رئيس التحرير
عصام كامل

أسماء سورة سبأ وفضائلها والأحاديث الواردة بشأنها

أسماء سورة سبأ وفضائلها
أسماء سورة سبأ وفضائلها والأحاديث الواردة بشأنها

سورة سبأ هي السورة 34 في ترتيب المصحف، أما في ترتيب النزول فهي السورة 57، وكان نزولها بعد سورة لقمان، وقبل سورة الزمر، وعدد آياتها أربع وخمسون آية، وسورة سبأ من السور المكية الخالصة، وقيل هي مكية إلا الآية السادسة منها وهي قوله-تبارك وتعالى-: "وَيَرَى الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ هُوَ الْحَقَّ". وفيما يلي نستعرض معكم أسماء سورة سبأ وفضائلها والأحاديث الواردة بشأنها

 

 

سورة سبأ وسبب نزولها وفضلها مع التفسير: اقرأ - السوق المفتوح
أسماء سورة سبأ  وفضائلها والأحاديث الواردة بشأنها

 

 



أسماء سورة سبأ 



(سورة سبأ) هذا هو الاسم الذي اشتهرت به في كتب السنة، وكتب التفسير، وبين القراء؛ ووجه تسميتها به، أنها ذُكرت فيها قصة أهل سبأ. 

 

 أسباب نزول سورة سبأ


 

 سبب نزول سورة سبأ هو حدوث قصة بين رجلين شريكين، حيث خرج أحدهما إلى الساحل وظلّ الآخر فلما بعث الله نبيّه - محمداعليه السلام-، بعث بمكتوبٍ إلى صاحبه، فردّ إليه: "إنه لم يتبعه أحد من قريش إلا رذالة الناس ومساكينهم" فترك الرجل تجارته وأتى صاحبه فطلب منه أن يدلّه على الرسول -عليه السلام- فقال له: دُلَّنِي عليه، وكان يقرأ الكتب فأتى النبي فقال: "إلام تدعو؟ قال: إلى كذا وكذا قال: أشهد أنك رسول الله قال: مَا عِلمُكَ بذلك؟، قال: إنه لم يبعث نبي إلا اتبعه أراذل الناس ومستضعفيهم ومساكينهم؛ فنزلت هذه الآيات فأرسل إليه النبي: إن الله قد أنزل تصديق ما قلت "
 

 

 أحاديث واردة في بعض آيات سورة سبأ
 

روى الشيخان عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة يوم الفتح، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون نصبًا، فجعل يطعنها بعود كان في يده، ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا} (الإسراء:81) {جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد} (سبأ:49).

وروى الإمام أحمد في "المسند" عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبأ: ما هو، أرجل، أم امرأة، أم أرض؟ قال: (بل هو رجل ولد عشرة، فسكن اليمن منهم ستة، وسكن الشام منهم أربعة. فأما اليمانيون: فمذحج، وكندة، والأزد، والأشعريون، وأنمار، وحمير. وأما الشاميون: فلخم، وجذام، وعاملة، وغسان). قال ابن كثير في "تفسيره": "إسناده حسن، ولم يخرجوه".

وفي "جامع" الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا قضى الله في السماء أمرًا ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله، كأنها سلسلة على صفوان -الحجر الأملس- فـ {إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير} (سبأ:23) قال: والشياطين بعضهم فوق بعض) قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

روى الترمذي أيضًا في "جامعه" عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس في نفر من أصحابه، إذ رُمي بنجم فاستنار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهلية إذا رأيتموه؟) قالوا: كنا نقول: يموت عظيم، أو يولد عظيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإنه لا يُرمى به لموت أحد ولا لحياته، ولكن ربنا عز وجل إذا قضى أمرًا، سبح له حملة العرش، ثم سبح أهل السماء الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، حتى يبلغ التسبيح إلى هذه السماء، ثم سأل أهل السماء السادسة أهل السماء السابعة: {ماذا قال ربكم}؟ قال: فيخبرونهم، ثم يستخبر أهل كل سماء حتى يبلغ الخبر أهل السماء الدنيا، وتختطف الشياطين السمع، فيرمون فيقذفونه إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو حق، ولكنهم يحرفونه ويزيدون). قال الترمذي: حديث حسن صحيح.

 

 

فضائل سورة سبأ

 

أنها من المثاني التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الإنجيل:

عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أعطيت مكان التوراة السبع الطوال... ومكان الإِنجيل المثاني

سبب نزول سورة سبأ
أسماء سورة سبأ  وفضائلها والأحاديث الواردة بشأنها

 

تلخيص سورة سبأ

 

 

- تبدأ سورة سبأ بالثناء على الله-تبارك وتعالى-: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ، وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ، يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ.

-ثم تحكى السورة الكريمة جانبا من أقوال الكافرين في تكذيبهم ليوم القيامة، كما تحكى- أيضا- بعض أقوالهم الباطلة التي قالوها في شأن النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم ترد عليهم بما يخرس ألسنتهم.

- ثم تنتقل السورة الكريمة إلى الحديث عن جانب من قصة داود وسليمان- عليهما السلام-، فتحكى ما آتاهم الله-تبارك وتعالى- إياه من خير وقوة وكيف أنهما قابلا نعم الله-تبارك وتعالى- بالشكر والطاعة، فزادهما- سبحانه - من فضله وعطائه: اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ.

وكعادة القرآن الكريم في جمعه بين الترغيب والترهيب، وبين حسن عاقبة الشاكرين، وسوء عاقبة الجاحدين.. جاءت في أعقاب قصة داود وسليمان- عليهما السلام-، قصة قبيلة سبأ، وكيف أنهم قابلوا نعم الله الوفيرة بالجحود والإعراض، فمحقها- سبحانه - من بين أيديهم، كما قال-تبارك وتعالى-: ذلِكَ جَزَيْناهُمْ بِما كَفَرُوا، وَهَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ.

- ثم ساقت السورة بعد ذلك بأسلوب تلقيني ألوانا من الأدلة على وحدانية الله-تبارك وتعالى- وقدرته، وعلى وجوب إخلاص العبادة له.

نرى ذلك في قوله-تبارك وتعالى-: قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ، لا يَمْلِكُونَ مِثْقالَ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ..وفي قوله-تبارك وتعالى-: قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وفي قوله- عز وجل -: قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكاءَ، كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

- ثم تنتقل السورة الكريمة إلى الحديث عن وظيفة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا.

وعن أحوال الكافرين السيئة عند ما يقفون أمام ربهم للحساب، وكيف أن كل فريق منهم يلقى التبعة على غيره وَلَوْ تَرى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ، يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ الْقَوْلَ، يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ.قالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا أَنَحْنُ صَدَدْناكُمْ عَنِ الْهُدى بَعْدَ إِذْ جاءَكُمْ، بَلْ كُنْتُمْ مُجْرِمِينَ.

- ثم ترد السورة الكريمة على أولئك المترفين، الذين زعموا أن أموالهم وأولادهم ستنفعهم يوم القيامة، فتقرر أن ما ينفع يوم القيامة إنما هو الإيمان والعمل الصالح، وأن الله-تبارك وتعالى- هو صاحب الإعطاء والمنع والإغناء والإفقار.

قال-تبارك وتعالى-: وَقالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوالًا وَأَوْلادًا وَما نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ، قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ، وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنا زُلْفى، إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صالِحًا، فَأُولئِكَ لَهُمْ جَزاءُ الضِّعْفِ بِما عَمِلُوا، وَهُمْ فِي الْغُرُفاتِ آمِنُونَ.

- وبعد أن ساقت السورة ما ساقت من شبهات المشركين حول دعوة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وردت عليهم بما يزيد المؤمنين ثباتا على ثباتهم، ويقينا على يقينهم، أتبعت ذلك بدعوة هؤلاء الكافرين إلى التفكير والتدبر على انفراد، في شأن دعوة هذا الرسول الكريم الذي يدعوهم إلى الحق، لعل هذا التفكر يهديهم إلى الرشد قال-تبارك وتعالى-: قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ، أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ما بِصاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذابٍ شَدِيدٍ.

ثم ختمت السورة الكريمة بتهديدهم بسوء العاقبة إذا ما استمروا في كفرهم وعنادهم، وأنهم سيندمون- إذا ما استمروا على كفرهم- ولن ينفعهم الندم قال-تبارك وتعالى-: وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ ما يَشْتَهُونَ كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ، إِنَّهُمْ كانُوا فِي شَكٍّ مُرِيبٍ.

- وهكذا نرى سورة سبأ قد ساقت أنواعا من الأدلة على وحدانية الله-تبارك وتعالى-، وعلى أن يوم القيامة حق، وعلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن ربه.. كما أنها حكت شبهات المشركين، وردت عليهم بما يبطلها، والحمد لله حمدا كثيرا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية