أيمن قرة: قرار ترشيد الكهرباء إيجابي.. ولدينا إسراف وعدم استغلال للموارد | حوار
اتخذت الحكومة خلال الفترة الأخيرة عددا من القرارات في محاولة منها لجذب أكبر قدر من الاستثمارات الأجنبية والعربية، بجانب محاولة تعظيم مواردها للحصول على أكبر قدر من الاستفادة وزيادة مواردها الدولارية.
وتقابلنا مع أيمن قرة رئيس شعبة الزيوت باتحاد الصناعات الذي تحدث بدوره خلال حوار مع «فيتو» في العديد من الملفات الاقتصادية، من مدى تأثر الزيوت بزيادة الدولار الجمركي، بجانب رأيه قرارات الحكومة بترشيد الكهرباء وأبرز الملفات التي نحتاج إلى ترشيد بها وكيفية تحويل المحنة إلى منحة بنسبة لمصر في الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب الأزمة بين الصين وتايوان وما تحتاجه مصر إلى النهوض بالاقتصاد القومي.
وإلى نص الحوار:
بداية.. هل تتأثر الزيوت بزيادة الدولار الجمركي؟
لا.. فالزيوت لها معاملة خاصة من حيث الجمارك لأنها من السلع الأساسية بالتالي يفرض عليها نسبة ضئيلة من الجمارك فلن تتأثر كثيرا بالدولار الجمركي.
وماذا عن اسعار زيت الطعام الفترة المقبلة؟
لن ترتفع اسعار زيوت الطعام خلال الفترة المقبلة ولكن من الممكن أن تتأثر اسعار الزيوت الأخرى بارتفاع الدولار الجمركي.
هناك بعض الانخفاض في اسعار زيت الطعام نتيجة وجود محاصيل كثيرة وانتاجية عالية بجانب وجود مخزون عالميا مرتفع وهذا سيؤدي إلى انخفاض مبدأي في الاسعار، وإذا لم يحدث انخفاض في الاسعار فلن يحدث زيادة على المدى القريب في اسعار زيوت الطعام.
كيف ترى قرار الحكومة بترشيد الكهرباء؟
قرارات الترشيد بشكل عام ايجابي لأن الترشيد مطلوب في كل شيء، والعالم بأكمله في اتجاهه للترشيد لوجود مشكلة في الطاقة وبالتالي يوجد أولويات لذا يجب التوجه للترشيد، وربنا أعطى لنا نعمة الغاز فيجب عدم اهداره في اشياء لا نستفيد منها.
ونحن لدينا اسراف وعدم استغلال والاستفادة من الموارد، ويوجد فائدة مقابلها تكلفة ومن الطبيعي نرى أن الفائدة تكلفتها أعلى بكثير من التكلفة، ولكن عندما تكون التكلفة أكثر من الفائدة سيكون الأمر به خطأ، وهنا يجب النظر إلى المصلحة العامة ولا نلتفت إلى مشكلة تفصيلية صغيرة، لأن المصلحة العامة تجب المصالح المحدودة أو الخاصة.
هل ترى وجود موارد بها هدر وممكن الترشيد بها بخلاف الكهرباء؟
الترشيد في كل شيء مطلوب مثالا على ذلك زيت الطعام من الممكن أن نقوم بشواء الباذنجان أو البطاطس بديلًا عن استخدام زيت الطعام في القلي وتقلل استهلاك الزيوت وصحيا أكتر، كما يجب التوفير في استخدام المياه.
هل أنت مع فكرة تحديد موعد لغلق المحال؟
بالتأكيد.. إذا ما قررت الحكومة غلق المحال من الساعة 10 أو 11 مساء فهذه فترة كافية للشراء والجلوس في المقاهي حتى الصباح، وذلك بديلا عن الحرمان منها مستقبلا.
ما هي القرارات التي تنتظرها من الحكومة للاصلاح الاقتصادي؟
كلنا نمر بظروف خارجية كثيرة نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية بجانب اثار جائحة كورونا، وما تسببت فيه من تقليل ساعات العمل وانخفاض الانتاجية، كما نسمع الآن عن اضطرابات بين الصين وتايوان.
ونحن نمر بمرحلة صعبة ونحتاج إلى تعظيم الفائدة من القرارات وتزليل العقبات ولابد من التضحية للصالح العام والخير قادم لا محالة.
وأطالب بالتعاون فيما بيننا جمعيا شعبًا وحكومة وقيادات وقطاع خاص، ولابد من التكاتف من أجل رفعة مصرنا.
كيف رأيت قرار استثناء 10 الاف سلعة من الاعتمادات المستندية؟
تدبير العملة الصعبة هي المشكلة لدينا ومواردها محدودة؛ ونحن بحاجة إلى موارد وعملة صعبة كي نستورد وهذا هو التحدي اليوم فلذلك لذك يجب الترشيد في استخدام السلع ونقل الاستيراد ونزيد من الصادرات وتمكين الصناعة.
والحكومة تتأخذ قرارات صحيحة ولكن القائمين على التنفيذ في الدراجات الأقل لا زال يعوقون القرارات، كما أن ثقافة التصدير لديهم ليست بالدعم المطلوب، ونحن كمصريين ثقافتنا الانتاجية ليست مرتفعة، واهتمامنا بزيادة الصادرات ليست بالمستوى المطلوب.
كيف رأيت الاستحواذات الأخيرة؟
قرار ايجابي.. نحن لدينا مشكلة في توفير العملة الصعبة، ولذلك يجب أن نسعى إلى الاستفادة من أي موارد للحصول على العملة الصعبة وغالبا المستثمر الذي يأتي يريد زيادة استثماراته وبالتالي سيضخ أموال، وحتى إذا ما أخذ شركة ناجحة فسيعمل على زيادة نجاحها وبالتالي سيستفيد الجميع.
ومن يستحوذ على شركة أو مصنع داخل مصر لن يأخذه إلى الخارج بل سيظل داخل الدولة والجميع سيستفيد وهذا يحدث في جميع دول العالم.
ينتقد البعض قرار الاستحواذ على الشركات الناجحة.. فما ردك؟
الانتقاد دائمًا ما يكون سهل ولكن اين الفعل.. اليوم نقول لك أننا سنعطي عملة حقيقية كاستثمارات داخلة إلى البد ولن تخرج ونحن بدون استثمار أجني مباشر لن نستطيع حل مشاكلنا، ونحن نريد تنمية في الاقتصاد لذلك نريد استثمارات.
والبعض كان يسأل في البداية لماذا نلجأ إلى الأموال الساخنة التي تهرب مع وجود أول مشكلة وهذا أمر صحيح، ولهذا أقول أن الاستثمارات أفضل بكثير من الأموال الساخنة.
والموضوع نسبة ومقارنة وندرس الحلول المتاحة ولا نفترض اشياء غير عملية، ونرى التجارب لأن أي رجل أعمال يريد أي يستثمر في شركة يعمل على زيادة انتاجية الشركة وزيادة دخلها خاصة إذا ما كانت ناجحة، وهذا سيزيد النمو بالتبعية.
كما أن الاستحواذات جميعها نسب في الشركات وليس استحواذ كامل، وهذا يعني أن جميع الاطراف ستستفيد، ومثال على ذلك شركة قيمتها 100 مليون دولار وجاء مستثمر أجنبي أو خليجي استحوذ على ربع الشركة وقام بضخ أموال جديدة زادت من إمكانية الشركة وقيمتها السوقية ووصلت إلى مليار دولار فهنا 3\4 الشركة أصبح قيمتها أكبر بكثير ولذلك أقول الجميع يستفيد.
ما المشكلة الأكبر التي نعاني منها في حل مشاكلنا الاقتصادية؟
نحن كمصريين أو الجهات التنفيذية لا نتعاون على حل المشاكل فجميعنا في جزر منفصلة وكل شخص يدافع عن جزيرته بغض النظر عن الضرر الذي سيؤديه على الآخر؛ فجميعنا نعرقل بعض كقطاع خاص وقطاع حكومي، ولكن تعاون جميع الأطراف على سيمفونية واحدة ليس على المستوى المطلوب.
ما الحل من وجهة نظرك؟
لابد من تكاتف الجميع وسرعة تنفيذ الحلول التي تضعها القيادة السياسية والحكومة ورئيس الوزراء؛ لأن هذه القيادات تأخذ قرارات صحيحة ولكن تنفيذ هذه القرارات تكون بطيئة، نتيجة العاملون من الدرجات الأقل في تنفيذها بالشكل المطلوب.
متى تنتهي الازمة الاقتصادية العالمية؟
لا أحد يعلم موعد انتهاء هذه الأزمة لأننا لا نعلم موعد الانتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، بجانب تأثير جائحة كورونا.
كيف تستطيع مصر النهوض في ظل هذه الازمة العالمية؟
يجب أن نشجع على زيادة الانتاجية في مصر وزيادة الصادرات ونحن لدينا فرصة بحويل المحنة إلى منحة من خلال جذب الشركات والمصانع الأوروبية التي كانت متواجدة في الصين وتريد الخروج منها بعد ازمة الصين مع تايوان.
ويمكن صناعة نهضة صناعية وهنا ستكون استثمارات لصناعات جديدة، ولكن يوجد من يخشى داخل مصر من المنافسة ويوجد بعض الناس لديهم مفاهيم خاطئة بشأن الاستثمارات، وبعضهم ضد التطور والتغيير الايجابي، ونتيجة هذا للأسف نحن نتحرك ببطء في جذب الاستثمارات.
ومن الممكن أن نجذب مصانع تايوانية ويتم انشاءها في مصر وتستغل الرمال البيضاء، وتعلم الأيدي العاملة في مصر، ويجب أن نتعرف ونجذب ذو الخبرات العالمية حتى نتطور، فضيء شمعة خير من السير في الظلام.