رئيس التحرير
عصام كامل

.. وما أدراك ما غزة

هنا غزة، وما أدراك ما غزة، ملحمة الدفاع عن أمة من غنم، ما لها من بطل بعدما عبدت الصنم، ولم يعد أمام أهلها إلا أن يصولوا ويجولوا حماية للوطن، درءا للمفاسد والعفن، الذى أصبح يكسو وجوه الحكام وكثيرا من سدنة السلاطين والأمراء والرمم، الذين ختم الله على قلوبهم، وعلى سمعهم، وعلى أبصارهم سكن العتم.


هنا غزة، حيث تذبح النساء ويوأد الأطفال كل صباح؛ قربانا لما أنتجه الغرب من مثل وقيم، هنا غزة، حيث أهلها الصابرون الصامدون على طعن القريب وغدر الصاحب وشريك الوطن، هنا غزة الشباب السُمر وعلى أياديهم وشم النصر إن طال الزمان أو قصر، هنا غزة العزة وفى غيرها يقطن الصمم.


هنا غزة، وعلى مقربة منها شعوب تختصر الدعم فى صرخة مكتومة لا تخرج للعلن، اذهبوا فقاتلوا وربكم إنا ها هنا قاعدون مثل العدم، هنا غزة، حيث سرادقات احتفاء الأهل بالاستشهاد أكثر عزة من حفلات الواهنين فى دروب الأمة التى كانت تستنهض أطرافها كلما تداعت عليها الأمم، هنا غزة، حيث نهاية الحدود بين النصر وبين الألم، وهل الأعمى مثل البصير صامدا كالهرم.


هنا غزة، حيث يقرأ الأطفال كل صباح أناشيد النصر المبين، فأولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المنتصرون، هنا غزة، حيث لا ماء ولا طعام وعواصم أمتهم تزخر بكل ما يعلف السفهاء كالأنعام وهم لا يشعرون، عاثوا فى الأرض مفسدين ومدوا أياديهم للعدو بكل مدد وعون.


هنا غزة، والحظ فيها لمن هلك، هنا غزة، حيث سفك الدماء هواية لكل من عبد الرأسمالية المتوحشة وطريق الشيطان قد سلك، هنا غزة، استراح فيها من راح وعانى من فى دروب الحياة قد سلك، هنا غزة، التى رسم الموت فيها صنوفا من ركام يسير فى الفلك.. وهنا أهل غزة الذين آمنوا وجاهدوا فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم وفازوا عند الملك.


هنا غزة، مجزرة العصر ومذابح جنكيز خان وقتل النساء أيقونة النصر، هنا غزة، التى يقاتل أبناؤها من أجل الموت شرفا بينما أهلهم فى العواصم العربية يتقاتلون فيها من أجل دعم العدو لينتصر، هنا غزة، حيث لا أنوار ولا أضواء إلا بأرواح الذاهبين للموت فى رحلة عناء وسفر.


هنا غزة، آخر لحظات الزمن الفريد، هنا غزة، أعظم لحظات العمر المديد، هنا غزة، حيث القديم جديد، هنا غزة، جاءها جنكيز خان سفاح يبيد، هنا غزة، حيث يتمدد هتلر بين بقايا الراحلين قاتل عتيد، هنا غزة، التى يردد أهلها تحت القصف أنا أهل صبر ونصر وقتال عنيد.


هنا غزة، حيث تستنسخ قيم الغرب فى العراق وأفغانستان وفيتنام واليمن، هنا غزة أمة من عٌزل تدفع عنا الثمن، هنا غزة، على بقايا الإنسانية أهلها تؤتمن، هنا غزة، فى مواجهة دفاعا عن أمة من وهن، هنا غزة، التى يزف فيها فى اليوم الواحد ألف شهيد وشهيد ويصبح فيها محظوظا من وجدوا له كفن.


هنا غزة الصابرة الصامدة، العزيزة المعزة القاهرة، هنا الفتيات المبهرة الباهرة، هنا غزة أطفال يودعون الحياة فى مظاهرة. هنا غزة النساء المطهرة الطاهرة، هنا غزة السيرة العطرة، هنا غزة الساهرة فى مواجهة قيم الغرب الفاجرة، هنا حيث هنا بايدن وماكرون ونتنياهو فى أزياء العاهرة.


هنا غزة النبلاء والأنبياء والبررة، هنا غزة الأتقياء والأنقياء فى مواجهة الكفرة، هنا غزة السيادة والإرادة فى مقاتلة مع الصاروخ والمدفع والإبادة، هنا غزة الصلاة والصيام والعبادة، هنا غزة، يقتلون ويقتلون جماعات وفرادى، هنا صوت الحق فى مواجهة إبليس وأتباعه وعباده.

 


هنا غزة، وشواهد القبور تحكى قصصا حية، وهنا كتبوا على جدران مهدم نحن الشهداء ولن نكون ضحية، نرسم بدمائنا ألف تحية وتحية، نخط على أرض فلسطين بداية للخلق بالدماء مروية وتبقى بلادى على الكسر عصية، سلاما على الشهداء وألف آه على من باع القضية.

الجريدة الرسمية