هل تراجعت إيران عن الرد؟!
تتداول تحليلات الآن تقول إن إيران لن ترد على عملية اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.. ويستند أصحاب هذه التحليلات إلى مرور الوقت دون رد إيراني، وإلى ما قاله نصرالله إن عدم الرد هو جزء من الرد!، وأيضًا إلى ما نشر وأذيع حول تهديدات أمريكية صارمة وجهت إلى إيران بأن واشنطن ستعاقب إيران اقتصاديا وعسكريا..
كما يروج هؤلاء لوجود خلاف بين الرئيس الجديد والمرشد حول الرد.. ففى الوقت الذى أصدر فيه المرشد توجيهاته بضرورة الرد على عملية اغتيال إسماعيل هنية، فإن الرئيس الجديد غير متحمس لهذا الرد ويطالب بتجاوزه، أوعدم القيام به لتجنب الغضب الأمريكى والتهور الإسرائيلى، أى لتجنب دخول إيران حربا واسعة، فضلا عما سيلحق بأذرعتها في المنطقة، سواء في لبنان أو اليمن أو العراق.. فهل يمكن أن تصدق وتصيب هذه التحليلات؟!
كما أن هؤلاء يفسرون نشاط أمريكا لإحياء مباحثات الهدنة والإفراج عن الأسرى بأنه يستهدف قطع الطريق على إيران حتى لا تقوم بالرد على إسرائيل حرصا على وقف إطلاق النار في غزة..
وإذا كان هناك من يرون أن إيران لن ترد فإن هناك آخرون يرون أن إيران سوف ترد.. أما تأخر الرد فهم يفسرونه بالحسابات الكثيرة والمعقدة التى يقوم بها الايرانيون بخصوص الضربة الرد، وهل يكون في شكل استهداف لمبنى الموساد أو أجهزة أمنية أخرى في إسرائيل، أم في شكل استهداف لمواقع عسكرية أو اغتيال قيادات إسرائيلية خارج إسرائيل؟!
والمعروف أن الإيرانيين أصحاب حسابات طويلة قبل اتخاذ أى قرار، وتراهن دوما على الوقت في مواجهة الأزمات.. فضلا عن أن الأمريكان بما قاموا به من استعدادات عسكرية يتأهبون للرد الإيراني وينتظرونه!
على كل حال.. الأيام المقبلة ستحسم هذا الجدل الدائر الآن حول الرد الإيراني على انتهاك سيادة إيران واغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران.