رئيس التحرير
عصام كامل

الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة إمام المتقين علي بن أبي طالب (2 – 4)

علي بن أبي طالب
علي بن أبي طالب

 في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.

قال ابن عباس: أُعطي علي تسعة أعشار العلم ووالله لقد شاركهم في العشر الباقي. قال: وإذا ثبت لنا الشيء عن علي، لم نعدل إلى غيره.

كانت وفاته، وبالأحرى اغتياله، رزءًا شديدا لأمة الإسلام، لم تهنأ بعدها بالاستقرار، ولم تعرف الهدوء.. كانت له مناقب وخصائص لم يحظ بها غيره من الصحابة.. كرم الله وجهه، ورضي الله عنه.

 

زواجه من بنت رسول الله 

 تزوج عليٌّ بعدد من النساء أولاهن وأشهرهن وأعظمهن فاطمة ابنة الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، وأشهر أبنائه هم: الحسن، والحسين، ومحسن، وزينب الكبرى، وأم كلثوم.

 

وقد رُوي أن تزويج فاطمة من عليٍّ كان بأمرٍ من الله، حيث توالى الصحابة على محمد لخطبتها إلا أنه ردهم جميعا حتى أتى الأمر بتزويج فاطمة من علي، فأصدقها على درعه الحطمية، ويقال إنه باع بعيرا له وأصدقها ثمنه الذي بلغ 480 درهما على أغلب الأقوال.

ووفقا لكتاب "الأمالى" لأبو جعفر الطوسى عن الضحاك بن مزاحم، فإن عليًا باع درعه وأتى بثمنه إلى الرسول، ثم قبض الرسول من الدراهم بكلتا يديه، فأعطاها أبا بكر، وقال: ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب وأثاث البيت، وأردفه بعمار بن ياسر وبعدة من أصحابه، فحضروا السوق، فكانوا يعرضون الشىء مما يصلح فلا يشترونه حتى يعرضوه على أبى بكر، فإن استصلحه اشتروه، حتى إذا استكمل الشراء حمل أبو بكر بعض المتاع، وحمل أصحاب رسول الذين كانوا معه الباقى.

مناقب الإمام

ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي.. فعن علي بن أبي طالب أنَّ رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أخذ بيد حسن وحسين فقال: "من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمَّهما كان معي في درجتي يوم القيامة".

وقال غيره: وكان سبب ذلك بغض بني أمية له، وحقدهم عليه؛ فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يثبته، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدَّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا.

 وتتبع النسائي ما خُصَّ به من دون الصحابة فجمع من ذلك شيئا كثيرا بأسانيد أكثرها جيد.

 روى عن النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، كثيرا، وروى عنه من الصحابة: ولداه الحسن والحسين، وابن مسعود،وأبو موسى، وابن عباس، وأبو رافع، وابن عمر، وأبو سعيد، وصهيب، وزيد بن أرقم، وجرير، وأبو أمامة، وأبو جحيفة، والبراء بن عازب، وأبو الطفيل وآخرون.

 ومن التابعين من المخضرمين أو من له رؤية.

وعن أبي الطفيل قال: قال علي: أَنْشُدُ الله كل امرئ سمع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول يوم غدير خُمٍّ لما قام. فقام أناس فشهدوا أنَّهم سمعوه، يقول: “ألستم تعلمون أنَّي أولى النَّاس بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى يا رسول الله. قال: «من كنت مولاه، فإنَّ هذا مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه”.

ومن خصائص علي قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يوم خيبر: "لأدفعن الراية غدا إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه. فلما أصبح رسول الله، صلى الله عليه وسلم، غدوا كلهم يرجو أن يعطاها فقال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم: أين علي بن أبي طالب؟ فقالوا: هو يشتكي عينيه. فأتى به فبصق في عينيه فدعا له فبرأ فأعطاه الراية". أخرجاه في الصحيحين من حديث سهل بن سعد، ومن حديث سلمة بن الأكوع نحوه باختصار وفيه: "يفتح الله على يديه"، وفي حديث أبي هريرة عند مسلم نحوه، وفيه قال عمر: "ما أحببت الإمارة إلا ذلك اليوم".

وكان الإمام علي، رضى الله عنه، رجلا فوق الربعة ضخم المنكبين طويل اللحية أصلع. وكان نقش خاتم علي "الله الملك".

كان علي أحد الشورى الذين نص عليهم عمر؛ فعرضها عليه عبد الرحمن بن عوف وشرط عليه شروطا امتنع من بعضها فعدل عنه إلى عثمان فقبلها فولاه وسلم علي وبايع عثمان.

 

أعماله وإنجازاته

 بويع علي بالخلافة في 25 ذي الحجة سنة 35هــ، في اليوم التالي لمقتل الخليفة "عثمان بن عفان".

وقد أجمع المسلمون من المهاجرين والأنصار على اختياره خليفة للمسلمين، لفضله ومكانته، فزان الخلافة وشرفها بفضله وقدره وعدالته. وكانت خلافته راشدة كأسلافه.

وقد قام علي بأعمال يشهد لها التاريخ مقارنة بقِصر فترة خلافته، ومن تلك الأعمال، أن المالية العامة للدولة الاسلامية في عهده حققت الفائض المالي، وتم توزيع الزيادة بالعدل بما يَضمن تحقيق التكافل الاجتماعي. 

كما كان علي أول من خصّص يومًا للنظر في المظالم، وكان أول من أنشأ العسس الليلي (الشرطة) لتحقيق الأمن بين الرعية والتصدي للمخربين واللصوص.

وكانت مدة خلافته خمس سنين إلا ثلاثة أشهر ونصف شهر، لأنه بويع بعد قتل عثمان في ذي الحجة سنة خمس وثلاثين، وكانت وقعة الجمل في جمادى سنة ست وثلاثين، ووقعة صفين في سنة سبع وثلاثين، ووقعة النهروان مع الخوارج في سنة ثمان وثلاثين، ثم أقام سنتين يحرض على قتال البغاة فلم يتهيأ ذلك إلى أن مات.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية