رئيس التحرير
عصام كامل

كله تمام.. كله غلط !

لدينا بعض البشر لا يرون إلا بعين واحدة.. إما بعين الرضا والموافقة على طول  الخط لما يحدث سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.. أو بعين الرفض الدائم والمستمر لما يحدث على كل  الأصعدة.. وكلا النوعين من البشر لا يرون الحقيقة كاملة أو بشكل صحيح، لآن تجزئة الحقيقة كما يقول الفلاسفة تشويه للحقيقة.

  

فإن الذين يمنحون موافقتهم وتأييدهم على كل شىء وأى شىء دوما يبددون أية فرصةَ لتصحيح الأخطاء وعلاج القصور وسد الثغرات وتحسين القرارات وضمان تحقيق جودة الأعمال.. وبذلك يسئ هؤلاء لمجتمعهم حينما لا يفعلون سوى التصفيق الدائم والمستمر على ما يستحق التصفيق وأيضًا على مالا يستحق هذا التصفيق، ويحتاج لتصحيح أو مراجعة أو حتى العدول عنه والبحث عن بديل  غيره.

 

 

أما هؤلاء الذين يرفضون مسبقا كل شىء وأى شىء لأنهم يرفضون من قام به فهم لا يغالطون أنفسهم فقط، وإنما يفعلون ذلك مع الآخرين أيضا.. وهم أيضا يبددون فرصة المضى في تحقيق أعمال ضرورية ومهمة، حينما يثيرون لغطا حول بعض الأعمال المهمة والضرورية بالتقليل من شأنها وأهميتها وضرورتها والحديث عن عدم جدواها أو حاجتنا لها.. وهم بذلك يبددون فرصة أن ينصت لهم أحد، سواء من المسئولين أو عموم الناس حينما يشيرون إلى عيب ما وخطأ ما يحتاج لإصلاح وعلاج. 

كلا الصنفين من البشر لا يصدقون الناس، بل يضللونهم لأنهم إفتقدوا الموضوعية والإنصاف في الحكم على الأمور، لكنهم للأسف موجودون في المجتمع، أى مجتمع، وبنشطون دوما في فترات التحولات التى تمر بها المجتمعات ! 

الجريدة الرسمية