ليركع المنتصر خضوعا للمهزوم!
عندما بلغت جرأة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حد الإهانة بإعلانه عن رغبة أمريكا الاستيلاء على غزة وطرد أصحابها إلى مصر والأردن، بدا سكان القصور العربية وكأن على رؤسهم الطير، خشية وحذرا وترقبا وخوفا وهلعا، ولم ترد عاصمة عربية واحدة كما يجب أن يكون الرد.
المثير أن الإهانة جاءت من الدولة التي صدعنا الإعلام الرسمي في عواصمنا المباركة بأنها الحليف الاستراتيجي، بل إن العواصم تتفاخر فيما بينها بمن يمتلك الأواصر الأقوى معها دون خجل ودون مواربة، فماذا لو لم تكن أمريكا حليفا استراتيجيا لهم قبل أن تكون لنا نحن شعوب العالم العربي المغلوب على أمره.
ولأن شعوبنا مغلوبة على أمرها فإنه يراد لها بين الحين والحين أن تدخل في صراعات حول أي شعب عربي فينا هو الأقوى والأكثر حرصا على القضية، ومن منا صاحب التاريخ، ومن فينا الأمين وهكذا يدخلون الناس فيما لا ذنب لهم فيه، وتدور صراعات عبر وسائل إعلام السلاطين لإغراق الشعوب في معارك شاذة.
ولأن شعوبنا مغلوبة على أمرها فإن حاكم البيت الأسود لا يخاطب فينا شعبا وإنما يذهب مباشرة إلى من يعرف جراحهم ويعرف مساحة مشروعيتهم، ويعلم قبلنا أين النعام في الحروب والأسود على أهلهم وذويهم، هو يخاطب النعام دون أن يقترب من أسود أمتنا الذين دفعوا الدم غاليا دون تردد.
الأكثر إثارة أن العواصم التي خرت سجدا من خشية السلطان الأمريكي مطلوب منها أن تدفع ثمن هزيمة الغرب الساحقة، فقد جاءوا بجيوش لم نر لها مثيلا، حاملات طائرات عملاقة، فرقاطات حربية مدججة بالسلاح، طائرات من كل صنف ولون، أحاطوا بغزة التي لا تملك جيشا ولا سلاحا لكي تركع فلم تركع.
ركع الخائفون على أملاكهم وعلى كراسيهم ولم تركع غزة ببضعة آلاف من مقاتلين آمنوا أن العيش تحت وطأة الذل هو الموت، وأن الاستشهاد طلبا للنصر هو الحياة التي ليس بعدها نصب ولا تعب ولا هوان، لم تركع غزة وركع التنظيم الصهيوني تحت وطأة الإرادة الإنسانية وتحت حوافر خيل الإيمان، فكان المطلوب أن يركع العرب كلهم بفزاعة ترامب ومن على شاكلته.
ركعوا وسقطوا في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض، وهانوا واستهانوا ومضوا في طريق الغي عاكفون، ساجدون، مسبحون ببركات القابع في البيت الأسود، راجين منه العفو فهو القادر على بقائهم جاثمين على صدور شعوبهم.
وحدها لم تخف غزة، ووحدها لم تهن ووحدها لم ترتعش أوصالها كما ارتعدت أوصال عواصم يقال عنها أنها تقود الأمة، ويقال عنها أنها تملك من المليارات ما يجعل ترامب يعلن غير عابئ بمطامعه فيها وفي أقوات شعوبنا بل وفي تاريخنا وحضارتنا.
استسلم العرب بعد نداء الجحيم وبعد عته الهجرة وبعد جنون الرغبة في الاستيلاء على غزة، وراحت عواصم كثر تطرق أبواب العم سام طلبا للنجاة وطلبا للعيش وطلبا للبقاء وطلبا للعفو، وبدا واضحا أنه على العرب أن يبحثوا عن خطة بديلة لترهات ترامب وغطرسة بلاده.
وفي الوقت الذي هانت فيه أمتنا مضى سبت الجحيم كأى يوم على أهل غزة، فلم يصب أهلها الصابرون بالذعر ولم يطلبوا من العالم الحيلولة بينهم وبين جحيم اعتادوه، مضى سبت ترامب وهو يطأطأ رأسه وينحني كما انحنى نتنياهو ومضى في طريق التفاوض كما فرضته المقاومة.
وإذا كانت أفريقيا انتفضت عن بكرة أبيها رفضا للتهجير ورفضا للصلف الأمريكي فإن عواصمنا العربية لاتزال تتشاور فيما يمكن أن تقدمه لترامب وعصابته كي يرضى، يرددون لقد جئناك على عجل كي ترضى، لقد أعددنا لك من صنوف الخير والثروات ما يجعلك عنا راضيا.
شعوب أوروبا انتفضت تحت جبال الثلج ضد ترامب وشعوبنا ممنوع عليها أن تخرج من قمقم السلطان المحكم، ممنوع عليها أن تساند أو تعاند أو تمارس حقها في الرفض وطلب المواجهة، مواجهة جحيم دولة لم تنتصر في حرب واحدة، خرجت من فيتنام مكسورة وخرجت من أفغانستان مهزومة وخرجت من العراق مسحوقة وخرجت من الصومال مكلومة، وستخرج من التاريخ عاجلا غير آجل.
مطلوب من العرب أن يكفروا عن انتصار مقاومتهم ضد الظلم وضد القهر وضد الاستسلام، مطلوب من العرب أن يدفعوا ثمن إباء المقاومين، مطلوب من العرب كسر شوكة كل من تطاول وقاتل في سبيل حرية بلاده واستقلالها، مطلوب من العرب أن يقاتلوا المنتصر لصالح المأزومين في الأرض المحتلة.
المثير جدا أن العرب ماضون فيما هو مطلوب منهم، ماضون في سطر آخر فصول الخزي والعار الذي طالهم على مدار خمسة عشر شهرا لم يقاوموا الإبادة وقاومتها جنوب أفريقيا وانضمت إليها عواصم الأحرار في بلاد أوروبية وآسيوية وأفريقية.
وفي الوقت الذي نحت فيها ثوار أحرار لوحة بهية مخضبة بدماء الشهداء، وفي الوقت الذي سقطت فيها "خضة سبت الجحيم"، وفي الوقت الذي بدا فيه أن هذيان ترامب لا يلزم إلا هزيلا أو ضعيفا أو خائنا، يكتب الرسميون آخر سطور الهزيمة والاستسلام والهوان للغرب الذي لم ينتصر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا