يناير.. ثورة واستشهاد
بعض الناس يعيشون حالة تناقض بين احتفالين في مصر؛ عيد الشرطة، وثورة يناير، أنا شخصيا لا أرى أي تناقض، فاحتفالاتنا بعيد الشرطة مناسبة قومية حقق فيها نخبة من أبناء الوطن عملا ثوريا بفهوم الماضي والحاضر ضد محتل، أراد أن يفرض جبروته على ثلة من ضباط وجنود رفضوا ذلك، والاحتفال بثورة يناير يمضي في نفس الغرض والهدف، عندما قام نخبة من شباب مصر يطالبون بتفخيخ حالة الانسداد السياسي التي أصيبت بها مصر في نهايات عصر مبارك، وكلا الفريقين حقق أهدافا وطنية لايمكن الاستهانة بها.
ربما تكون العقدة أن دعاة يناير انطلقوا من حادثة تعذيب الشاب السكندري خالد سعيد وقتله داخل أحد أقسام الشرطة، وهذا لا ينتقص من وطنية الجهاز الأمني في مصر، فكل جماعة فئوية لا يمكن الحكم عليها باعتبارها مجموعة من الملائكة، المحامون بينهم لصوص وفاسدون والصحفيون كذلك وكل فئة تضم بشرا بكل ما تحمله صفات البشر من خير وشر.
حالة التنافر المصطنعة تأتى وفق أجندات ضيقة لا تحكم على الأحداث بما حققته من تغيير وقدرة على استمرار حالة التدفق الوطني والإحساس بالمسئولية، فمن عايش واقع مصر في نهايات عصر مبارك يدرك أن التغيير كان لابد وأن يحدث، بعد أن أصيب النظام بحالة تكلس وجمود وغموض في مسألة تداول السلطة في بلد كبير بحجم مصر.
وعيد الشرطة هو عيد كل المصريين، ففي مثل هذا اليوم رفض جماعة من أبناء مصر الانصياع والخضوع والخنوع لأوامر إنجليزية متجبرة، فكان ما كان من استشهاد بطعم النصر، ووضع لبنة مهمة في بناء ثورة جاءت بعد فترة قصيرة غيرت وجه الحياة في مصر.
والاحتفال بثورة يناير يصبغ على كل ما جرى بعدها شرعية تنتهي إذا ما اعتبرنا أن يناير خيانة أو إنها جاءت لتحقيق أهداف خارجية، فقد انحصر المشهد بين جماهير غاضبة تأمل في التغيير، وكيانات وطنية ارتأت أن التغيير الذي تطالب به فئة من الشباب ضرورة ملحة في حلحلة الموقف وتغيير النظام وقد كان.
لم تحقق يناير كل أهدافها بالطبع، وربما يكون ذلك سببا في غضب على ما آلت إليه الأمور بعد ذلك، غير أن الثورات لا يمكن أن تحقق أهدافها بين ليلة وضحاها، والليلة هنا قد تتمدد إلى سنوات وسنوات، فحلم التغيير إلى الأفضل سيظل مربط الفرس كما يقولون، ومصر بلد كبير يستحق دائما ما هو أفضل.
لا يجب أن نرى في يناير خيانة، ولا يمكن وصف ما جرى بأنه تحرك وفق أجندات أجنبية، فالذين تحركوا إنما جاءوا من حوارى وأزقة وشوارع المدن وقراها ونجوعها، وقد شهدنا ذلك وعايشناه لحظة بلحظة، لقد كان الحلم كبيرا، وقد جرت في البحيرة مياه كثيرة أدت إلى ما نحن عليه الآن، تغيير كبير قد حدث، ولكن سيظل الحلم كبيرا بحجم مصر الكبيرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا