كلامنجى !
الأشخاص ثلاثة أنواع.. نوع يجيد الكلام وبالتالى يملك القدرة على كسب الآخرين بكلامه وإقناعهم أنه يجيد العمل أيضا.. ونوع آخر لا يجيد الكلام ولذلك ليس ناجحا في تسويق نفسه وإقناع الآخرين بقدراته وإنجازاته في عمله! أما النوع الثالث فهو الشخص الذى يملك القدرة على العمل والإنجاز ويملك أيضا في ذات الوقت القدرة على العمل والإنجاز، وهذا النوع الثالث هو المطلوب من الأشخاص الذين يتولون مواقع مسئولية ومناصب قيادية.
فإن المسئول الذى يملك القدرة على العمل والإنجاز ولا يملك القدرة على الكلام وإقناع الآخرين بما يفعله يواجه دوما صعوبات ومشاكل تهدد بقاءه في منصبه أو استمراره في عمله، لأن أى مسئول يحتاج لكى ينجح في عمله أن يحظى بدرجة مناسبة من قبول الرأى العام خاصة في مجال عمله.. أما المسئول الذى يجيد الكلام ولا يجيد العمل بذات القدر فإنه يخدع الناس بكلامه الجميل ويخدرهم بحلو اللسان بينما لا يوجد عمل حقيقى يتناسب مع الكلام الجميل ولا يوجد تقدم على أرض الواقع في نطاق عمله ومجال مسئوليته.. وهذا النوع من المسئولين يضرون ولا يفيدون ويلحقون بالمجتمع الكثير من الخسائر لأنهم يعطلونه يؤخرون حل مشاكله وتجاوز أزماته ويضعفونه فلا يقدر على مواجهة التحديات.
ولذلك فان النوع الثالث من المسئولين، أى الذين يجمعون بين القدرة على العمل والإنجاز والقدرة على الكلام، هو المطلوب دوما للمجتمعات التى تتطلع للمضى للأمام، في مسيرة التنمية وتحقيق التقدم.. فإن المسئول الذى لا يجيد الكلام يتباعد عن الرأى العام حتى وإن كان يحقق انجازا على أرض الواقع، أما المسئول الذى يملك القدرة على الكلام الجيد ويفتقد القدرة على العمل والانجاز الطيب فإنه يضلل الرأى العام.. لذلك ندعو الله أن يكثر من مسئولينا التنفيذيين الذين يجمعون ببن القدرة على العمل والكلام معا!