الليلة الأخيرة.. مشهد الوداع في حياة القاسم ابن رسول الله

 في هذه السلسلة، نتناول استعراضا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.

فراق النبي لفلذة كبده

 اليوم، نتحدثُ عن الليلة الأخيرة، التي شهدت فراق المصطفى، صلى الله عليه وآله وسلم، لفلذة كبده، ابنه البكر "القاسم"، بعد مرض قصير جدًّا، لم يستمر أياما، وظهر الأدب النبوي النادر الذي أوجب على النبي، صلى الله عليه وسلم، ألا يرفع يده بالدعاء لابنه بالشفاء، وربما كان يعلم أن ابنه الحبيب مفارق.. "عش ماشئت فإنك ميت، واعمل ماشئت فإنك مجزى به، وأحبب من شئت فإنك مفارقه".

وكأن الله، تعالى، كتب على نبيه، صلى الله عليه وآله وسلم، ألا يحبَّ أحدا إلا ربه.. فقد توفي أبناؤه كلهم في حياته، باستثناء السيدة فاطمة، رضي الله عنهم جميعا، كما توفيت زوجته الحبيبة السيدة خديجة، قبل الهجرة، وبعدها بقليل توفي عمه أبو طالب.
بعد عام وأشهر قليلة من زواج سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، من السيدة خديجة، أنعم المولى عليه بابنه الأول، فلذة كبده، القاسم، الذي يُلقَّب، صلى الله عليه وسلم، باسمه.

أول أبناء سيدنا محمد

 القاسم هو أول أبناء سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم، قبل بعثته. وبه كان يُكنّى.. تُوُفي صغيرًا في مكة.. ولم يُكمل رضاعته. 
قيل إنه عاش سنتين وقيل عاش 17 شهرًا، وهو أوّل ولد تُوفي له.
وكانت وفاته قبل البعثة النبوية.. وهو أَوّل ميت من أبنائه في مكة.
ورد في بعض الكتب ما يؤكد وفاته بعد البعثة، حيث ورد أن النبي، صلى الله عليه وسلم، دخل على خديجة بنت خويلد، رضى الله عنها، بعد موت القاسم، رضى الله عنه، وهي تبكي، فقالت: يا رَسُول اللهِ دَرّتْ لُبَيْنَةُ القَاسم فلو كَان عَاش حتى يَستكمل رَضَاعَه لَهوّن عَليّ. فقال لها: إنّ لَه مُرضِعًا في الجنّة تستكملُ رَضَاعَتهُ. قَالَ إن شِئْتِ أَسَمِعْتك صوته في الجنّة.. فقالت: بل أُصدّق اللهَ ورسوله.
تماسك الأب المكلوم، صلى الله عليه وسلم، وحزنت السيدة خديجة عليه حزنا شديدا، وتمنت أن يكمل رضاعته حتى أنها كانت تشعر بلبنها الذي كان يرضع منه القاسم.

مرضعة في الجنة

ولكنها صبرت على هذا، ولم تتكدر من مصيبتها لكي يجازيها الله كل خير، فقد طمأنها الرسول بقوله لها: إن الله بعث له مرضعة تقوم بإرضاعه في الجنة، وقال لها إنها إن أرادت أن تتأكد فيمكن أن تسمع صوته وهو يعيش في الجنة، ولكنها اطمأنت بذلك وقالت له إنها تصدق الله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم.

وقال محمد بن علي: كان القاسم ابن رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، قد بلغ أَن يركب الدابة، ويسير على النَّجِيبَة.
ومهما كان سنه وقت وفاته إلا أن موته كان صعبا على قلب أبيه وأمه فقد حزنا على فراقه.

شماتة المنافقين

 حزن رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، على وفاة القاسم كثيرًا حتى أنه حزن عندما سمع العاص بن وائل يقول عنه أنه أصبح "أبتر".
كان يعنى أن ولده قد توفى فلم يتبقَ له سند له في الحياة، ولذلك أنزل الله، سبحانه وتعالى، سورة الكوثر؛ تعويضًا له عن الحزن الذي يشعر به وتعويضًا له عن ما سمعه في شأن ابنه.
وكانت سورة الكوثر تعني إهداء نهر في الجنة لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، يسمى نهر الكوثر، الذي يتمنى الجميع أن يشرب منه يوم القيامة شربة لا يشعر بعدها بالظمأ أبدًا.
قال الزهري: ولبث رسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، مع خديجة حتى ولدت له بعض بناته، وكان له القاسم، وقد زعم بعض العلماء أَنها ولدت غلامَا اسمه الطاهر، وقال ابن عباس: إِن خديجة ولدت لرسول الله، صَلَّى الله عليه وسلم، غلامين: القاسم وعبداللّه. 
وخلاصة ما جاء في كتب التاريخ والسير أن السيدة خديجة ولدت لرسول الله، صلى الله عليه وسلم، ذكورًا، منهم من قال: إنهم ثلاثة: (القاسم ـ الطيب ـ عبدالله)، ومنهم من قال اثنين (القاسم وبه كان، صلى الله عليه وسلم، يُكنّى، عبدالله وكنيته الطيب).

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.