الرؤية البصرية أم الفلكية؟

انقسام العالم الإسلامي بين رؤية الأهلة البصرية أم الفلكية بأحدث أجهزة الرصد هي حكاية كل عام، لأننا أمة لا نحسم أي خلاف وتظل تعلقه وتبرره كل يوم، فقد رصد المتابعون لقناة العربية التحري والمترائين لهلال  شهر شوال حتى الساعة 6 و9 دقائق ولم يتم رصد الهلال في مناطق التحري،   وفجأة لاح الهلال في منطقتي التحري من المترائين الذين كاتوا يجلسون على الكراسي، بينما أكدت معاهد الفلك الدولية إستحالة الرؤية.. 

وكان تقريرا علميا لمركز أبوظبي للفلك الدولي الذي يضم مئات الخبراء والعلماء قد أكد أن رؤية الهلال يوم السبت 29 مارس غير ممكنة حتى باستخدام أحدث التقنيات العلمية في رصد الهلال، وهي تقنية التصوير الفلكي باستخدام الـ CCD كاميرا، والتي يمكنها رؤية الهلال حتى في وضح النهار نظرا لقوتها الفائقة.. 

فبعد القمر عن الشمس عند غروب الشمس يوم السبت يتراوح بين 1.5 درجة في مناطق شرق العالم العربي إلى قرابة الثلاث درجات في غربه، وهذه قيم لا تسمح برؤية الهلال حتى باستخدام هذه التقنية.. 

أما بالعين المجردة فلم يثبت في التاريخ رؤية الهلال رؤية صحيحة عندما كان بعده عن الشمس أقل من 7.6 درجة، وباستخدام التلسكوب، فلم تثبت رؤيته على أقل من 6.0 درجات. 

بينما أعلن معهد البحوث الفلكية المصرية ثلاث مرات قبل شهر رمضان ووسطه ويوم 20 رمضان أن العيد يوم الاحد أن الهلال الجديد سيظل في سماء القاهرة لمدة 11 دقيقة بعد غروب شمس يوم الرؤية، وفي باقي محافظات سيبقى الهلال الجديد في سمائها لمدد تتراوح بين 9: 12 دقيقة.

وأن الحسابات الفلكية أثبتت صحتها لا سيما في ظل التقدم التكنولوجي الحديث الذي أسهم في أن تكون نسبة الخطأ في الحسابات الفلكية صفر.. 

والغريب والمدهش أن تعلن الإمارات العيد يوم الأحد بينما تعلن مصر العيد يوم الاثنين أي أن كل منهما أعلنت الرؤية عكس ما أكدته مراكزهم العلمية والفلكية، والأغرب أن مركز أبو ظبي كان قد حذر في تقرير أصدره يوم 19 مارس من الشهادات الواهمة التي قد ترد في ذلك اليوم، والتي تؤكد بشكل قطعي على الخطأ الذي قد يقع فيه بعض الأشخاص في توهم رؤية أهلة غير موجودة في السماء. 

وأكد عدم وجود إمكانية لرؤية الهلال يوم السبت من المنطقة العربية، لأن الكرة الأرضية ستشهد كسوفا جزئيا للشمس ظهر يوم السبت يتم رؤيته من أجزاء من غرب العالم العربي مثل موريتانيا والمغرب والجزائر وتونس. 

وكسوف الشمس هو اقتران مرئي يشاهده الناس بأعينهم ويقدم دليلا على عدم إمكانية رؤية الهلال وقته أو بعده بساعات، وبناء علي ذلك فقد  أخطأت السعودية ودول الخليج التي صارت في ركابها في اعتبار الأحد 30 مارس أول أيام عيد الفطر.. 

لأنه لا يمكن رؤية الهلال في ذلك اليوم، واعتماد الرؤية البصرية على أفراد متطوعين يتقدمون للشهادة مثار شك كبير منذ عشرات السنين، إذ كانت تخصص مكافأة لمن يراه، وهذا قد يكون دافعا لشهادات وهمية كما حدث عام 1984 عندما وصل أحد البدو للمحكمة الشرعية السعودية ومعه 2 شهود يوم 28 رمضان وقال أنه شاهد الهلال وأخذ المكافأه وكانت عبائه وألف ريال.. 

نعم يوم 28 رمضان وقتها أعلنوا العيد يوم 29 وبعدها طلع الرجل كاذب، وخرجت حينها يوم العيد فتوى تفيد بصيام يوم بعد العيد، ووقتها وقع جدل كبير إضطر الناس لصوم يومين إلا ان هناك من صام رمضان ٢٨ يوم وليس ٢٩ يوم.

والمشكلة الآن هو موعد وقفه عرفات كيف سيحدد وكيف ستكون مواقيت الحج في ظل الاختلاف في مواقيت الأهلة بين الدول العربية والإسلامية، ففي المرات السابقة كانت السعودية تضبط التاريخ الصحيح لولادة الهلال لشهري ذي القعدة وذي الحجة.. 

وأخيرا فإن الأخذ برؤية بلد بعينه أو عدم الأخذ بها يرجع إلى اختلاف أهل العلم، فيما إذا رؤُي الهلال في بلد من البلدان فهل هي رؤية لجميع المسلمين يلزمهم جميعًا الصيام أو الإفطار بها؟ أم أن لكل بلد حكمه في الصيام أو الإفطار حسب اختلاف المطالع؟ 

تناقضات المصريين المثيرة

جيل درامي يعوض ارتباك الكبار

وقد ذهب جمهور أهل العلم منهم أبو حنيفة ومالك وأحمد إلى القول الأول، عملًا بقوله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا.، وقالوا: الخطاب عام لجميع المسلمين، ولا عبرة باتفاق المطالع واختلافها، وذهب الإمام الشافعي وجماعة من السلف إلى القول باختلاف المطالع، وقالوا: إن الخطاب في الحديث نسبي، فإن الأمر بالصوم والفطر موجه إلى من وجد عندهم الهلال، أما من لم يوجد عندهم هلال، فإن الخطاب لا يتناولهم إلا حين يوجد عندهم، وهذا القول هو الراجح.

ولهذا قرر المجمع الفقهي الإسلامي في دورته الرابعة المنعقدة بمكة بتاريخ 17  ربيع الآخر سنة 1401هـ في قراره الأول أن العمل بالرؤية في إثبات الأهلة لا بالحساب الفلكي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.