الملاذ الأخير!
الوعي أقوى سلاح في مواجهة ما تتعرض له دولنا العربية التي باتت في مهب الريح.. الوعي الحقيقي يلزمه معلومات صحيحة تنشر في وقتها لا تتأخر لحظة، فالشائعة إذا سبقت معلومة صحيحة اكتسبت مساحة في العقول يصعب إبطال مفعولها.. وحتى يتحقق ذلك فلابد من إتاحة المعلومات عبر إعلام قوي ومقبول له مصداقية ومن ثم تأثير على المتلقي.
وثمة بوابتان يمكن لإعلامنا أن يعبر منهما للتخلص من أزماته ووهنه، أولاهما الاستقلالية.. وأخراهما المهنية..
أما الاستقلالية فهي تعني تحرير الإعلام من فكر الدعاية والمديح ووضعه في مربع المسئولية الاجتماعية، التي يستوعب فيها كل إعلامي دوره في الحفاظ على ثوابت الدولة والمجتمع.
ومن مزايا الاستقلالية أنها تنتج تنافسية تخرج الإعلام بشتى صوره من دائرة النسخ الباهتة المكررة أو المتشابهة إلى التجدد والحيوية، وتمنح القائمين عليه الفرصة كاملة لصياغة السياسات التحريرية التي تحكم عملهم ليقدموا منتجات إعلامية مختلفة تجذب الجمهور وتشكل وعيه.
الاستقلالية تعني تحديدا دقيقا لأدوار مجالس الإدارات ومجالس التحرير داخل مؤسساتنا الإعلامية لا تتغول فيها الإدارة على التحرير، ويترك الأخير ليرسم أفكاره ومتطلباته ومنطلقاته.
أما المهنية فهي تعني وضع معايير (حرفية) دقيقة لإختيار القيادات الإعلامية بعيدًا عن الشللية والجعجعة الدعائية، معايير أساسها الكفاءة والقدرة على تقديم منتج إعلامي قادر على المنافسة، المهنية تعني الالتزام الكامل بمعايير الموضوعية والصدق والدقة في تقديم المعلومات إلى الجمهور والتحرر من فكرة الوصاية على عقل الناس، بل ربما تصل لما هو أبعد من ذلك بأن تجعل هذا الجمهور شريكا في صناعة المحتوى الذي يهمه وينفعه وليس فقط ما يحبه وبينهما فارق شاسع!
المهنية تعني توفير الأدوات التكنولوجية التي باتت ضرورية لتطوير أساليب الإنتاج الإعلامي (أدوات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز) وإحداث نقلة نوعية في أساليب عمل صالات الأخبار اعتمادا على مفاهيم المنصات المتعددة، فالعصر سمته الفيديوهات القصيرة والكلمات المعبرة عن روح الجيل الجديد وميوله وثقافته.
المهنية تعني الاهتمام بإعادة تأهيل -نعم إعادة تأهيل- الجيل الشاب من الإعلاميين الحاليين الذين لم يعد أغلبهم يفرق بين النشاط على السوشيال ميديا والإنتاج الإعلامي المؤسسي الذي باتت السوشيال ميديا جزءًا منه، وهذا الخلط ربما بات سببا كبيرا لتراجع المهنة وافتقادها الجاذبية والتأثير.
ما أصعب ما نمر به من ظروف قاسية وصراعات واضطرابات واختلال في التوازن الاستراتيجي للمنطقة يحتاج أن تتواري وجوه إعلامية فقدت مصداقيتها، وسئم المشاهد رؤيتها حتى باتت عبئا على المنظومة كلها.
نحتاج وجوها إعلامية جديدة على أعلى مستوى ومهارة وفكر من خريجي كليات إعلام المتخصصين المتميزين والأهم أن يكونوا مقبولين شعبيا بلا شبهات ولا أي توجهات، إلا حب هذا البلد والرغبة في تقدمه.
إعلامنا يحتاج إلى غربلة وتنقية وإسناد الأمر لأهله والأهم رفع الوصاية عنه.. نحتاج لرؤية أهل العلم من أساتذة أكاديميين ومتخصصين في العمليات النفسية وعلم الاجتماع والأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي على أعلى مستوى، وياحبذا لو سبق لهم التخطيط في مجابهة الأزمات والعمليات النفسية ومن العاملين في المطبخ.
إعلامنا في حاجة لوضع ضوابط لأداء المذيعين بعيدا عن الارتجال والأجندات، ويحتاج لضوابط مماثلة للضيوف والمتحدثين لمنع حالة السيولة والتشويش والمفوضى.. إصلاح الإعلام بات ضرورة وفريضة لا نملك ترف الانتظار أو تسويف في أدائها، فالوعي الحقيقي هو ملاذنا لتحصين المجتمع ضد رياح الفوضى.
وأخيرا هل يتحرر إعلامنا من كل ذلك على يد طارق نور بعد أن تولى مسؤولية المتحدة للخدمات الإعلامية.. نرجو!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا