في رحاب الحبيب.. آداب مخاطبة الرسول
هو أحب خلق الله إلى الله.. هو خليل الله، ومصطفاه، صلى الله عليه وآله وسلم.. "لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ۚ قَدْ يَعْلَمُ اللَّهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنكُمْ لِوَاذًا ۚ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ". (النور: 63)
حيث أمرنا الله، تعالى، أن نتأدب مع رسول الله، فلا نذكر أسمه مجردا، ولذلك لم يناده في قرآنه باسمه مجردا، بل جاء ذكره: "يا أيها الرسول"، "يا أيها النبي". كما ميَّزه الله، سبحانه، عن جميع المرسلين والنبيين، وشرَّفه، ورفع قدره، ومنزلته فوقهم.
قال حبر الأمة عبد الله بن عباس: كانوا يقولون: يا محمد، يا أبا القاسم، فنهاهم الله عز وجل، عن ذلك، إعظاما لنبيه، صلوات الله وسلامه عليه، قال: فقالوا: يا رسول الله، يا نبي الله. ووافقه مجاهد، وسعيد بن جبير في هذا المعنى.
وقال قتادة: أمر الله أن يُهاب نبيُّه، صلى الله عليه وسلم، وأن يُبجل وأن يُعظم وأن يسود. وقال مقاتل (بن حيان) في قوله: "لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا".. يقول: لا تسموه إذا دعوتموه: يا محمد، ولا تقولوا: يا بن عبد الله، ولكن شرفوه فقولوا: يا نبي الله، يا رسول الله.
أما مالك بن أنس، فقد قال، عن زيد بن أسلم: “لَّا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا”، قال: أمرهم الله أن يشرِّفوه.. وفي تفسير آخر: لا تجعلوا نداءه وتسميته، كنداء بعضكم باسمه ورفع الصوت به، والنداء وراء الحجرة.. ولكن بلقبه المعظم. مثل: يا نبي الله! ويا رسول الله! مع التوقير والتواضع وخفض الصوت، وذلك كله من باب الآداب.
وقال عز وجل، في سورة "الحجرات": "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. وَاتَّقُوا اللَّهَ. إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَىٰ. لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (3) إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاءِ الْحُجُرَاتِ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ". (4)
وفي تفسير هذه الآيات، قال مجاهد: لا تنادُوه نداء, ولكن قولا لينًا يا رسول الله. وقال قتادة: كانوا يجهرون له بالكلام, ويرفعون أصواتهم, فوعظهم الله, ونهاهم عن ذلك.. وقيل عن قتادة أيضا: كانوا يرفعون, ويجهرون عند النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم, فوعظوا, ونهوا عن ذلك.
وروي عن الضحاك أنه يقول في قوله: "لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ", هو كقوله: "لا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا"، نهاهم الله أن ينادوه كما ينادي بعضهم بعضا، وأمرهم أن يشرّفوه ويعظِّموه, ويدعوه إذا دعوه باسم النبوّة.
ويروى أن أحد الصحابة كان جهير الصوت، فلما نزلت هذه الآية خشي أن تكون قد نزلت فيه، واعتكف في بيته، يبكي، ويدعو الله ألا يكون قد غضب عليه، وحبط عمله، بسبب رفع صوته في حضرة الحبيب، صلى الله عليه وآله وسلم.. فلما علم رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، قال له: أما تَرْضَى أنْ تَعيش حَمِيدًا, وَتُقْتَلَ شَهِيدًا, وَتَدْخُلَ الجَنَّةَ؟ فقال: رضيت ببُشرى الله ورسوله, لا أرفع صوتي أبدا على رسول الله, فأنزل الله "إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ أُولَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى".
وفي أيامنا هذه، نصطدم بمن يتحدث عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، باسمه المجرد، والعياذ بالله. هؤلاء ما أحراهم أن يتأدبوا، ويتحدثوا عن أفضل خلق الله، صلى الله عليه وآله وسلم، بما علمنا الله، من احترام وتوقير وتعظيم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا