رئيس التحرير
عصام كامل

مفاجآت الشئون المعنوية

مفاجآت الشئون المعنوية لا تنقطع، ففي كل احتفالية من احتفالات أكتوبر المجيد تعود بنا الإدارة إلى ماضٍ تليد تجتمع فيه الأجيال، جيل النصر ممثلًا في قادة وأبطال عظام أحياهم الله بيننا، ليعانقوا الأجيال الجديدة في تلاحم يحمل من المعاني ما هو أبعد من فكرة الاحتفال بنصر تاريخي عظيم.


في كل احتفالية ننتظر الجديد من إدارة الشئون المعنوية، بعد أن تحول الاحتفال إلى دفقة وطنية، حماسية، هادفة تلقي بظلال من الوفاء على هذا الجيل العظيم، الذي رفض تجرع مرارة الهزيمة، ليترك لنا تاريخًا عظيمًا نفخر به بين الأمم وتراه الأجيال الجديدة رأي العين.


المشاهد التي يجري وضعها في وجدان الذكريات للذين ذهبوا عند ربهم أحياءً برؤى فنية عميقة الأثر تترك في النفس ملمحًا عزيزًا علينا، وتصبح نبراسًا للجيل الجديد الذي قرأ النصر ولم يعايشه كما عايشناه أطفالًا صغارًا، وكما سمعنا من أبناء قرانا الذين شاركوا في الملحمة العظيمة.


ورغم أن سنوات ماضية كان الاحتفال فيها يمضي على نحو ثابت من التذكر والذكرى والحكي، فإن طفرة جرت وقائعها منذ سنوات، ليحمل الاحتفال في كل مرة مغزى جديدًا ومعنى يواكب ما يجري من حولنا من أحداث في إشارات لا تخطئها العين المجردة.


وعلى مسافات من الزمن الجميل تعود بنا فقرات الاحتفال إلى خيط جديد يركز على قضية وطنية آنيَّة، ليربط بينها وبين جيل التحدي، ليوحي للجميع أن أكتوبر ماضٍ في طريقه كما لو كان اليوم، فلا فرق بين التزامات الماضي المرهق والحاضر الصعب، والمستقبل الذي ترسم ملامحه آيات أكتوبر المجيد.


تحية لأرواح شهدائنا الأبرار وتحية من القلب إلى كل عقل يفكر في إحياء روح أكتوبر، وتحية إلى أبطالنا الأحياء بيننا شموع تضيء الطريق، وتحية إلى كل جندي يحمل سلاحه ساهرًا للزود عن وطنه، وإلى كل طبيب يحمل بين جوانحه إنسانية أكتوبر، وكل عامل لا يزال يشق الطريق الصعب، وكل مصري يوقن أنه يعيش في وطن يستحق التضحية.

الجريدة الرسمية