فضيحة تقرير غادة والي.. المسكوت عنه في تبرئة لجنة «التضامن» لـ«أبوالنجا» من مخالفات مستشفى 57357.. أسامة داود يكتب ويفند ويوجه 5 أسئلة كاشفة لمن يهمه الأمر
-لماذا لم يتطرق إلى إخفاء التبرعات المليارية ولم يعلق على سيطرة آل أبو النجا على مقاليد الأمور بالمؤسسة؟
-لماذا تجاهلت اللجنة تخصيص 65 مليون دولار لشراء جهاز ثمنه 35 مليونًا فقط في الوقت الذي تبرعت به دولة عربية مجانًا؟!
-لماذا لم يتم استدعاء وحيد حامد وكاتب هذه السطور والاستعانة بما يحوزانه من مستندات ومعلومات؟
-لماذا غضَّت اللجنة الطرف عن وقائع الإسناد بالأمر المباشر لشركات أصدقاء أبو النجا بما تسبب في إهدار أموال أطفال السرطان؟
-عندما يصرخ "وحيد حامد" بأعلى صوته: "هذا تقرير يحمي الفساد".. فلا بد من وقفة مع اللجنة وتقريرها المطعون عليه ابتداءً وانتهاءً.. فهل يتم إجراء تحقيق مستقل في القضية؟
ستة أشهر بالتمام والكمال تفصل بين نشر أول حلقة في الحملة الصحفية التي انفردت "فيتو" بنشرها، في نسختيها الورقية والإلكترونية، عن مخالفات إدارة مؤسسة مستشفى 57357 لعلاج سرطان الأطفال، وبين التقرير الذي أصدرته اللجنة التي شكلتها وزيرة التضامن الاجتماعى الدكتورة غادة والى، ونفت فيه المخالفات المنسوبة للمستشفى ومديرها الدكتور شريف أبو النجا.
بعد بيان «التضامن» بشأن مخالفات مستشفى «57357».. وحيد حامد: الوزارة تحمي الفساد.. عصام كامل: «الحكومة تحاسب الحكومة!».. وتحقيقات النائب العام الطريق الوحيد أمامنا
أولًا: لابد من الإشارة إلى أن الدكتورة غادة والي كانت قد تعهدت بإصدار التقرير خلال أسبوعين فقط من انطلاق حملة "فيتو" المدعومة بالوثائق والمستندات والحالات الإنسانية الصارخة، وتحول الأسبوعان إلى 180 يومًا، وهو أمر له دلالاته، ويدعونا إلى أن نتساءل عن السر وراء هذه المماطلة وهذا التسويف، حتى وإن انطبق على اللجنة، وتشكيلها وطريقة عملها الجملة الشهيرة التي كان الممثل العبقرى "حسن البارودى" يرددها في فيلم "الزوجة الثانية": "الدفاتر دفاترنا".
وثانيًا: يجب أن نسأل كيف تتحول الوزارة - التي تعتبر مُتورطة بشكل أو بآخر في هذه المخالفات- إلى خصم وحكم في الوقت ذاته؟!، ولنا أن نسأل أيضًا: كيف باشرت اللجنة أعمالها في وجود الدكتور شريف أبو النجا في منصبه، رغم أنه جرى العرف في مثل هذه الحالات أن يتم تجميد أو وقف الشخص المسئول حتى تثبت براءته من عدمها؟!!
وثالثًا: لا ينبغى أن نصاب بالدهشة من تصفيق بعض المستفيدين من "أبو النجا" لتقرير اللجنة، حتى وإن لم يقرأوا حرفًا واحدًا منه، وتسويقه في البرامج المسائية، لأن كثيرًا منهم، إن لم يكن جميعهم، استفادوا من "عطايا" المذكور، التي هي في الأساس من أموال التبرعات، كما سبق وأن نشرنا تفصيلًا في إحدى الحلقات.
أسامة داود يقدم بلاغًا حول مخالفات 57357.. لماذا تراوغ وزارة التضامن في إصدار تقريرها؟
ورابعًا: لا عجب أن يتطاول المتطاولون، وهم بطبيعة الحال المستفيدون من "عطايا أبو النجا السخية"، على قامة كبيرة مثل الكاتب والسيناريست الكبير "وحيد حامد"، ويزايدون على شخصه النبيل ووطنيته الحقيقية، لأنه شاركنا في كشف صور الإنفاق غير الرشيد لأموال التبرعات، لأنه عندما تتصالح المصالح فقل على القيم والمبادئ وجميع الثوابت الإنسانية: "السلام".
وخامسًا: لا تستغرب عندما تسمع الكاتب والسيناريست الكبير وحيد حامد، وهو الرجل الذي لم يكن يومًا محسوبًا على التيارات المعارضة، عندما يصرخ بأعلى صوته ضد تقرير اللجنة: "هذا تقرير يحمى الفساد ويقننه"، فما قدمته "فيتو" خلال 16 حلقة متصلة، وما كشفه وحيد حامد من معلومات، يستحيل أن يؤدى في نهايته إلى هذا التقرير المطعون في صحته ابتداءً وانتهاءً، وجُملة وتفصيلًا، والذي يحرض بشكل واضح وصريح على الخروج على النص ومخالفة القانون والعُرف.
خطة «أبو النجا» للطرمخة على تجاوزات 57357
وسادسًا: لا تضرب كفًا بكفٍّ عندما تجد محمد الباز، مقدم برنامج "90 دقيقة" على فضائية "المحور"، الذي كان داعمًا لحملة "فيتو"، ومُثمنًا شجاعة رئيس تحرير "فيتو" عصام كامل في التصدى وحده لنشرها، عندما يُعلن على الهواء رفضه للتقرير المذكور وطعنه في جميع تفاصيله وتهكمه على كل من شارك فيه.
ما تقدم كان قراءة عامة لما انتهى إليه التقرير وردود الأفعال بشأنه، أما إذا انتقلنا لتفنيده حرفًا حرفًا وجملة جملة، فالكلام يطول:
أولًا: بطبيعة الحال لم يكن للجنة المشكلة من قبل الدكتورة غادة والى، أن تدين الوزيرة بأى حال من الأحوال، باعتبارها مسئولة ضمنيًا عن المستشفى وعن "أبو النجا".
ثانيًا: كيف تدين لجنة وزارة التضامن شريف أبو النجا، وهى من عملت لصالحه وقامت بضمِّه للمؤسسين دون وجه حق، حتى يصبح مالكًا للمستشفى ولأموال التبرعات المليارية التي يدفعها فقراء مصر، بهدف علاج أطفالهم، بينما يتم توزيعها في صورة أجور فلكية على الأقارب والمحاسيب ولصالح مشروعات لا علاقة لها بالهدف النبيل للتبرعات، ليتقرب إلى المسؤولين زلفى، ويبدو أن هذا التقرب أتى ثماره اليانعة، كما جاء في التقرير.
والدة طفل مصاب بالسرطان: المرض بياكل في جسمه ومستشفى 57357 طردونا
مناقصات «الأمر المباشر» في 57357
ثالثًا: تعامى التقرير عما نشرته "فيتو" من مخالفات وتجاوزات جمَّة أبرزها: الإسناد بالأمر المباشر لبعض الشركات ومنها شركة يملكها صديق "أبو النجا"، وهو الدكتور هشام دنانة، الذي يعمل استشاريا للمشروعات بمؤسسة 57357 وبمبالغ تصل إلى 3 ملايين دولار، كما لم تكلف اللجنة نفسها عناء النظر فيما نشرناه بشأن إسناد عملية بقيمة 600 مليون دولار لصالح الشركة العربية للإنشاءات ACC واستبعاد العرض الآخر وكان بمبلغ 450 مليون جنيه، وعشرات العمليات الأخرى على نفس المنوال.
رابعًا: تجاهل التقرير إخفاء أرقام التبرعات التي تتلقاها المؤسسة والتي تتجاوز مليار جنيه سنويًا، فضلًا عن تجاهله إنفاق أكثر من 80% من التبرعات على المصاريف الإدارية والأجور الفلكية والإعلانات والمكافآت، وعلى من أسماهم وحيد حامد بفريق "العلاقات العامة، وجميعهم صحفيون وإعلاميون يُشار لهم بالبنان، والاكتفاء بتخصيص ما بين 16 و 20 % للعلاج في معظم السنوات.
«تجارب ضد الإنسانية في 57357»
خامسًا: غضَّ التقرير الطرف عن إسناد مهام الإدارة لأقارب "أبو النجا" وزوجته وزوج شقيقته والأقارب والأصدقاء، والسيطرة على مفاصل المستشفى وإخفاء المعلومات عن مجلس الأمناء، ما دفع أحد الأعضاء البارزين إلى الاستقالة، وهو نيازي سلام، الذي أكد في استقالته أن "إدارة المستشفى يسيطر عليها كليًا شريف أبو النجا، وتمارس عدم الشفافية وإخفاء المعلومات والأرقام عن مجلس الأمناء الذي تحول إلى مجرد بصمجية"، على حد وصفه.
أسامة داود: «فيتو» أكثر المدافعين عن «57357».. شريف أبو النجا حاول ضم نفسه للمؤسسين الأوائل
مطرودة من جنة 57357 باكية: «ربنا ينتقم منهم.. موتوا ابنى وعذبونا»
سادسًا: تقرير اللجنة نفى إجراء تجارب سريرية بالمستشفى، وهو ما يؤكد أن اللجنة لم تتابع ما نشرناه بالوثائق، ويبدو أنها اكتفت بتسلم "الأوردر" من شريف أبو النجا نفسه لتعلنه، متجاهلة الآتي:
- إجراء تجارب سريرية بعقار "كابيتون" الذي قامت بتصنيعه شركة أمريكية، بينما رفضت الولايات المتحدة نفسها تجربته على أطفالها، وطبقًا لما هو منشور على موقع هيئة الأدوية الفيدرالي" FDA".. فإن العقار يُستخدم في التجارب السريرية على 200 من الأطفال بمستشفى 57357، مع بداية علاجهم، وليس في مراحله المتأخرة، وعقار CAPOTEN مُسجل بشركة "بريستول مايرز سكويب"، وعلامته التجارية مُسجلة باسم هذه الشركة، وهو غير مُرخص به في الولايات المتحدة لعلاج سرطان الأطفال.
الباز: "فيتو" أول من فجرت مخالفات 57357 بالأرقام والمستندات
عصام كامل: "فيتو" أولى بالدفاع عن 57357 ولم نتهم أحدًا
- كما لم تتطرق اللجنة إلى ما كشفناه بالمستندات، وهو أن "مارك كيران" المؤسس الثالث في الجمعية المصرية للسرطان ورئيس المجلس الطبى بشبكة سرطان الأطفال 57357 بأمريكا، يعمل باحثًا بشركة "بريستول مايرز سكويب" المتخصصة في صناعة الأدوية، وهى الشركة المنتجة لعقار كابيتون "CAPOTEN" المستخدم في التجارب السريرية في 57357.
- سابعًا: تجاهلت اللجنة الرد على تخصيص 65 مليون دولار في نهاية 2017 لشراء جهاز العلاج بالبرتون والذي كشفنا عنه في القوائم المالية لنهاية عام 2017 بينما كان شريف أبو النجا أعلن في شهر مايو 2017 أن دولة الإمارات العربية تكفلت بشراء الجهاز، وفي نفس الوقت حصلنا على تقرير شركة IBA البلجيكية وهى المُصنعة والموردة للجهاز أن قيمة الجهاز الموجه لـ 57357 بمبلغ 35 مليون دولار فقط، ولم تكلف اللجنة نفسها عناء البحث والفحص، ولم تقدم لنا تفسيرًا لهذا التضارب الكاشف والدال على ارتباك الإدارة وتخبطها، فكيف تخصص 65 مليون دولار لشراء جهاز لا يتجاوز ثمنه نصف الرقم المذكور، ثم يتبين بعذ ذلك أن دولة عربية هي من تبرعت به "مجانًا"؟ ولم تفك اللجنة الموقرة هذا اللوغاريتم المريب.
«فيتو» تنتصر في معركة مستشفى 57357
«المال السايب في 57357»
- ثامنًا: اكتفت اللجنة بالإشارة في تقريرها إلى بعض المخالفات الإدارية بالمستشفى، ذرًّا للرماد في العيون، وبالطبع مع منح مجلس أمناء المؤسسة المهلة القانونية لتصويبها وهي:
1- بدء ترخيص أكاديمية (57357) للعلوم الصحية من الجهات المعنية حيث لم تكن مُرخصة.
2- جمع المال عن طريق وسيلة غير واردة بتراخيص جمع المال الصادرة للمؤسسة، وهي وسيلة الرسائل النصية.
3- استغلال بعض الأجهزة الطبية، التي تم استبدالها بأخرى أحدث منها رغم صلاحيتها، بحيث يتم الاستفادة منها.
4- ترخيص قسم العلاج الطبيعي بالمستشفى.
5- البدء في إجراءات تخصيص مدرسة الصباح الإعدادية للمستشفى مقابل تطوير الخدمات التعليمية بالمديرية وفقا لبروتوكول تعاون مع وزارة التربية والتعليم.
أسامة داود: شريف أبو النجا حول 57357 لمستشفى تديره العائلة
الباز: لجنة وزارة التضامن لمراجعة ميزانية 57357 باطلة
وإجمالًا.. فإن تقرير لجنة وزارة التضامن الاجتماعى المشكلة بقرار من الوزيرة الدكتورة غادة والى تجاوز عن عمد جميع المخالفات الصارخة التي نشرتها "فيتو"، ونشر جانبًا منها وحيد حامد، لأنها قررت منذ بداية تشكيلها تبرئة "أبو النجا" وإبراء ساحته، وتمكينه من البقاء في منصبه، ولو أرادت اللجنة إنصافًا لردت على جميع ما نُشر، أما التعامل بمنطق "فلا تقربوا الصلاة" فإنه يطعن في نزاهتها ويجعل تقريرها والعدم سواءً، ولو أرادت اللجنة إنصافًا لاستدعت وحيد حامد وكاتب هذه السطور، وطلبت منهما إمدادها بما يحوزانه من مستندات ومعلومات مؤكدة، ولكنها لم تفعل لحاجة في نفسها لم تعد خافية.
عصام كامل: «أبو النجا» هددني بعد حملة «فيتو» لكشف مخالفات 57357
وأخيرا فإننا نناشد النائب العام، المستشار نبيل صادق، التحقيق فيما قدمناه من مستندات ضد أبو النجا وإدارة مؤسسة ومستشفى 57357، كما أننا على استعداد لتقديم المزيد من المستندات التي تكشف حجم تبديد أموال التبرعات في أمور لا تتعلق بالعلاج، بينما يتم طرد الأطفال وحرمانهم من حقهم في العلاج، وسوف يكون هذا التقرير دافعًا لارتكاب المزيد من المخالفات والاستمرار في نهج عدم الإنسانية مع هؤلاء الأطفال، لا سيما ممن لا يحملون "كارت توصية" يضمنون الدخول به إلى المستشفى لتلقى العلاج دون قيد أو شرط، فهل تشهد الأيام المقبلة فتح تحقيق قضائي وليس إداريًّا في القضية؟
«الصندوق الأسود لتبرعات 57357 في مواجهة على الهواء»
مفيد فوزي مشيدًا بحملة «فيتو» عن تبرعات 57357: تحمل معلومات مثيرة
قصة استحواذ مستشفى 57357 على مدرسة حكومية بـ«السيدة زينب»
أسامة داود: هذه هي تفاصيل حملتنا ضد إدارة مستشفى ٥٧٣٥٧.. ووحيد حامد قال لي لا تتوقف عن الكتابة