رئيس التحرير
عصام كامل

الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة "حبر الأمة" عبد الله بن عباس (2 - 3)

عبد الله بن عباس
عبد الله بن عباس

في هذه السلسلة، نستعرض الليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.
كان مرجع الصحابة في الفقه، والتفسير، رغم أنه كان من أصغر الصحابة سنًّا، ولقبه عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، بـ "فتى الكهول"، ومع ذلك فلم يكن يكابر ويستنكف الرجوع عن الفتاوى التي يتبين له عدم دقتها.

 منهجه في الفقه

أمّا عن منهجه في الفقه، فكان إذا سُئل فإن كان من القرآن أخبر به، وإن لم يجد جوابًا من القرآن أخبر من سنة النبي، وإن لم يجد جوابًا من السنة، أخبر من قول أبي بكر، ثم قول عمر، فإن لم يجد، قال برأيه. وكان يأخذ بالرخص إذا وُجدت لمحبة النبي الأخذ بها. ولابن عباس العديد من الآراء الفقهية في العديد من أبواب الفقه من العبادات والمعاملات والمواريث وغيرها من الأبواب، ومن أشهر مسائله التي أفتى بها؛ مخالفته لعمر بن الخطاب في إيقاع الطلاق الثلاث بلفظٍ واحد، وفتواه بأن ملامسة المرأة دون الجماع لا توجب الوضوء، وفتواه بعدم جواز أكل المُحرم لصيد البر سواء اصطاده بنفسه أو اصطاده غيره. وهناك بعض الفتاوى التي أفتاها ثم تراجع عنها بعدما أخبره أحد الصحابة أو إحدى زوجات النبي، خاصة السيدة عائشة، بغيرها.

أشهر مُفسري القرآن

يُعد ابن عباس من أشهر مُفسري القرآن من الصحابة، مع أنه كان أصغرهم سنًا، حتى لُقِب بـ ترجمان القرآن، يقول عبد الله بن مسعود: “نعم ترجمان القرآن عبد الله بن عباس”، وقد اشتهر بالتفسير جماعة من الصحابة، ذكرهم السيوطي، فقال: “اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الأربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وأُبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وأبو موسى الأشعري، وعبد الله بن الزبير”.
وقد كان ابن عباس يُتقن تفسير القرآن كله، وقد كان مجاهد بن جبر يسأله عن تفسير القرآن ومعه الواحة، ويكتب ما يقوله حتى يسأله عن التفسير كله، فيقول مجاهد: “عرضت المصحف على ابن عباس ثلاث عرضات من فاتحته إلى خاتمته أوقفه عند كل آية منه وأساله عنها”.وقد كان ابن عباس يقول: “كُلُّ الْقُرْآنِ أَعْلَمُهُ إِلَّا ثَلَاثًا، “الرَّقِيمَ” وَ”غِسْلِينَ” وَ”حَنَانًا”.

روى 1660 حَدِيثًا

عدد الأحاديث التي رواها عبد الله بن عباس حسب إحصاء الذهبي: “1660 حَدِيثًا، ولهُ في الصحيحين 75 حَدِيثًا متفق عليها، وتفرد البخاري له بِـ 120 حَدِيثًا، وتفرَّد مسلم بن الحجاج بـ 9 أَحَادِيثَ”، لكن يبدو أن إحصاء الذهبي به تصحيف في عدد الأحاديث التي تفرد بها البخاري ومسلم، حيث الصحيح أن ما تفرد به البخاري 110، وما تفرد به مسلم 49، فقد أحصاها يحيى بن أبي بكر العامري في كتابه “الرياض المستطابة في جملة من روى في الصحيحين من الصحابة”، فقال: “روى عبد الله بن عباس عن رسول الله وأكثر، فأخرج له الشيخان مئتان وأربعة وثلاثون حديثًا، اتفقا على خمسة وسبعين، وانفرد البخاري بمائة وعشرة، ومسلم بتسعة أربعين".
بينما أحصاها محمد بن الشيخ علي الولوي صاحب “إسعاف ذوي الوطر بشرح نظم الدرر في علم الأثر” بـ “1696 حَدِيثًا”، وله في مسند أحمد 1625 حَدِيثًا من الحديث رقم 1741، وحتى الحديث رقم 3366.
صحب ابن عباس رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ثلاثين شهرًا، ثم طلب الحديث بعد انتقال الرسول، صلى الله عليه وسلم، وأخذ يرافق كبار الصحابة وأمهات المؤمنين ويسألهم عن الحديث.

 أما عدد ما يرويه ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، مباشرةً فهو قليل، بل أغلب حديثه عن أحد الصحابة عن النبي، فروى غندر أن ابن عباس روى عن النبي مباشرةً 9 أحاديث فقط، وقال يحيى القطان 10 أحاديث، وله في الصحيحين ما صرح بأنه عن النبي مباشرةً أكثر من عشرة أحاديث.
وكان ابن عباس يكره الإكثار من الحديث عن النبي، وكان لا يقبل حديثًا إلا أن يتثبت، وكان يقول: “إِنَّا كُنَّا مَرَّةً إِذَا سَمِعْنَا رَجُلًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ابْتَدَرَتْهُ أَبْصَارُنَا، وَأَصْغَيْنَا إِلَيْهِ بِآذَانِنا، فَلَما ركِبَ الناسُ الصَّعبَ وَالذَّلُولَ، لَمْ نَأْخُذْ مِنَ النَاسِ إِلَّا مَا نَعْرِف".
وعلى الرغم من ذلك فإن ابن عباس يعتبر من الصحابة المكثرين من رواية الحديث.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية