الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة حواري رسول الله (1 – 2)
في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.
تضاربت روايات المؤرخين في وفاة الزبير بن العوام، رضي الله عنه، لكنهم اتفقوا على أنه قُتل غيلة، على يد أحد مفجري الفتنة بين المسلمين، إذن فالزبير في الجنة وقاتله في النار، حسب بشارة رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم.
الزبير تخلى عن المشاركة في معركة "الجمل"، وأعلن حياده في الأزمة بين السيدة عائشة، وعلي بن أبي طالب، لكن بعض المنافقين اغتاله، ليؤجج نيران الفتنة.
هو الزبير بن العوّام بن خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب القرشي الأسدي، يكنّى بأبي عبد الله، ويلقّب بحواري الرسول عليه الصلاة والسلام، كما أنّه ابن عمته صفية بنت عبد المطلب، وكان مولد الزبير في العام الثامن والعشرين قبل الهجرة.
وقد ربته السيدة صفية، رضي الله عنها، وفاة أبيه، وتزوج من السيدة أسماء، رضي الله عنها، وأنجب منها أول مولود يولد في المدينة بعد الهجرة، عبد الله بن الزبير.
كان من أوائل من أسلموا، بدعوةٍ من أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وكان عمره 16 عامًا، وتعرض للتعذيب الشديد من كفار قريش حيث كان يعذبه عمه الذي كان يلفُّه في الحصير، ويدخن عليه بالنار.
هاجر إلى الحبشة، ثمّ هاجر إلى المدينة المنورة مع زوجته أسماء بنت أبي بكر، رضي الله عنهما، وكان ابنهما عبد الله بن الزبير أول مولودٍ في المدينة للمسلمين.
حواري رسول الله
الزبير بن العوام هو حواري رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، حيث قال عليه الصلاة والسلام: "إن لكل نبى حواريا وحوارى الزبير بن العوام". والحواري هو الناصر والمعين والمصدق.
من العشرة المبشرين بالجنة
والزبير بن العوام هو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب بعد مقتله.
فى طفولته مات أبوه فى حرب الفجار، فكانت أمه «صفية» تقسو عليه حتى يكبر قويا قادرا على التحمل، لكن هذا الأمر جعل به قسوة فى الطباع حسبما نعرف من تعامله مع السيدة أسماء بنت أبى بكر زوجته الأولى، وقد أكرمه الله بأبنائه ومنهم عروة بن الزبير الذى حكى كثيرا من سيرة والده مما جعلنا نعرف الكثير عن "حوارى النبي".
عُرف الزبير بن العوام، رضي الله عنه، بشجاعته وبطولته وإقدامه، فذات مرة سمع أن الرسول احتجزته قريشٌ فى شعاب مكة، فحمل سيفه وخرج قاصدا النبى، فلم وصل هناك وجد الرسول الكريم جالسا، وبعد أن حكى له ما سمعه قال له النبي: "وماذا كنت فاعلا"، فقال الزبير: كنت سأقتل من أخذك يا رسول الله، فدعا له النبى ولسيفه.
فيعد أول من استل سيفا في الإسلام.
ومن المواقف التي تشهد على شجاعته أنه أثناء فتح المسلمين لمصر، وبعد أن استمرّ الحصار سبعة أشهرٍ، واستعصى الأمر على المسلمين، بذل الزبير، رضي الله عنه، أقصى جهوده في سبيل الفتح، فأخذ سلمًا وأسنده إلى الحصن، وصعد، وأخبر المسلمين بأن يُجيبوه عند سماعهم تكبيراته، ثمّ رمى بنفسه إلى داخل الحصن، واستمرّ في القتال حتى فتح الباب، ودخل المسلمون وكان الفتح.
مبايعة الإمام علي بالخلافة
فور استشهاد عثمان بن عفان، رضي الله عنه، سارع عدد من كبار الصحابة بمبايعة الإمام علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، بالخلافة، وقد قبل تكليفهم له بالمنصب كارها.
وكان في مقدمة من بايعوه؛ الزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعمار بن ياسر، وأسامة بن زيد، وسهل بن حنيف، وأبو أيوب الأنصاري، ومحمد بن مسلمة، وزيد بن ثابت، وخزيمة بن ثابت، وجميع من كان بالمدينة من أصحاب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وغيرهم.
جذور الأزمة
كان الزبير بن العوام محبًا للصحابى الجليل عثمان بن عفان، الخليفة الثالث للمسلمين، وقد عزَّ عليه ما حدث له من أزمة انتهت بقتله، ورأى فى خروج الناس بهذا الشكل العشوائى وإصرارهم على قتل رجل تستحي منه الملائكة، وانتهاكهم لحرمة مدينة رسول الله، وتطاولهم على صحابته، أمرا يستوجب القصاص، لذا أصر عليه وطلبه من الإمام علي بعد أن بايعه، لكن أمير المؤمنين كان يرى التريث فى هذا الأمر خاصة أن قتلة عثمان ليسوا شخصا واحدا ولا من بلد واحد لكنهم كثر ومن مناطق مختلفة ومتباعدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.