورية منذ خرجت للنور جميع فئات المجتمع مع انحياز واضح للبسطاء منهم، بما تقدمه صفحاتها المتنوعة وملاحقها المتخصصة، ورغم أنها صدرت في أجواء صحفية شديدة التنافسية سرعان ما أثبتت كفاءتها، وانطلقت تؤدي رسالتها على مدى أكثر من نصف قرن، ترصد ما يجري حولها من أحداث على الصعيدين العربي والعالمي..
ذلك أن الله قيض لها كوكبة من الصحفيين والكتاب العظام الذين ازدادت بهم شهرتها وذاع صيتها وعلا شأنها، وتعاقب على رئاسة مجلس إدارتها وتحريرها نخبة متميزة وشخصيات ذوو شأن من رجال الثورة والسياسة والأدب والثقافة والصحافة، نذكر منهم الرئيس الراحل أنور السادات، حسين فهمي، جلال الدين الحمامصي، أحمد قاسم جودة، كامل الشناوي، صلاح سالم، إبراهيم نوار..
وإسماعيل الحبروك، طه حسين، موسى صبري، ناصر النشاشيبي، كمال الدين الحناوي، حلمي سلام، مصطفى بهجت بدوي، فتحي غانم، عبد المنعم الصاوي، محسن محمد، وسمير رجب ومحمد أبو الحديد، ومحمد على إبراهيم ثم رئاستى لها..
وقد حافظت الجمهورية على توزيعها ومكاسبها حتى وقعت أحداث يناير 2011، فتعاقب على رئاسة مجلس إدارتها الزملاء: خالد بكير ومصطفى هديب وجلاء جاب الله وسعد سليم إياد أبو الحجاج والمهندس طارق لطفي، بينما تعاقب على رئاسة التحرير الزملاء: جمال عبدالرحيم وسيد البابلي وفهمي عنبة وعبد الرازق توفيق وأحمد أيوب.
تاريخ طويل قطعته الجمهورية لتسطر تاريخًا يستحق أن يروى بأمجاده وإنجازاته، لنستلهم منه الدروس والعبر في أوقات صعبة، تحتاج فيه صحافتنا وإعلامنا كله أن تعيد قراءة المشهد الجديد بمتغيراته وتحدياته التي تهدد بسحب البساط من تحت أقدامها..
وأكبر دليل ما نراه اليوم من تطور مذهل لوسائل التواصل الاجتماعي والمنصات الإلكترونية تصدرت فيه "البود كاست" مثلا المشهد بأرقام مشاهدات عالية جدًا؛ خصمًا من رصيد الإعلام التقليدي كله، تمامًا كما فعلت الصحافة الإلكترونية في بداياتها ثم ظلت تكسب يومًا بعد يوم أرضًا جديدة وتتسع رقعتها وتجتذب قراءً جددًا، وتستحوذ على نصيب متزايد من السوق الإعلانية تسندها عوامل عديدة تجعلها أكثر انطلاقًا وجاذبية وأقل كلفة ومشقة وأسرع وصولًا للحدث وملاحقة لمستجداته..
والسؤال: هل نحن مستعدون لمواجهة هذا الفيض المنهمر من الوسائل الجديدة للإعلام.. هل نحن مؤهلون للمواجهة ببنية تكنولوجية وكوادر مدربة ورؤية استشرافية لآفاق هذا العالم المتطور؟
وأخيرًا تحية للجمهورية في عيدها الحادي والسبعين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا