بعد إنتصار اكتوبر تراجعت بعض الافكار، وجاءت كامب ديفيد لتصبح مصر في مواجهة كل العرب وليس الكيان الصهيونى، وعندما تحسنت العلاقة بين العرب ومصر، جاء غزو العراق للكويت لتقصم ظهر العرب..
عانت سوريا من حكم مستبد إنتهج العنف تجاه المعارضين، وأسكت كل صوت ينتقد أو لا يجاهر بالتأييد.. وبسبب اعتماده على الخارج للبقاء فرط في سيادة البلاد وأراضيها واستقلالها، وأضعفها سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
ما أعظم الأوطان، فلا كرامة لإنسان خارج وطنه، وأتفق مع قول القائل إن الوطن ليس مجرد قطعة أرض يسكنه جمع من الناس يملكهم شخص واحد.. الوطن حيث أجد كرامتي.. الوطن حيثما أكسب قوت يومي بيسر..
سقطت سوريا وبمجرد دخول قوات محمد الجولاني الذي أجريت له عملية تجميل سياسي مع تهذيب اللحية فصار أحمد الشرع، نفذت إسرائيل غارات كاسحة شاملة، جوا وبحرا وبرا، قضت فيها تماما علي مقدرات الجيش الوطنى السوري
القادم من سوريا بعد سقوط الأسد مفزع ومؤلم وقاس يعكس إلى أي مدىٍ كان النظام دكتاتورياً فاسداً خائناً، خاصة تلك المشاهد الآتية إلينا من السجون والمعتقلات التي تحول ساكنوها إلي نفايات بشرية..
ما حدث في سوريا يشى بالخطر الشديد، ونذير شؤم للمنطقة، ستتحول سورية إلى حاضنة لكل المرتزقة المستقدمين من كل مكان لتحقيق السيناريو الصهيوأمريكى تحت الرايات الاسلامية لتنطلق إلى دول المنطقة الواحدة
لم تكتف إسرائيل بإلتهام مساحات جديدة من الأراضى السورية لتضاف إلى الجولان المحتل منذ يونيو 67، وإنما سعت بشكل مكثف لإستهداف البنية العسكرية للجيش السوري وقواعده الجوية والبحرية والصاروخية..
اليوم وبكل أسف ذهبت سوريا إلى المجهول.. ودخلت نفقا مظلما لا يعلم إلا الله وحده كيف ومتى ستخرج منه، بعد أن وقعت في قبضة مطامع قوى خارجية لا يهمها إلا نهش سوريا واستنزافها وسرقة ما تبقى من خيراتها..
وقبل الحديث عن سقوط سورية علينا التذكير بمشروع الشرق الأوسط الكبير أو الجديد الذي يكتسب كل يوم أرض جديدة، فالأفكار الشريرة التي تطرح في العقل الصهيوني أو العقل الغربي المنحاز للصهيونية، جد كثيرة..
بعد هزيمة سوريا أضافت الصهيونية إنتصارا جديدا لمخططها الإجرامي وتحاول أن تقترب من تحقيق حلمها المتوهم الذي لا ولن يتحقق مهما بلغت أمانيهم، وهو إسرائيل من النيل إلى الفرات..
إن تجربة سوريا المريرة هي درس لنا جميعاً، وهي تذكرنا بأهمية الجيش في حياة الأمم. فلنحافظ على جيشنا، ولندعمه، ولنعمل جميعاً من أجل بناء مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة..