معجزة أم كارثة؟!
قبل مباراة منتخبنا الأولمبي مع المنتخب المغربى كان كل حديث عنه من قبل النقاد الرياضيين الذين تستضيفهم الفضائيات هو حديث إشادة وتغزل فى مهارة وعبقرية اللاعبين ومدربهم، ووصل الأمر لدرجة أن البعض إقترح إستبدال حسام حسن بمدرپ المنتخب الأولمبي!
أما بعد الهزيمة الثقيلة من المنتخب المغربى وضياع حلم إحراز الميدالية البرونزية فقد تبدل الأمر تماما، وإنطلق الذين أشادوا بهذا المنتخب لمهاجمته بقسوة بالغة ومهاجمة كل المسئولين عنه، بل ومهاجمة المنظومة الرياضية فى مصر ووزير الشباب والرياضة.
وهذا فى حد ذاته يضيف لنا مسئولين جدد عن الإخفاق الرياضى وليس الكروى فقط فى أولمبياد باريس، وهم نقادنا الرياضيين أو الذين منحوا أنفسهم هذا اللقب وتم تقديمهم لنا بوصفهم خبراء فى اللعبة..
فعندما حقق منتخبنا الأولمبي الفوز فى ثلاث مباريات متتالية آخرها بضربات الترجيح نسى هؤلاء أو بالأصح تناسوا الخلل فى المنظومة الكروية والمنظومة الرياضية، ورددوا أغانى وأناشيد الإشادة والإعجاب لآن منتخبنا حقق المعجزة، واستمروا في حديث المعجزة حتى بعد الخسارة من المنتخب الفرنسي..
أما بعد السقوط المروع فى مباراة تحديد الحائز على الميدالية البرونزية فى الأولمبياد فقد بلع كل هؤلاء أحاديثهم السابقة الحافلة بالإشادة والإعجاب والتهليل، وتذكروا فقط الخلل فى المنظومة الرياضية وحولوا الإشادة إلى تقريع، والإعجاب إلى نقد وهجوم، والتهليل إلى صراخ وعويل!
ولذلك فهؤلاء مشاركون فى الإخفاق الكروى والرياضى مثل بقية المسئولين عن الكرة والرياضة عندنا.. وإذا كنّا نطالب بمحاسبة هؤلاء المسئولين فيجب محاسبتهم هم أيضا!