رئيس التحرير
عصام كامل

تناقضات المصريين المثيرة

واقعتان مؤخرًا فجرتا التناقض في سلوك المصريين.. الأولي مقاطعة الناس لمسلسل معاوية والثاني التحرش بتمثال الملك رمسيس في المتحف الكبير، فمصر السنية منتفضة عن بكرة أبيها من أجل علي  بن أبي طالب كرم الله وجهه والدفاع عنه وعن أولاده وأحفاده! وهي نفسها السنية أي ليست من أشياع علي، ونفس الموقف من فرعون مصر رمسيس الأول..  

 

ذلك أن مصر سنية المذهب شيعية الهوي ولكنها لا تمارس تطرف المذهب ولا غلو الهوي، فقد أسس الفاطميون الأزهر ليصبح منبرا للشيعة فحوله المصريون قبلة وجامعة للعالم السني والتناقض بين الموقف الرسمي؛ الذي أصبح كامب ديفيد وشبكة مصالحها مرجعيته، والموقف الشعبي الذي لا يعرف عدوًا سوى إسرائيل يظهر دائمًا مع كلّ تصعيدٍ في الصراع العربي الصهيوني.


وكان تعامل الدولة المصرية مع الأزمة الإقليمية المركبة جيدًا، بل كان متميزًا فى أمرين على الأقل، وهما: رفض سياسة ترحيل الفلسطينيين إلى سيناء وتخصيص مساحة لهم فيها، وعدم الانضمام إلى الولايات المتحدة وبريطانيا في مواجهتهما للحوثيين في اليمن، رغم أن مصر هى المتضرر الأكبر من سياساتهم الموجهة إيرانيًّا.. 

 

واضح من قراءة البوستات على الفيسبوك أن الشعب كله فرحان من إعتزال محمد سامي، ولكن من  كان يتابع مسلسلاته طوال السنوات الماضية، وبعضهم لا يجيد قراءة آية قرآنية واحدة صحيحة ولا يجيد كتابة جملة واحدة صحيحة، يرفع المنصوب ويجر المرفوع ولا يجيد الاستبراء من البول.. ولا يعرف الفرق بين ألف الوصل وألف القطع، ثم يتبجح ويقول هذا الشيخ متطرف وذاك الشيخ معتدل..

 

ورغم أن القرآن الكريم يمتلئ بآيات شريفة تقول: (أَفَلا تَعْقِلُونَ).. (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ) ومع ذلك لديهم فوضي في الفتاوي ومنها فتوي تقول بجواز رضاعة الرجل الكبير من ثدي امرأة، وطبقا للشرع فان الإبن للفراش.. أي أن الإبن يثبت بعلاقة زوجية فقط.. وبما أن القانون المصري يطبق الشريعة الاسلامية فإنك إذا علمت أنه ليس إبنك وأثبت ذلك أمام المحكمه بتحليل الDNA والأدلة الأخري بأن زوجتك حملت من رجل آخر، بل إذا ذهبت الزوجة نفسها لتقول أنها زنت وأنه ليس إبنك فإن الإبن للفراش شرعا، وسيظل يحمل إسمك ويورثك ولن يغير من وضعه شيء أمام القانون المصري.. ولا عزاء للعلم.


وهم لا يكفون عن إنتقاد صناع الأفلام الهابطة ولكنهم في الوقت نفسه يُقبلون على مشاهداتها بكثافة.. وهم لا يكفون عن إنتقاد المصنوعات الصينية الرديئة الرخيصة الثمن، ولكنهم مع ذلك يقبلون على شرائها ولا يكفون عن استخدامها.. 

 

و يزعم صناع  الدراما الرمضانية  أنهم يستمدون موضوعاتهم وشخصياتهم ولغتهم من الحياة. ولكن عندهم كل الناس يكرهون بعضهم البعض، وأنهم لا يتحدثون بل يصرخون، وأنهم يعيشون داخل ديكورات معرض «موبيليا»، سواء كانوا فى قصر داخل كومباوند أو شقة بحارة شعبية.. أما ملابسهم فجديدة و«مكوية» دوما، حتى لو كانوا فقراء معدمين أو خارجين للتو من «عركة موت».

 

يكفى أن تشاهد لقطات من لغة وملابس «العتاولة» الذى يدور فى الإسكندرية، أو لغة وملابس «حكيم باشا» وأهل قريته.. وفيما يتخيل صناع «العتاولة» أنهم فى جلسة حشيش يتنافس جلاسها على الـ«إيفيهات» النابية..

 

 

والحقيقة أن هذا البلد وناسه شهدوا منذ عام 1952 وحتى الآن عددًا من التقلبات السياسية العنيفة التي غيرت في بنية المجتمع المصري بين أنظمة سياسية ذات مشارب وتوجهات فكرية مختلفة، خلقت حالًا من السيولة والاضطرابات الاجتماعية والثقافية وتناقضات يصعب حصرها، مثل (النقاء الثوري- مواجهة الإمبريالية- الفهلوة- الهمبكة)،كما أن ثورة يناير 2011م، كانت سببًا في ظهور كل التناقضات القيمية في المجتمع المصري.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية