رئيس التحرير
عصام كامل

جزاء من فقد الولد في الدنيا والآخرة من الكتاب والسنة

جزاء من فقد الولد
جزاء من فقد الولد في الدنيا والآخرة

 فقد الولد، ربما تكون من أعظم النكبات التي يصاب بها الشخص كما أن  فقد الولد من أصعب وأشد المحن  التي تمر علي الوالدين في حياتهما وبالرغم من ذلك فإن الله سبحانه وتعالى قد جعل لفقد الولد العديد من المنح التي أعدها الله لمن فقد الولد في الدنيا والآخرة وفي هذا الموضوع  نستعرض معكم  جزاء من  فقد الولد في الدنيا والآخرة نوردها في هذا التحقيق فإلي التفاصيل

 

‫ﻓﻀﻞ اﻟﺼﺒﺮ ﻋﻠﻲ ﻣﻮت اﻟﻮﻟﺪ.... - YouTube‬‎
جزاء من فقد الولد في الدنيا والآخرة

 

  1- صلوات ورحمة من الله تعالى وهداية:

 قال تعالى في وصف المؤمنين الصابرين على البلاء، الراضين بمر القضاء: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} [سورة البقرة].

 قال أهل التفسير: والصلاة: من الله المغفرة، قاله ابن عباس؛ أو الثناء، قاله ابن كيسان، أو الغفران والثناء الحسن، قاله الزجاج. والرحمة: قيل هي الصلوات،  وقيل: الرحمة: كشف الكربة وقضاء الحاجة. تفسير البحر المحيط 2/102. 

وقال صاحب الدر المنثور 1/311: قال علىّ أمر الله في المصائب، يعني بشرهم بالجنة ( أولئك عليهم ) يعني على من صبر على أمر الله عند المصيبة { صلوات } يعني مغفرة { من ربهم ورحمة } يعني رحمة لهم وأمنة من العذاب {وأولئك هم المهتدون} يعني من المهتدين بالاسترجاع عند المصيبة. 

2-  السقيا يوم الظمأ الأكبر: 

قال تعالى في وصف هول يوم القيامة: {وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ (50)} [سورة الأعراف]. ففي يوم الظمأ الأكبر يبحث المرء عمن يسقيه , فيأتي الولد الذي مات صغيرًا ليسقي والديه. عن محمد خلف وكيع قال: كان لإبراهيم الحربي ابن، وكان له إحدى عشرة سنة، قد حفظ القرآن، ولقّنه من الفقه شيئًا كثيرًا فمات، قال: فجئت أعزِّيه، فقال لي: كنت أشتهي موت ابني هذا، قلت: يا أبا إسحاق، أنت عالم الدنيا، تقول مثل هذا في صبي، قد أنجب، وحفظ القرآن، ولقّنته الحديث والفقه؟ قال: نعم. رأيت في النوم، كأنَّ القيامة قد قامت، وكأنَّ صبيانًا بأيديهم قلال ماء، يستقبلون الناس يسقونهم، وكان اليوم يومًا حارًا شديدًا حرّه. قال: فقلت لأحدهم: اسقني من هذا الماء، قال: فنظر إليّ، وقال لي: ليس أنت أبي؟ فقلت: فأيش أنتم؟ قالوا: نحن الصبيان الذين متنا في دار الدنيا، وخلفنا آباءنا، نستقبلهم، فنسقيهم الماء، قال: فلهذا تمنيت موته. ابن الجوزي: صفة الصفوة 2/410. 

 3- النجاة من النار: 

الصبر على فقد الأولاد فيه وقاية من النار ومن غضب الجبار عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ « أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِصَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَقَدْ دَفَنْتُ ثَلاَثَةً، فَقَالَ: لَقَدِ احْتَظَرْتِ بِحِظَارٍ شَدِيدٍ مِنَ النَّارِ.» - وفي رواية: «جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَلَدٍ لَهَا مَرِيضٍ يَدْعُو لَهُ بِالشِّفَاءِ وَالْعَافِيَةِ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدْ مَاتَ لِي ثَلاَثَةٌ، قَالَ: فِي الإِسْلاَمِ ؟ قَالََتْ: فِي الإِسْلاَمِ، فَقَالَ: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُقَدِّمُ ثَلاَثَةً فِي الإِسْلاَمِ لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ يَحْتَسِبُهُمْ، إِلاَّ احْتَظَرَ بِحَظِيرٍ مِنَ النَّارِ». [أخرجه \"أحمد\" 2/419(9427) و\"البُخاري\" في \"الأدب المفرد\" 144 و\"مسلم\" 6796].

4- دخول الجنة: 

قال تعالى:  {"وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } ". [سورة الطور:21]. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ». [أخرجه البُخَارِي 2/92(1248)]. 

عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ مَاتَ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، فَاحْتَسَبَهُمْ، دَخَلَ الْجَنَّةَ، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَاثْنَانِ ؟ قَالَ: وَاثْنَانِ.قَالَ مَحْمُودٌ: فَقُلْتُ لِجَابِرٍ: أُرَاكُمْ لَوْ قُلْتُمْ (وَاحِدٌ) لَقَالَ:وَاحِدٌ) ؟ قَالَ: وَأَنَا، وَاللهِ، أَظُنُّ ذَلِكَ». [أخرجه أحمد 3/306(14336) و\"البُخَارِي\"، في (الأدب المفرد) 146]. 

عَنْ أَبِي إِيَاسٍ، وَهُوَ مُعَاوِيَةُ بْنُ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ؛ «أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَمَعَهُ ابْنٌ لَهُ، فَقَالَ لَهُ: أَتُحِبُّهُ ؟ فَقَالَ: أَحَبَّكَ اللهُ كَمَا أُحِبُّهُ، فَمَاتَ، فَفَقَدَهُ، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَالَ: أَمَّا يَسُرُّكَ أَنَّهُ لاَ تَأْتِي بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ تَسْتَفْتِحُهُ، إِلاَّ جَاءَ يَسْعَى حَتَّى يَسْتَفْتِحَهُ لَك، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِلنَّاسِ عَامَّةً ؟ قَالَ: لَكُمْ عَامَّةً». - وفي رواية: «أَمَا تُحِبُّ أَنْ لاَ تَأْتِىَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلاَّ وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَلَهُ خَاصَّةً أَمْ لِكُلِّنَا ؟ قَالَ: بَلْ لِكُلِّكُمْ». [أخرجه أحمد 3/436(15680) و\"النَّسائي\"4/22، وفي \"الكبرى\"2009]. 

عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ شُفْعَةَ، عَنْ بَعْضِ أصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «يُقَالُ لِلْوِلْدَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: ادْخُلُوا الْجَنَّة , قال: فَيَقُولُونَ: يَارَبِّ، حَتَّى يَدْخُلَ آبَاؤُنَا وَأمَّهَاتُنَا , قال: فَيَأْتُونَ , قال: فَيَقُولُ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَالِي أَرَاهُمْ مُحْبَنْطِئِينَ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ , قال: فَيَقُولُونَ: يَارَبِّ آبَاؤُنَا وَأُمَّهَاتُنَا, قال: فَيَقُولُ: ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ». [أخرجه أحمد 4/105(17096) والطبرانى (24/224) الألباني:صحيح الجامع ( 5780 )].  

‫الصبر أساس الأخلاق – موقع الأستاذ/ محمد علي إسماعيل‬‎
جزاء من فقد الولد في الدنيا والآخرة

 

 5- بيت الحمد: 

هناك خصوصية لمن صبر على فقد الولد بأن يكون له بيت خاص باسمه في الجنة يكون شامة وعلامة عليه وهو بيت الحمد، فعن أَبي موسى رضي الله عنه: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ، قَالَ اللهُ تَعَالَى لِمَلائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي ؟ فيقولونَ: نَعَمْ. فيقولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَة فُؤَادِهِ ؟ فيقولونَ: نَعَمْ. فيقولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي ؟ فيقولونَ: حَمدَكَ وَاسْتَرْجَعَ. فيقول اللهُ تَعَالَى: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا في الجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ». [أخرجه أحمد (4/415، رقم 19740)، والترمذى (3/341، رقم 1021), الألباني في \" السلسلة الصحيحة \" 3 / 398]. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ رضي الله عنه يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ. فَقُبِضَ الصّبِيّ، فَلَمّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مِمّا كَانَ، فَقَرّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ فَتَعَشّىَ، ثُمّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصّبِيّ، فَلَمّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَىَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: "أَعَرَسْتُمُ اللّيْلَةَ ؟\" قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: \" اللّهُمّ بَارِكْ لَهُمَا \" فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْمِلْهُ حَتّىَ تَأْتِيَ بِهِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَىَ بِهِ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وَبَعَثَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: \"أَمَعَهُ شَيْءٌ؟\" قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَمَضَغَهَا، ثُمّ أَخَذَهَا مِنْ فِيهِ، فَجَعَلَهَا فِي فِي الصّبِيّ، ثُمَّ حَنَّكَهُ، وَسَمّاهُ عَبْدَ اللّهِ». [رواه مسلم ( 2144 )].

 وفي رواية أخرى لمسلم: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: « مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمّ سُلَيْمٍ رضي الله عنهما، فَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لاَ تُحَدّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ حَتّىَ أَكُونَ أَنَا أُحَدّثُهُ، قَالَ: فَجَاءَ فَقَرّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، فَقَالَ: ثُمّ تَصَنّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَ تَصَنّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمّا رَأَتْ أَنّهُ قَدْ شَبِعَ وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، فَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ ؟ قَالَ: لاَ، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ، قَالَ: فَغَضِبَ وَقَالَ: تَرَكْتِنِي حَتّىَ تَلَطّخْتُ ثُمّ أَخْبَرْتِنِي بِابْنِي فَانْطَلَقَ حَتّىَ أَتَىَ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: \"بَارَكَ اللّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا\" قَالَ: فَحَمَلَتْ».. [الحديث. حديث رقم: 2144]. وفي روايةٍ للبخاري: قال سفيان بن عيينة: فقال رجل من الأنصار: فرأيتُ لهما تسعةَ أولاد، كلُّهم قد قرأ القرآن, أي من ولدهما عبد الله. صحيح البخاري رقم: 1239.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية