إذا كان المنصب القيادي في زماننا يمنح صاحبه سلطة ونفوذا فإن من مقتضيات هذا المنصب أيضا أن يحفظ أمانته، وألا يتكسب من ورائه ما ليس من حقه، وألا يتربح منه شيئا ما كان أن يصل إليه لولا وجوده في هذا المنصب
لاشك أن كل واحد منا مسئولٌ بدرجة أو بأخرى؛ فإن لم يكن مسئولًا عن غيره من أسرة أو رعية فإنه على الأقل مسئول عن نفسه وعن تصرفاته أمام الله يوم الموقف العظيم..
في القطاع الخاص لا وساطة ولا محسوبية بقدر ماهي قدرات وإمكانيات لابد من تواجدها لدي الموظف، سواء كان صغيرا أو كبيرا أما في القطاع الحكومي فالأمر مختلف تماما وهو ما يجعل القطاع الخاص قطاعا مربحا وناجحا..
أهم فضيلة يتعين أن يتحلى بها المسئول هى فضيلة الآنصات للناس حوله والاستماع جيدا لما يقولونه خاصة حول أعماله وقرارته..
هناك من ينصت جيدا لمن ينتقده ويستفيد من النقد الموجه له في مراجعة كلامه وأعماله وتصحيح أخطاءه، وهذا هو الإنسان الذكى والشاطر..
المسئول الذى يملك القدرة على العمل والإنجاز ولا يملك القدرة على الكلام وإقناع الآخرين بما يفعله يواجه دوما صعوبات ومشاكل تهدد بقاءه في منصبه أو استمراره في عمله..
الذين يمنحون موافقتهم وتأييدهم على كل شىء وأى شىء دوما يبددون أية فرصةَ لتصحيح الأخطاء وعلاج القصور وسد الثغرات وتحسين القرارات وضمان تحقيق جودة الأعمال.. وبذلك يسىء هؤلاء لمجتمعهم..
في الحياة هناك أخطاء كثيرة؛ كأن تضع ثقتك فيمن ليسوا أهلًا لها، أو أن تستند إلى من لا يستطيعون تحمل المسئولية، وقد نسرف على أنفسنا لمصلحة من هم أقل شأنًا؛ ولكن كل ما يحدث للإنسان هو السبب فيه..
يبدو أن بعض المسئولين قرروا أن يتعاملوا مع الشوارع بوصفها ملك للحكومة وسارعوا بإستغلال قانون السايس لتأجير هذه الشوارع لأصحاب السيارات وأعلنوا بالفعل قائمة أسعار التأجير..
أما المسئول الثانى المنفصل عن الواقع فكل ما يقوم به يذهب هباء، وكأنه مثل من يحرث البحر، فلا عائد ولا نتيجة لما يقوم به، يقبل أن المشكلات تتفاقم والأزمات تتزايد حدة..
أي مسئول في أي مكان هو في النهاية بشر يشعر بالفرح للإطراء ويشعر بالضيق للنقد ويحس بالغضب للهجوم عليه، وتتملكه كل الانفعالات البشرية التي يشعر بها المواطن العادي، ولكن لا يبكي كل المسئولين.
"شلة" الوزير يساهمون بشكل كبير في فشله أو نجاحه.. ولذلك أنا أؤمن بمقولة لا تنظر إلى المسئول الناجح أو الفاشل بل أنظر إلى من حوله.. فهم الذين يتحملون الجزء الأكير من هذا الفشل.