رئيس التحرير
عصام كامل

السخرية والمزاح.. المكروه والمباح !! (1)

لماذا نهانا الله عن السخرية من الناس..وكيف تمحق السخرية العلاقات الاجتماعية وكيف تشيع الكراهية والضغائن بين الناس..؟!
للأسف بعضنا يرى (خطأً) أن المزاح المبطن بالسخرية من الغير شيء هين لا يلقى له بالا، ولا يكترث بعاقبته، وهو أمر لو تعلمون عظيم، وإذا أردت أن تعرف ضرره أو وقعه على النفس فضع نفسك موضع الشخص الذي تسخر منه..فهل يروق لك ذلك أم ستشعر بمهانة ومذلة ودونية ربما تدفع ضعاف النفوس لليأس من حياتهم..وما أدراك ما اليأس!!
ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال لقائه عددا من قادة القوات المسلحة، بمقر القيادة الاستراتيجية، إنه ليس من اللائق الاستخفاف والسخرية من الآخر حتى لو كان هناك قدر من المعرفة والقدرة لديك يفوق الشخص الآخر.. رسالة قوية تعلى من قيم احترام الآخر وعدم الاستهانة  أو التنمر به مهما يكن ضعيفا أو ذا عاهة أو مسكينا، فمثل هؤلاء الضعفاء يرزقنا الله بهم  وبسببهم يمنع عنا الأذى  .
إن الله سبحانه وتعالى لم يخلق شيئا عبثا بل إن كل شيء عنده بمقدار ولكل مخلوق غاية ووظيفة أعظمها تسبيح الله(وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)،  وأدناها لا نعلم عنه إلا قليلا أو ربما لا نعلمه أصلا، ويخفى علينا الكثير والكثير من أسراره، حتى الأشياء التي نكرهها ولا نطيق رؤيتها أو سماع اسمها خلقها الله لوظيفة تعجز مداركنا وعلمنا المحدود عن فهم غايتها اللهم إلا من كان عالما متخصصا في شأنها تحديدا.
السخرية من الآخرين والاستهزاء بهم سلوك مرفوض، نهى عنه الله تعالى قطعيا بآيات بينات، فقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}(الحجرات: 11).
ناهيك عن أن كل منطوق سنحاسب عليه..ولنا في موقف الصحابي الجليل معاذ بن جبل المثل والعبرة حين سأل رسول الله قائلًا: أو نحن مؤاخذون بما نتكلم به يا رسول الله فرد عليه النبي الكريم قائلا: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخيرهم أو على وجوههم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم.."
ومن ثم فإن هذا النهي يشمل حال الجد وحال الهزل، فلا فرق بينهما..ومع ذلك فإن بعض الناس يطلقون لأنفسهم العنان ويتخذون من المزاح سبيلا للسخرية من الآخرين واحتقارهم دون مبالاة، ربما بدافع التسلية وإزجاء الفراغ، أو التعالي والخيلاء والغرور..!
وأيا ما تكن الدوافع والأسباب فإن السؤال: لماذا نهى الله تعالى المؤمنين عن تبادل الشتائم، والتنابذ بالألفاظ القبيحة؟!
والجواب ببساطة لأن ذلك يوغر الصدور ويجلب الأحقاد ويوقع العداوة والبغضاء بين الناس، ولعلَّ مَن يُسخَر منه ويُنظَر إليه نظرة احتقار واستخفاف يكون  خيرا وأحب إلى الله تعالى من الساخر الَّذي يغتر بنفسه ويراها في منزلة الكمال ويرمي غيره بالنقص ويفضح عيوبه..فهل ما زلت ترى السخرية شيئًا هينًا لن يحاسبك الله عليه..؟!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية