في رحاب الحبيب.. أُعطيتُ جوامع الكلم

أوتي الحبيبُ، صلى الله عليه وآله وسلم، جميعَ القوى البشرية المحمودة، وميَّزه الله تعالى، على الناس جميعا بمزايا لا تعد ولا تُحصى. ففي اللغة والكلام والخطابة فاق سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، المراتب العليا من الفصاحة، فقد كان أفصح العرب جميعا لسانا وأعدلهم منطقا وأسدَّهم لفظا وأبينهم لهجةً وأقومهم حجةً وأعرفهم بمواقع الخطاب وأهداهم إلى طريق الصواب.
 

وذلك كله بتأييد إلهي وحفظ رباني وعناية ورعاية روحية.. عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: “فُضِّلتُ على الأنبياء بستٍّ: أُعطيتُ جوامعَ الكلم، ونُصرت بالرعب، وأُحلت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورًا ومسجدًا، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وخُتِم بي النبيون”. (مسلم).

وحسب "نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز"، لمؤلفه الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي"، قال الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وقد سمعه يخاطب وفد بني نهد: "يا رسول الله، نحن بنو أب واحد، ونراك تكلم وفود العرب بما لا نفهم أكثره، فقال، صلى الله عليه وسلم: "أدبني ربي فأحسن تأديبي، ورُبِّيتُ في بني سعد".

كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يخاطب العرب على اختلاف شعوبهم وقبائلهم، كلٌّ منهم بما يفهمون، ويحادثهم بما يعلمون، ولذلك قال، صلى الله عليه وسلم: "أُمرتُ أن أخاطب الناس على قدر عقولهم"، فكأنَّ الله، تعالى، قد أعلمه ما لم يكن يعلمه غيره من بني أبيه، مما تفرق ولم يوجد في قاصي العرب، ودانيهم.

وكانت القبائل ترد على سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لتأخذ عنه القرآن، وكان، صلى الله عليه وسلم، يترجم لكل قبيلة، بحسب لغتها، من قبائل: قريش، وكنانة، وهذيل، وطيء، وجرهم، ومدلج، وغيرهم، فربما مد، صلى الله عليه وسلم، (الحروف في النطق) قدر الألف والألفين، والثلاثة، لمن لغته كذلك، وربما فخَّم لمن لغته التفخيم، وربما أمال لمن لغته الإمالة، وربما أدغم لمن لغته الإدغام، وربما رقق لمن لغته الترقيق، وهكذا في سائر وجوه الآداب.

والأحكام التي أمرنا الله بها، ونهانا عنها في القرآن كلها واحدة، لا تتغير في جميع القراءات، فلما وقع الضبط وأُخذت القرَّاءُ القراءاتِ عن القبائل ضبطَ كلُّ إنسانٍ ما سمع فقط؛ لأن القياسَ هنا محظورٌ، وجميع التراجم كلها قرآنٌ منزَّلٌ، أوحى به الله، عز وجل، إلى رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.

ولو جاز أن يترجم، صلى الله عليه وسلم، عن القرآن بغير ما أوحي به إليه لم يخرج عن مرتبتين؛ لأنه إما أن يترجم بلفظ مساوٍ للوحي أو دونه، فإن كان دونه لم يصدق عليه أنه، صلى الله عليه وسلم، بلغ ما أُنزل إليه من ربه، وذلك محال في حقه، صلى الله عليه وآله وسلم.

وإن كان مساويًا، فأي فائدة للعدول عن الوحي من الله بلفظ مساوٍ له؟ فما بقي إلا أنه، صلى الله عليه وسلم، بَلِّغ ما أُنزل إليه من ربه بحروفه الحاملة للمعاني القديمة.

وكان ابن عباس، رضي الله عنهما، يقول: "ما أنزل الله، عز وجل، كتابا إلا بالعربية إذ هي أوسع اللغات، ولكن كان جبريل، عليه السلام، يترجم لكل نبي بلسان قومه، وليس في القرآن العظيم إلا لغة العرب، وربما وافقت اللغة منه لغة غير العرب، والأصل عربي لا يخالطه شيء".

وكان أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، ومن يفد إليه من العرب يعرفون أكثر ما يقوله، وما جهلوه، يسألونه عنه فيوضحه لهم، وقد كان النبي، صلى الله عليه وسلم، إذا تكلم تكلم بكلام مفصل مبين يعده العادُّ، ليس بهدٍّ مسرع لا يُحفظ، قالت عائشة، رضي الله عنها: ما كان رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يسرد سردكم هذا؛ كان يحدث حديثا لو عدَّه العادُّ لأحصاه، وكان يعيد الكلمة ثلاثا لتُفهم عنه.

وقال له عمر، رضي الله عنه: يا رسول الله، ما لك أفصحنا ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: لقد كانت لغة إسماعيل قد دَرَستْ فجاء بها جبريل فحفَّظنيها، وقال: "أنا أعربُ العرب، ولدتُ في قريش، ونشأتُ في بني سعد، فأنى يأتيني اللحن".

في رحاب الحبيب.. بُرْدة النبي تشفي الشاعر من الشلل

في رحاب الحبيب.. آداب مخاطبة الرسول

كان من خصائص نبينا، صلى الله عليه وآله وسلم، أن يكلم كل ذي لغة بلغته على اختلاف لغة العرب، وتراكيب ألفاظها، وأساليب كلمها، وكان أحدهم لا يجاوز لغته، وإن سمع لغة غيره، كالأعجمية يسمعها العربي.
لقد ألَّف المُؤلِّفون في فصاحته، وجوامع كلمه، الدواوين، ولا خفاء بأن أفصح اللغات لغات العرب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.