المقاومة في مزاد السياسة
دعم المقاومة ليس رأيا سياسيا حتى نختلف فيه إنما هو واجب شرعي لا خلاف فيه، وكذلك واجب وطني فهم حائط صد عن مصر، وواجب أخلاقي وإنساني، وكان العالم كله يحتفي بالمقاومة في فيتنام وأمريكا اللاتينية والجزائر وفرنسا في مواجهة النازي، وفيما يبدو أن اليسار لا يري في غيره أي فضيلة، ولذا فإن مشكلة المقاومة الفلسطينية أنها ذات توجه إسلامي، وهو ما تحتويه أمريكا وإسرائيل وبعض المؤلفة قلوبهم من بني عشيرتنا.. وهذا ليس دفاعا عن حماس أو القسام ولكنه دفاعا عن حق الشعب الفلسطيني..
ثم إن أهل مكة أدرى بشعابها، فهم أدرى الناس بما في صالحهم وصالح مشروعهم لتحرير أرضهم، ولا ننسى أنه فرض عين لتحرير الأقصي، وإن لم نفعل فواجب علينا نصرة من يفعل بكل ما نستطيع حتى ولو بالكلمة، وإن تعذر علينا نصرتهم فواجب ألا نطعن فيهم ونثبط عزائمهم ونروج لما يقوله عدوهم.
ولعلنا نتذكر ما حدث بعد هجوم تيت الشهير الذي شنته قوات الجبهة الوطنية لتحرير فيتنام عام 1968 ضد الجيش الأمريكي، وشكل نقطة تحول فارقة في الحرب الفيتنامية، حيث توصل هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي حينها إلى نتيجة مفادها أن حرب العصابات تفوز إذا لم تخسر، والجيش التقليدي يخسر إذا لم ينتصر..
وتعددت المقارنات والمقاربات بين ما حدث في هجوم تيت وبين طوفان الأقصى، من حيث إن كلا منهما استهدف تحريك القضية، وأعلن من خلاله أصحاب الحق تمسكهم بهدف تحرير الأرض، وقدرتهم على مواجهة عدوهم المتغطرس بقوته، وهزيمته نفسيا وأخلاقيا، بتلطيخ سمعته وتأليب الرأي العام ضده..
وأي جدال عن خطوات للخلف أو الانسحاب أو التراجع للوراء كان مقبولا لو كان صراع حدود.. أما العدو فهو يراه صراع وجود.. وينظر لنا كمعادلة صفرية وإسرائيل لن توقف حربها على غزة حتى لو نزعوا سلاح القسام أو أخرجوا كل مقاتليها إلى دولة أخرى، حيث سيواصلون الإبادة ولن تتوقف هجماتهم.
فهل يوجد القسام في طرطوس واللاذقية أو في بيروت، هل يوجدون في القدس وفي الضفة الغربية؟!ولن يوقفهم إلا القوة والعين بالعين والسن بالسن. ما دون ذلك ومن غير الردع فلن توقف هجماتها على كل مكان في الشرق الأوسط.. فإسرائيل كيان نازي لا أخلاق له ولا يرقى إلى مكانة دولة يمكن التعامل معها بالمعايير الدبلوماسية..
صحيح أنه مطلوب نوع من العقلانية والواقعية ولكن المطلوب أكثر هو قراءة دقيقة ومتوازنة لكل الأمور، وهذا التراجع إن حدث يجب أن يكون بضمانات وحلول حقيقية ترفع الحصار وتقيم الدولة الفلسطينية، وغيرها من الثوابت.. والسؤال هنا لو تراجعت حماس خطوة للخلف، فهل ستتراجع إسرائيل؟!
والإجابة لا (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ، فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً) وهكذا فإن المقاومة هي المدافع الوحيد عن القضية الفلسطينية وعن الشعب الفلسطيني، والتزمت في كل مرة بالاتفاقيات، أما الكيان المحتل فهم لا عهد لهم وليس هذا بجديد..
ماذا لو ألقت المقاومة بسلاحها واستكمل العدو المجرم إباداته من سيضمن التزامه باتفاقيات جديدة، من سيدافع عن حق الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية إن سلمت المقاومة سلاحها واستمر الكيان في إرهابه وجرائمه؟!
وفي نفس الوقت فإن فلسطين تحتاج إعادة النظر في تشكيل منظمة التحرير والسلطة، لدمج كل الفصائل بما فيها حماس والجهاد على نظام أساسي جديد، يؤدي إلى لحمة وطنية فلسطينية تتفق على شكل الدولة ومساحتها التى يتم الحديث عنها مع العالم..
ويظل السؤال المنطقي هل رحيل حماس سيوقف القضم اليومي لأراضي دول الجوار؟ ونحن نري بأم أعيننا لعابًا يسيل لقضم قطعة من سيناء وقطع من الأردن بالإضافة للضفة والقطاع وسوريا ولبنان؟ حماس سيتم تغييبها عن المشهد طوعًا أو كرها.. فماذا نحن فاعلون؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا