السلام بوجود دولة فلسطينية
يخطئ من يعتقد أن وصول ترمب إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة الأمريكية سوف يؤدى إلى وقف حرب الإبادة والتطهير العرقى للشعب الفلسطينى، لأنه يقف في صف الجانب الصهيونى، وسياسة الأمريكان لا تختلف بشأن الدعم السياسى والعسكرى للصهاينة، برغم تعهده فى حملته الانتخابية بوضع حد لهذه الحرب، ولكنه لم يقدم تصورا محددا بشأن القضية الفلسطينية..
نجح ترامب فى الانتخابات وتغلب على مرشحه الحزب الديمقراطى كاميلا هاريس، ولكن لا بد أن يوقن الجميع أنه غير مهتم بإنصاف الفلسطينيين أو إيجاد حلول للقضية الفلسطينية، وأزعم أنه إذا أراد السلام فى منطقة الشرق الأوسط فلا بد من وجود دولة فلسطينية ودعم الفلسطينيين، وأن يدرك أنه بدون دولة فلسطينية لن يعم السلام..
ترامب لم يتحدث عن دولة للفلسطينيين خلال حملته الانتخابية وما صدر من جانب الديمقراطيين عن دولة لهم كلام كاذب، والدليل ارتفاع نسبة الاستيطان فى الأراضى المحتلة وانعدام أي رغبة أمريكية من إخراج المستوطنين، وبالتالى الحديث عن حل الدولتين كلام لا يسمن ولا يغنى من جوع أو بالأحرى كلام فارغ..
أغلبية الأمريكان يدعمون الصهاينة لكنهم يعارضون ما يحدث فى غزة من قتل وتدمير وإبادة جماعية وتطهير عرقى بسلاح غربى وانتهاك القانون الدولى بشكل سافر بحماية أمريكية.. ترامب سيكمل مسيرة دعم الصهاينة فهو من قام خلال ولايته الأولى بنقل سفارة بلاده للقدس..
ترامب يهتم بالهيمنة على البيت الأبيض والكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ وتحسين الاقتصاد الذى انهار خلال حكم بايدن وارتفاع نسبة التضخم، وهو ما أدى إلى سقوط الحزب الديمقراطى لأن القضايا الأهم عند الأمريكان تكمن فى الاقتصاد وليس الحرب سواء فى غزة أو لبنان أو أوكرانيا والتى فشلت فيها إدارة بايدن وهو ما مهد الطريق لسقوط هاريس والتصاق لقب الإبادة بجو بايدن..
على العموم لا ننتظر حلولا بوصول ترامب لسدة الحكم، لأنه هو أيضًا نصير الصهاينة وأى حلول سيطرحها بالنسبة للفلسطينيين ستصب فى مصلحة الصهاينة ولكن عليه أن يعى الدرس بأنه لم يعم السلام بدون دولة فلسطينية شاء من شاء وأبى من أبى.