أسامة داود يقدم بلاغًا حول مخالفات 57357.. كيف أصبح الأسبوع 120 يومًا؟.. لماذا تراوغ وزارة التضامن في إصدار تقريرها؟.. نشرنا 20 حلقة عن تجاوزات كارثية ولا حياة لمن تنادي
على مدى 4 أشهر تصدت "فيتو" -وحدها- لكشف ما يحدث في مستشفى 57357 من إدارة غير رشيدة لأموال التبرعات المليارية.. بدأت "فيتو" حملتها، واستمرت فيها، ولا تزال مستمرة، فيما تولى فريق من المنتفعين والعاملين في بلاط شريف أبو النجا التسفيه من الحملة وهدفها النبيل وهو تصويب مسار أموال المتبرعين، ومن ثمَّ الدفاع عن مخدومهم الذي يمنحهم أجورهم من أموال مرضى السرطان، فيما التزم فريق ثانٍ الصمت وآثر السلامة.
في هذه الفترة، التي نشرنا خلالها ما يقرب من 20 حلقة متصلة كاشفة ما لم يخطر على قلب بشر، تحملت "فيتو" وحدها موجات الهجوم المأجور والمتلاطم، إلكترونيًا وتليفزيونيًا وإذاعيًا وصحفيًا، ولم تفكر يومًا في التراجع أو التخلى عن قضيتها، مدعومة بمواقف محترمة لن ننساها ممن لا يساومون على كلمة الحق، مثل: رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام مكرم محمد أحمد الذي خصص أحد مقالاته في الزميلة الكبرى "الأهرام"، لينسب الحق لأهله، ومؤكدًا أن "فيتو" صاحبة الحقوق الحصرية في الانفراد بكشف ما يحدث داخل المستشفى الذي يبطن نقيض ما يُظهر في خدماته الإعلانية الواسعة والخادعة عبر وسائل الإعلام المختلفة.
"فيتو" كشفت خلال حملتها، التي ثمَّنها المُنصفون واعتبروها إحياءً للدور الغائب للصحافة الورقية، بالأرقام والمستندات وشهادات الشهود، إسناد مشروعات بمليارات الجنيهات بالأمر المباشر والمناقصة المحدودة التي تمثل مناقصة العرض الوحيد أو الأمر المباشر، وبأرقامٍ بلغت في الموازنة التقديرية للعام الحالى 2018 نحو مليار جنيه تمتد إلى 3.5 مليارات أخرى للسنوات المقبلة، كما كشفنا عن شراء أجهزة طبية بالأمر المباشر وبأضعاف قيمتها الحقيقية، كما أزلنا الستار عن تخصيص أموال طائلة لشراء أجهزة تبرعت به دول داعمة لعمل الخير مثل: دولة الإمارات العربية المتحدة.
"فيتو" كشفت خلال حملتها وقائع مأساوية لوقف جرعات الكيماوى عن العديد من الأطفال المرضى الذين كانت تتطلب حالتهم زرع النخاع وبوقف الكيماوى تدهورت حالتهم، ثم تم نقلهم إلى العلاج التلطيفى أي المسكنات حتى الموت، كما انفردنا بتفاصيل استغلال 200 طفل في التجارب السريرية المحرمة، وكشفنا ازدواجًا في عمليات الصرف على التصميمات والمشروعات وتوقيع عقود عن نفس الأعمال مرتين منها عقد تم توقيعه من جانب شريف أبو النجا كممثل لشبكة 57357 "ECN" أمريكا، وكذلك عن مضاعفة الأموال المخصصة للتصميمات من 11 إلى 20 مليون دولار دون مبرر.
"فيتو" كشفت أيضًا أن مستشفى 57357 يتلقى مليار جنيه سنويًا لعلاج 1700 طفل فقط وتطرد الباقين، بينما يعالج المعهد القومى للأورام ما يزيد على هذا العدد من الأطفال بجانب 325 ألف مريض ولم تزد موارده على 150 مليون جنيه سنويًا.
كما أبرزنا خلال الحملة الخلل الذي يحدث نتيجة سيطرة شريف أبو النجا وأسرته ومريديه على الإدارة وخروج مستشفى 57357 عن سيطرة الأجهزة الرقابية باستثناء إدارة بوزارة التضامن الاجتماعى تمارس رقابة وهمية، وغيرها من التجاوزات الفجة التي يجب على مجلس النواب في دور انعقاده الرابع أن يتصدى لها بقوة، طالما مارست الوزارة المذكورة الكذب وراوغت لمدة 4 أشهر متصلة في إصدار تقريرها الذي كان مقررًا أن يظهر للرأى العام قبل أكثر من 100 يوم.
الغريب في الأمر.. أن مُستخدمى "شريف أبو النجا" يُصرِّون حتى اللحظة، على خلط الأوراق وتزييف الحقائق وإبطال الحق وإحقاق الباطل، ويروجون في كل مكان، أن التبرعات تراجعت بنسبة 60%، مُدعين أن حملة "فيتو" هي السبب في تراجع وتيرة التبرعات، ولا يعترفون بأن كشف الحقيقة للرأى العام من إدارة غير رشيدة للتبرعات المخصصة لعلاج أطفال السرطان هي السبب الأول والأخير، وكان أولى بهم أن يحرضوا مخدومهم بألا يطيل الصمت المريب، وأن يذهب إلى مجلس النواب ليرد على طلبات الإحاطة المقدمة ضده، ويخرج في وسائل الإعلام المنطوية تحت لوائه وغيرها ليبرئ نفسه من كل ما هو منسوب إليه، وأن يتوقف عن التدخل عبر نفوذ أصدقائه ومعارفه لدى وزارة التضامن الاجتماعى، التي جعلت من نفسها بدورها السلبى، شريكًا في القضية.
"نقلا عن العدد الورقي..."