رئيس التحرير
عصام كامل

جهاد العلم!

كلما قلبت صفحات ما كتبه المفكر الكبير الدكتور مصطفى محمود ازددت إعجابا بالرجل الذي سبق عصره، حين تحدث عن ظواهر استشرت بيننا الآن بصورة مخيفة وكأنه لا يزال يحيا بيننا ويرى ما نرى، وتلك سمة المفكرين الذين يمتلكون رؤية نافذة للمستقبل..

 

والسؤال: كم مفكرا يعيش في زماننا بمثل عبقرية مصطفى محمود أو العقاد أو طه حسين أو توفيق الحكيم أو لطفى السيد أو طلعت حرب وغيرهم وغيرهم من قادة الرأي والفكر، الذين جعلوا مصر في المقدمة بإبداعهم الذي لا يزال معينا لا ينضب؟!


ففي كتابه المهم قراءة المستقبل، يقول الدكتور مصطفى محمود رحمه اللَّه: هِبّوا من رقاد مئات السنين.. انفُضوا عنكم تراب المذاهب المضللة والأفكار الفارغة.. واخرجوا من كهوف التخلف.. اخلعوا ثياب الاتكالية والاعتمادية.. انزعوا العدسات اللاصقة التي وضعها علي عيونكم الغزو الفكري.. وليسترد كل واحد منكم هويته وتاريخه ومكانته. 

 

تعرفوا علي أنفسكم التي ضاعت في زحام الحوادث.. وضجيج الإعلام الموجّه وفاترينة البضائع الاستهلاكية.. وضغط الرأي العام الفاسد.. قوموا قيامة رجل واحد.. فالزمن يجري بكم إلى الهاوية.. ولن يعود.. وقطار الحضارة مندفع بأقصى سرعته..


وإذا لم تجدوا مكانًا في المقدمة.. فلن تجدوا أمكنة إلّا في عربة البضاعة أو عربة الحيوانات، 
والتذكرة لهذا القطار هي العلم والعمل والكد والكدح والمثابرة.. ولا وصول إلى محطة في المستقبل بدونها، ولن تغني عنها أي ثرثرة مذهبية أو نظريات فارغة.

 
ترى أي قطار يركبه العرب الآن.. وهل لحقوا بقطار العلم أم فاتهم وتركهم يتسعكون على أرصفة الاستهلاك النهم يقتاتون على بضائع رخيصة تأتيهم من الغرب تارة ومن الشرق تارة أخرى؟! لماذا غرقوا في المذاهب.. فلا تجد غلاة التطرف إلا بين ظهرانيهم ولا تخرج دعوات التشدد إلا من بين صفوفهم؟!

 

فعن أي جهاد تتحدث فصائل وميليشيات لا تعرف من الدين إلا رفع السلاح في وجه بنى أوطانهم بينما يجهلون جهاد العلم والاجتهاد؟! فلا هم فهموا روح الدين ولا هم احتكموا للعلم، ولا هم في ميدان التنافس مع عالم متقدم سبقنا بعشرات بل مئات السنين الضوئية حتى باتت أمتنا رهينة ما ينتجه الغرب من غذاء ودواء وتكنولوجيا صنعت الفارق هناك وتسببت في خلخلة العقول هنا..

 

وإبحث إن شئت عما يجذب اهتمام الشعوب العربية على محركات البحث والسوشيال ميديا لتعرف كيف يفكر العرب وعن أي شيء يبحثون، لتجد أن من نجا منهم من براثن التطرف وقع في غواية التغريب والانسحاق الحضاري مستسلما لحضارة الغرب متنكرا لتاريخه ولغته وحضارة أمته التي ملكت الدنيا قرونا عديدة، وكانت سببا في خروج أوروبا من ظلام العصور الوسطى إلى عصر النهضة والسيادة..

 

 

ويظن هؤلاء المفتونون بالغرب أن العيب في تراثنا ولغتنا بينما العيب كل العيب في فكرهم العقيم ونظرهم السقيم.. ما أحوجنا لإمعان النظر فيما كتبه رواد نهضتنا قديما وحديثا لابتعاث روحنا الحضارية واستنقاذ ما بقي من مكامن القوة لينهض شبابنا في صحوة متوازنة تأخذ عن الغرب علومه ومن تراثنا روحه وهويته لنقف على أقدامنا من جديد.. العودة للجذور تبقينا على قيد الصمود، ومسايرة العصر تبقينا على قيد الأمل.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية