رئيس التحرير
عصام كامل

كنا خرجناه بواسطة!

من سمع كلام السيد اللواء رئيس اتحاد المصارعة عن واقعة إلقاء القبض على لاعب المصارعة المصري في فرنسا الذي لم تثبت إدانته سوف يعرف بشكل واضح لماذا أخفقنا في أولمبياد باريس! فقد قال إن كل من السيد وزير الشباب والرياضة وسفير مصر في فرنسا يحاولان الإفراج عن اللاعب المصرى ولكن الأمر صعب غير مصر التى كنّا خرجناه بواسطة أو أى حاجة!

 
وهذا الكلام الصادم جدا معناه بوضوح لا لبس فيه إن بلدنا بلد الوساطة بينما فرنسا بلد قانون.. فيها يحترم القانون أما في مصر فلا احترام للقانون، عندنا الواسطة هى السائدة.. وإستطرادا لذلك فإننا يمكننا أن نفهم كيف تم اختيار من يمثل مصر في الأولمبياد.. 

 

فإذا كانت الواسطة هى السائدة فلا يسأل أحد عن الكفاءة إذن.. وإذا غابت الكفاءة فلا ننتظر فوزا أو ميداليات في الأولمبياد، وإنما الفشل والإخفاق هو الذى ينتظرنا!

 
لقد خسرنا في الأولمبياد قبل أن يبدأ ونشارك فيه لأننا لم نحسن اختيار اللاعبين المشاركين فيه ما دمنا اعتمدنا الواسطة أساسا لاختيارنا لهم.. أليس هذا ما يقوله أحد المسئولين عن لعبة المصارعة التى كان لاعب المصارعة المصري أحد اللاعبين المختارين لتمثيل مصر في الأولمبياد! 


والأخطر من ذلك إن هذا الكلام يشوه وجه مصر عالميا.. فهو يقول إن القانون غائب فيها وأن الواسطة هى السائدة، وبها يمكن الإفراج عن متهم في قضية تحرش، على عكس فرنسا التى فيها القانون موجود وحاضر والذى يحكم الأمور فيها.

 


والأكثر خطورة إن ذلك الكلام يقال قبيل المراجعة الدولية لملف حقوق الإنسان لمصر.. أى أن الإساءة لمصر بهذا الكلام أكبر وأفدح وأكثر ضررا.. وسوف يتسع الضرر أكثر إذا لم يتم محاسبة السيد رئيس إتحاد المصارعة عن كلامه غير المسئول هذا!

الجريدة الرسمية