رئيس التحرير
عصام كامل

الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة الإمام الحسن سبط رسول الله (2 – 5)

مشهد الوداع في حياة
مشهد الوداع في حياة الإمام الحسن سبط رسول الله، فيتو

في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.
عن أبي هريرة، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال للحسن بن علي: "اللهم إني أحبه فأحبه، وأحب من يحبه".
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني".
وورد عن عائشة وأم سلمة، رضي الله عنهما، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، اشتمل على الحسن والحسين وأمهما وأبيهما، فقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا".

سيد شباب أهل الجنة

وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "من سره أن ينظر إلى سيد شباب أهل الجنة، فلينظر إلى الحسن بن علي". 
وعن يعلى بن مرة قال جاء الحسن والحسين يسعيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء أحدهما قبل الآخر، فجعل يده في رقبته، ثم ضمه إلى إبطه، ثم جاء الآخر فجعل يده الأخرى في رقبته، ثم ضمه إلى إبطه، ثم قبل هذا، ثم قبل هذا، ثم قال: "اللهم إني أحبهما فأحبهما". ثم قال: "أيها الناس، إن الولد مبخلة مجبنة مجهلة".

وفي حديث عبد الله بن شداد، عن أبيه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، صلى بهم إحدى صلاتي العشي، فسجد سجدة أطال فيها السجود، فلما سلم قال الناس له في ذلك، قال: "إن ابني - يعني الحسن - ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته".

وروى أحمد، عن جابر بن عبد الله، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين".

حب الصحابة للحسن بن علي

وقد كان الصديق يجل الحسن، ويعظمه ويكرمه ويحبه ويتفداه، وكذلك عمر بن الخطاب; فروى الواقدي عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبيه، أن عمر لما عمل الديوان فرض للحسن والحسين مع أهل بدر في خمسة آلاف. 
وكذلك كان عثمان بن عفان يكرم الحسن والحسين ويحبهما. 
وكان الحسن بن علي يوم الدار (يوم قتل عثمان)، وعثمان بن عفان محصور، عنده ومعه السيف متقلدا به يجاحف (يدافع) عن عثمان، فخشي عثمان عليه، فأقسم عليه ليرجعن إلى منزلهم تطييبا لقلب علي وخوفا عليه، رضي الله عنهم.
وكان علي يكرم الحسن إكراما زائدا، ويعظمه ويبجله، وقد قال له يوما: يا بني، ألا تخطب حتى أسمعك؟ فقال: إني أستحي أن أخطب وأنا أراك. 
فذهب عليٌّ فجلس حيث لا يراه الحسن، ثم قام الحسن في الناس خطيبا وعليٌّ يسمع، فأدى خطبة بليغة فصيحة، فلما انصرف جعل علي يقول: ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم [ آل عمران: 34 ]. 
وقد كان ابن عباس يأخذ الركاب للحسن والحسين إذا ركبا، ويرى هذا من نعم الله عليه. 
وكانا إذا طافا بالبيت يكاد الناس يحطمونهما، مما يزدحمون عليهما للسلام عليهما، رضي الله عنهما وأرضاهما.

وكان ابن الزبير يقول: والله ما قامت النساء عن مثل الحسن بن علي.

وقيل: كان الحسن إذا صلى الغداة في مسجد رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، يجلس في مصلاه يذكر الله حتى ترتفع الشمس، ويجلس إليه من يجلس من سادات الناس يتحدثون عنده، ثم يقوم فيدخل على أمهات المؤمنين فيسلم عليهن. وربما أتحفنه، ثم ينصرف إلى منزله.

كرمه وورعه

قال صالح بن أحمد: سمعت أبي يقول: الحسن بن علي مدني ثقة حكاه ابن عساكر في "تاريخه". 
قالوا عنه، رضي الله عنه: إنه قاسم الله ماله ثلاث مرات، وخرج من ماله مرتين، وحج خمسا وعشرين مرة ماشيا وإن الجنائب لتقاد بين يديه (تعبير عن العظمة). 
وعن محمد بن علي، قال: قال الحسن بن علي: إني لأستحيي من ربي، عز وجل، أن ألقاه ولم أمشِ إلى بيته. فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه.

قالوا: وكان يقرأ في بعض خطبه سورة "إبراهيم". وكان يقرأ كل ليلة سورة "الكهف" قبل أن ينام، يقرؤها من لوحٍ يدور معه حيث كان من بيوت نسائه، فيقرؤه بعد ما يدخل في الفراش قبل أن ينام، رضي الله عنه.

وقد كان من الكرم على جانب عظيم. قال محمد بن سيرين: ربما أجاز الحسن بن علي الرجل الواحد بمائة ألف.

وقال سعيد بن عبد العزيز: سمع الحسن بن علي إلى جانبه رجلا يدعو الله أن يملكه عشرة آلاف درهم، فقام إلى منزله فبعث بها إليه.

وذكروا أن الحسن رأى غلاما أسود يأكل من رغيف لقمة، ويطعم كلبا هناك لقمة، فقال له: ما حملك على هذا؟! فقال: إني أستحي منه أن آكل ولا أطعمه.
فقال له الحسن: لا تبرح من مكانك حتى آتيك. فذهب إلى سيده، فاشتراه واشترى الحائط الذي هو فيه، فأعتقه وملكه الحائط، فقال الغلام: يا مولاي، قد وهبتُ الحائط للذي وهبتني له.


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية