خير الناس أنفعهم للناس.. وما كثرت المشاكل وقلّت البركة في الوقت والمال والولد إلا لانشغال كل فرد بنفسه وتكالبنا على الدنيا دون اكتراث بأوجاع الفقراء ومتاعب المحتاجين.. وما أكثرهم اليوم!
افتتح اللواء عصام سعد محافظ أسيوط، معرض الفنون التشكيلية والأشغال الفنية مشاعر لطلاب وطالبات الفرقة الثانية بقسم الفنون بكلية التربية النوعية جامعة أسيوط
ربما تقرأ أنت هذه السطور وتظنها جزءا من عمل أدبي، غير أنك ذات صباح ستدرك أنني كنت صدقا أكتب عن نفسي، حين تفتح عينيك على خبر صغير في إحدى الزوايا يقول: انتحار رجل في ظروف غامضة..
أغمضت عيني لحظات، ووضعت الهاندفري في آذني دون أن تكون هناك أغنية مشغلة في الموبايل.. وكأنني بذلك أريد أن أعطل جميع حواسي، حتى تتمكن ذاكرتي من الاستفادة بكل طاقتي، لتستعيد عافيتها..
تبتسمُ الأقدارُ أحيانًا فتجمعُنا بقلوبٍ دافئةٍ مُحبةٍ رحيمةٍ، لتشعرُنا كأننا ملكنا الدُّنيا بحذافيرها، وأحيانًا أخرى تبتلينا بقلوب باليةٍ كارهةٍ غليلةٍ، وحينئذٍ..
أحيانا نمر بفترات نفقد فيها الرغبة في مقابلة أو محادثة أحد، ليس كرها أو استغناءً ولا يمكننا أن نسمي هذا الأمر اعتزالا أو وحدة، لكنها فترات تصادف فتورا يعتري أرواحنا المجهدة..
عبر أحد المحبين عن الحب فقال: كمونه في الحشا ككمون النار في الحجر.. إن قدحته أورى وإن تركته توارى.. إن حال المحبين مع محبوبهم كحال فتية الكهف لم يدروا في كهفهم كم لبثوا..
جلس السريقوسي دون أن ينطق بكلمة، ولم يكن الأمر ملائما لرجل عائد بعد غياب، فمن يشاهدهما سيقسم أن الرجل قادم لتوه من الغرفة المجاورة، فلا مشاعر فرحة ولا شعور بالحنين..
خوفها ألجمها وغشى بصرها، فلم تعد ترى سوى طريق واحد، وهو أن تصبح خائنة لزوجها، ما دام ذلك هو الطريق لحماية ابنتها من بطش الحاكم، حين يفشل مخطط زوجها فيقرر التنكيل به وبكل من له صلة به..
ما السر وراء ميلاد تلك الرغبة المشتعلة في صدر الكومندان من أجل الاستيلاء على الحكم؟ تلك شهوات قد دفنت منذ عقود في مملكة خوفو، ففي وجود الخوف لا مجال للأحلام والتطلعات..
ربما مشقة الرحلة تكون متعبة، ربما الطريق يحمل في طياته الكثير من التفاصيل التي لا يعلم عنها أحد شيء، وربما أيضاً أنت تحملت الكثير أثناء الرحلة، لكن إذا توقفت فجأة ماذا ستكون المحصلة؟
نظرت الأم لابنتها ولم تنبس ببنت شفة، فهي تعلم أن القلق عندما يغيب الأب أمر واجب، لكن من أين لهما بمشاعر القلق في وطن لا مكان فيه ل مشاعر سوى الخوف؟!
ربما الموت يفرقنا عن أشخاص تعلقت بهم أرواحنا، ربما يأخذ منا قلوب قبل أن نستكفي منها، لكن الأكيد أن شوكة الموت إنكسرت بموت وقيامة السيد المسيح -له كل المجد- عندما قام ليكسر شوكته..
إبتلع الزائر ريقه، رغم عدم وجود شيء يدفعه للخوف، إلا أن مجرد رؤيته لورق حكومي مدون عليه اسمه كان كفيلا ليشعره وكأن جبلا يجلس فوق صدره..
في العام 2190 ميلاية، حيث أعيش أنا، تعد المشاعر عملة نادرة، فالناس هنا لا يمكنهم استخدام أية مشاعر سوى الخوف.. نعم هنا يمكنك أن تخاف كما تشاء..