في رحاب الحبيب.. وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ
وُلِدَ الهُدى فالكائناتُ ضياءُ.. وفمُ الزمانِ تبسمٌ وثناءُ
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ.. لِـلـديـنِ وَالـدُنـيـا بِهِ بُشَراءُ
لما حملت به "آمنة بنت وهب" كانت تقول: ما شعرتُ أني حملت به ولا وجدت له ثقلة، كما تجد النساء إلا أني قد أنكرت رفع حيضتي، وربما كانت ترفعني وتعود، وأتاني آتٍ وأنا بين النائم واليقظان، فقال: هل شعرت أنك حملت؟ فكأني أقول: ما أدري. فقال: إنك قد حملتِ بسيد هذه الأمة، ونبيها، وذلك يوم الاثنين.
قالت: فكان ذلك مما أيقن عندي الحمل، ثم أمهلني حتى إذا دنت ولادتي أتاني ذلك الآتي، فقال: قولي: أعيذه بالواحد الصمد من شر كل حاسد.. قالت: فكنتُ أقول ذلك، فذكرت ذلك لنسائي فقلن لي: تعلقين حديدا في عضديك وفي عنقك، قالت: ففعلتُ. وقالت: فلم يكن ترك عليَّ أياما فأجده قد قطع، فكنت لا أتعلقه.
وأُمرت آمنة وهي حامل برسول الله، صلى الله عليه وسلم، أن تسميه "أحمد". ورأت أُّمهُ حين ولدته كأنَّ نورا سطع منها أضاءت له قصورُ الشام.. وولدته السيدة آمنة، صلوات ربي وتسليماته عليه، فأرخ ميلاده كتمهيد لإخراج البشرية من الظلمات إلى النور.
أراد الله، سبحانه وتعالى، أن يشرقَ فجر الإيمان فينقشع ظلام الكفر، فمنذ ميلاده، صلى الله عليه وآله وسلم، بدأت تتزلزلُجميع أسس الضلال والانحراف، وترمز إلى ذلك كتب السيرة النبوية، رموزا جميلة، فتحدثنا: "إنه في ليلة ميلاده، صلى الله عليه وسلم، غاضت بحيرة ساوى، وتصدع إيوان كسرى، وخبت نار الفرس".
أما الأصنام التي كانت على ظهر الكعبة فإن مصيرها المحتوم، وتحطيمها المؤكد قد تحدد موعده بالسنين والأيام.
وفي تسميته "محمدا"، يروى أن جده عبد المطلب، جاء ليراه، فقيل له: ما سميت ابنك؟ فقال: محمدا. فقيل له: كيف سميته باسم ليس لأحد من أبنائك وقومك؟! فقال: إني لأرجو أن يحمده أهل الأرض كلهم، وذلك حسبما يروي السهيلي لرؤيا كان قد رآها عبد المطلب، وقد ذكر حديثها علي القيرواني في كتاب "البستان"..
قال: كان عبد المطلب قد رأى في نومه كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره، لها طرف في السماء، وطرف في الأرض، وطرف في الشرق، وطرف في الغرب، ثم عادت كأنها شجرة على ورقة منها نور، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها.. فقصها فعبرت (فسرت) له بمولود يكون من صلبه يتبعه أهل المشرق والمغرب، ويحمده أهل السماء والأرض.
ابان مولده عن طيب عنصره... يا طيب مبتدأ منه ومختتم
يوم تفرس فيه الفرس أنهم... قد أنذروا بحلول البؤس والنقم
وبات ايوان كسرى وهو منصدع... كشمل أصحاب كسرى غير ملتئم
والنار خامدة الأنفاس من أسف... عليه والنهر ساهي العين من سدم
وساء ساوة ان غاضت بحيرتها... ورد واردها بالغيظ حين ظمى
كأن بالنار ما بالماء من بلل... حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
والجن تهتف والأنوار ساطعة... والحق يظهر من معنى ومن كلم
وتحدث رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فيما بعد عن أسمائه، فقال، فيما رواه أحمد: "إن لي أسماء؛ أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الحاشر، الذي يحشر الناسُ على قدمي، وأنا الماحي، الذي يُمحى به الكفرُ، وأنا العاقبُ".
وقال، فيما رواه أحمد أيضا: "أنا محمد، وأنا أحمد، ونبي الرحمة، ونبي التوبة، والحاشر، والمقفي، ونبي الملاحم".
جاءت المرضعات يلتمسن الرضعاء في مكة.. وتتحدث السيدة حليمة السعدية عن الرحلة، وعما صادفت فيها، ذهابا وإيابا، وعما رأته من بركات رسول الله، صلى الله عليه وسلم.. كانت تقول: "إنها خرجت من بلدها مع زوجها وابن لها صغبر ترضعه في نسوة من بني سعد بن بكحر، تلتمس الرضعاء، قالت: وهي في سنة شهباء (ذات قحط وجدب) لم تبق لها شيئا.
قالت: فخرجت على أتان (حمارة) لي قمراء (بيضاء) معنا شارف (حيوان مسن) لنا، والله ما تبض بقطرة، وما ننام ليلنا أجمع من صبينا الذي معنا من بكائه من الجوع وما في ثديي ما يغنيه، وما في شارفنا ما يغذيه، وكلنا كنا نرجو الغيث والفرج.
فخرجت على أتاني تلك فلقد أذمت (جاءت بما تذم عليه) بالركب، حتى شق عليهم ضعفا وعجنا، حتى قدمنا مكة نلتمس الرضعاء، فما منا إمرأة إلا وقد عُرِض عليها (سيدنا محمدٌ) إلا وتأباه، إذا قيل لها إنه يتيم، وذلك أنَّا إنما كنا نرجو المعروف من أبي الصبي، فكنا نقول: يتيم؟!، وما عسى أن تصنع أمُّهُ وجدُّه؟! فكنا نتركه لذلك فما بقيت امرأةٌ إلا أخذت رضيعا غيري.
فلما أجمعنا الانطلاق قلتُ لصاحبي: والله، إني لأكره أن أرجع من صواحبي ولم آخذ رضيعا، والله لأذهبن إلى ذلك اليتيم فلأذهبن إلى ذلك اليتيم فلآخذنه.. قال: لا عليكِ أن تفعلي، عسى الله أن يجعل لنا فيه بركة. قالت: فذهبت إليه في فأخذته، وما حملني على أخذه إلا أني لم آخذ غيره.
قالت: فلما أخذته رجعتُ به إلى رحلي، فلما وضعته في حجري أقبل عليه ثدياي بما شاء من لبن، فشرب حتى روى، وشرب معه أخوه حتى روى، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك. وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا بها حافل (ضرعها مملوءة)، فحلب منها وشرب وشربت معه، حتى انتهينا ريا وشبعا، فبتنا بخير ليلة.
قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمين والله يا حليمة، لقد أخذتِ نسمة مباركة.. فقلت: والله إني لأرجو ذلك.. قالت: ثم خرجنا، وركبتُ أتاني، وحملتُهُ عليها معي، فو الله لقطعت بالركب ما يقدر عليها شيء من حمرهم، حتى أن صواحبي ليقلن لي: يا ابنة أبي ذؤيب ويحك، أربعي علينا، أليست هذه أتانك التي كنتِ عليها؟! فأقول لهن: بل والله إنها لهي هي. فيقلن: والله إن لها لشأنا.
قالت: ثم قدمنا منازلنا من بلاد بني سعد، وما أعلم أرضا من أرض الله أجدب منها، فكانت تروح على حين قدمنا به معنا شباعا لبنًا فنحلب ونشرت، وما يحلب إنسانٌ قطرة لبن، ولا يجدها في ضرعٍ حتى كان الحاضرون من قومنا يقولون لرعيانهم: ويلكم، اسرحوا حيث يسرح راعي بنت أبي ذؤيب (لقب حليمة)، فتروح أغنامهم جياعا، ما تبضُّ بقطرة لبن، وتروح غنمي شباعا لبنًا. فلم نزل نتعرف من الله الزيادة والخير حتى سنتاه وفصلته (فطمته).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا