رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهرى في المواجهة

يحسب للدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف أنه عالم جليل، منفتح على الآخرين إيمانا واعتقادا، وليس تمثيلا كغيره، ويحسب له أنه رجل منضبط ومحاور ذكى وبارع ولديه قدرات خاصة على النفاذ لقلوب الناس ببساطته المعهودة ولغته البسيطة، مهما كانت القضايا التى يناقشها أو يدخل فيها طرفا لمناظرة أو حوار.


والجديد في الدكتور أسامة الأزهرى أنه رجل سياسة فطن وموهوب، فقد استطاع في لفتة إنسانية واحدة أن يأخذ معه قلوب الناس وخصوصا المحبين للأزهر وشيخه الجليل، عندما قام بزيارة إلى فضيلته بمكتبه لينهى حقبة انتشرت فيها الأقاويل بين وزارة الأوقاف ومشيخة الأزهر الشريف.


والأزهرى رغم علمه الغزير رجل بسيط ينفتح على الآخرين ببشاشة وجه واتساع صدر، وقد التقيته مع بدايات ظهوره الإعلامى عندما قضى معنا ساعات من الحوار بصالة تحرير «فيتو»، ومنذ أن التقيته وقد توسمت فيه خيرا لما وجدت فيه من اقتحام لكل قضايا العصر دون ضجر أو ضيق صدر.


وفى لقاء نظمه الزميل محمود الجلاد مستشاره الإعلامى بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن سيتى التقيناه مع نخبة من رجال الإعلام والصحافة فى حوار شمل كل التفاصيل، بدءا من مستوى الدعاة مرورا بنظافة المساجد، وليس انتهاء بملف الخطاب الديني.. لقاء تناول كل نجاحات الأوقاف وخطاياها.


وقد فاتحت فضيلته فيما سيكون عليه شكل وملامح المنبر الجديد فى عصر أدوات التواصل الاجتماعى المدهشة والمؤثرة، وأعترف أن الرجل لديه تصور أشمل مما تخيلت ولديه مشروعات حالمة لعصر الدعوة فى ظل التحديات الجديدة.


قال سيادته إنه عقد اجتماعا موسعا مع وزير الاتصالات وعدد من الخبراء لتدارس هذه القضية، وقد خلصوا إلى ضرورة إطلاق منصة كبيرة وشاملة للوقوف على أسباب الوصول إلى الجيل الجديد والنفاذ إلى الناس عبر هواتفها المحمولة وبمنتجات دعوية حديثة تواكب التطور الحاصل على مستوى العالم.


وبدا الرجل واقعيا رغم أحلامه الكبيرة، لديه تصور واع لما يمكن أن يكون أولوية أولى وفترات تحقيقها، وبدا واضحا أنه حالم دون تطرف فى الحلم، وواقعى دون استسلام للواقع الحالي، ومن محاسن لقائه معنا أن الكل أجمعوا على أن الدكتور محمد مختار جمعة الوزير السابق قدم تجربة لابد أن يشار إليها ولم يبخل الوزير الجديد بإشادة مباشرة بما قدمه الوزير السابق وشاركه الحضور فى ذلك.


وميزة أسامة الأزهرى أنه عالمي، تتسع معارفه وعلاقاته بمختلف دول العالم الإسلامى وغير الإسلامي، وابتنى أواصر متينة وقوية مع رجال دين فى عدد كبير من عواصم العالم، واستفاد من رحلاته التى طالت معظم بلدان العالم وعلى تواصل وثيق بمؤسسات إسلامية دولية رسمية وأهلية.


واستقبل الأزهرى انتقادات الإعلاميين بصدر رحب، وظهر بوضوح أنه رغم قصر المدة الزمنية لتوليه وزارة الأوقاف أنه “يذاكر” جيدا كل الملفات المطروحة على الساحة، ويعرف جيدا أين يقف وإلى أين سيتجه وفق جدول زمنى ودراسة متعمقة لما هو عليه حال الدعوة فى الداخل وما يعتريها فى الخارج.


وفى فترة وجيزة ابتنى جسرا من التواصل مع دار الإفتاء المصرية، وقدم لها كل التسهيلات لافتتاح فروع لها بمعظم محافظات مصر، ولم يتجاهل نقابة الأشراف فى مشروعه ومشيخة الطرق الصوفية وقبل هذا وذاك مد يد التعاون مع المؤسسة الأم الممثلة فى الأزهر الشريف.


ويقينى أن أسامة الأزهرى سيمثل تجربة رائدة فى وزارة الأوقاف، خصوصا وأن الرجل يعرف بشكل عميق أدوار أجيال سابقة من وزراء الأوقاف كانت لديهم رؤى مؤثرة وباقية رغم رحيلهم منذ سنوات، ويبدو أن الأزهرى يميل بشكل واضح إلى فكرة دراسة الشخصيات الإسلامية الدعوية تاريخيا وهو ما كان أحد أهم منتجاته العلمية فى سنوات نضاله العلمى والدعوي.

 


ولأن أسامة الأزهرى موسوعى ومطلع ومتواصل مع تجارب فى دول أخرى، فقد يكون لذلك أثر على أدائه إذا استطاع أن يخرج من شرنقة كل مسئول فى مصر وهى الدائرة المحيطة أو بطانة القيل والقال خصوصا وأن هذه الأرضية خصبة داخل أروقة وزارة الأوقاف.

الجريدة الرسمية