رئيس التحرير
عصام كامل

الليلة الأخيرة، مشهد الوداع في حياة إمام المتقين علي بن أبي طالب (3 – 4)

 مشهد الوداع في حياة
مشهد الوداع في حياة إمام المتقين علي بن أبي طالب، فيتو

 في هذه السلسلة، نتناول استعراضًا لليالي الأخيرة في حياة بعض الصالحين، ممن يصدُق عليهم ما نصفه بـ "حُسن الخاتمة"، والفراق الطيب، والرحيل الجميل، بعد حياة حافلة بالإيمان بالله ورسوله، صلى الله عليه وآله وسلم، وبالحسنات، والالتزام بآداب الإسلام، وتعاليم الشريعة السمحة.

عقب اغتياله، قال، كرم الله وجهه: أنشدكم بالله أن يقتل بى غير قاتلى. فقالوا: يا أمير المؤمنين ألا تستخلف؟

فقال: لا ولكن أترككم كما ترككم رسول الله، صلى الله عليه وسلم. قالوا: فما تقول لربك إذا لقيته وقد تركتنا هملا؟. أقول: اللهم استخلفتنى فيهم ما بدا لك، ثم قبضتنى وتركتك فيهم فإن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم.

رضي الله عن الإمام علي بن أبي طالب، أمير المؤمنين، رضي الله عنه.

يقول كتاب “البداية والنهاية” لـ الحافظ ابن الكثير تحت عنوان: "ذكر مقتل أمير المؤمنين على بن أبى طالب.. وما ورد من الأحاديث النبوية من الأخبار بمقتله وكيفيته".

 

كان أمير المؤمنين، رضى الله عنه، قد تنغصت عليه الأمور، واضطرب عليه جيشه، وخالفه أهل العراق، ونكلوا عن القيام معه.

واستفحل أمر أهل الشام، وصالوا وجالوا يمينا وشمالا، زاعمين أن الإمرة لمعاوية بمقتضى حكم الحكمين فى خلعهما عليا وتولية عمرو بن العاص لمعاوية عند خلو الإمرة عن أحد، وقد كان أهل الشام بعد التحكيم يسمون معاوية الأمير.

 

على بن أبى طالب خير أهل الأرض فى ذلك الزمان

وكلما ازداد أهل الشام قوة ضعف جأش أهل العراق، هذا وأميرهم على بن أبى طالب خير أهل الأرض فى ذلك الزمان، أعبدهم وأزهدهم، وأعلمهم وأخشاهم لله عز وجل، ومع هذا كله خذلوه وتخلوا عنه حتى كره الحياة وتمنى الموت، وذلك لكثرة الفتن وظهور المحن، فكان يكثر أن يقول: ما يحبس أشقاها، أى ما ينتظر؟ ماله لا يقتل؟ ثم يقول: والله لتخضبن هذه ويشير إلى لحيته من هذه ويشير إلى هامته.

كما قال البيهقى: عن الحاكم، عن الأصم، عن محمد بن إسحاق الصنعاني، ثنا أبو الحراب الأحوص بن جواب، ثنا عمار بن زريق، عن الأعمش، عن حبيب بن أبى ثابت، عن ثعلبة بن يزيد قال: قال عليٌّ: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتخضبن هذه من هذه للحيته من رأسه فما يحبس أشقاها؟

فقال عبد الله بن سبع: والله يا أمير المؤمنين لو أن رجلا فعل ذلك لأبدنا عترته.

 

مؤامرات أصحاب المصالح والمطامع

 اشتعلت الفتنة بمؤامرات من عدد من أصحاب المصالح والمطامع والتطلعات، مثل معاوية الذي رأى الفرصة سانحة لمنازعة ابن عم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، الخلافة، وحرَّضه أقاربه من بني أمية، فأججوا المنافسات القديمة التي أخمدها الإسلام، بين بني أمية وبني هاشم.

أيضا، هناك الداهية عمرو بن العاص، الذي رأى في معاوية مجالا لتحقيق أحلامه الدنيوية، في الولاية، والأموال.

وفي حديث أبي يوسف عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن عروة بن الزبير، عن أبيه أو عن غيره، قال:

لما بلغ عمرو بن العاص بيعة الناس عليا دعا ابنيه عبد الله ومحمد، واستشارهما:

فقال له عبد الله بن عمرو: صحبت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وتوفي وهو عنك راض، وصحبت أبا بكر وعمر، فتوفيا وهما عنك راضيان، ثم صحبت عثمان فقتل وهو عنك راض، فأرى أن تلزم بيتك فهو أسلم لدينك.

فقال له محمد: أنت شريف من أشراف العرب وناب من أنيابها، لا أرى أن تختلف العرب في جسيم أمورها لا يرى مكانك.

قال فقال لعبد الله: أما أنت فأشرت علي ما هو خير لي في آخرتي، وأما أنت يا محمد فأشرت علي بما هو أنبه لذكري. ارتحِلا.

فارتحلا إلى معاوية، فأتى رجلا قد عاد المرضى، ومشى بين الأعراض، يقص على أهل الشام غدوة وعشية، يا أهل الشام: إنكم على خير وإلى خير، تطلبون بدم خليفة قتل مظلوما، فمن عاش منكم فإلى خير، ومن مات منكم فإلى خير.

فقال عبد الله بن عمرو: ما أرى الرجل إلا قد انقطع بالأمر دونك.

فقال له: دعني وإياه.

ثم إن عمرا قال لمعاوية ذات يوم: يا معاوية؛ أحرقتَ كبدي بقصصك، أترى أنا خالفنا عليًّا لفضل منَّا عليه، لا والله؛ إن هي إلا الدنيا نتكالب عليها، وأيم الله لتقطعن لي قطعة من دنياك، أو لأنابذنك؟ فقال فأعطاه مصر". (تاريخ دمشق).

 

خروج طلحة والزبير وعائشة ضد أمير المؤمنين

وفي كارثة مفاجئة، خرج جماعة من الصحابة منهم طلحة والزبير وعائشة ضد أمير المؤمنين، فكان من وقعة الجمل ما اشتهر.

 ثم قام معاوية في أهل الشام، وكان أميرها لعثمان ولعمر من قبله، فدعا إلى الطلب بدم عثمان، وهو في الحقيقة لا يهمه إلا الحكم، فكان من وقعة صفين ما كان.

وكان رأي عليٍّ أنهم يدخلون في الطاعة، ثم يقوم ولي دم عثمان فيدعى به عنده، ثم يعمل معه ما يوجبه حكم الشريعة المطهرة، وكان من خالفه يقول له: " تتبعهم واقتلهم"، فيرى أن القصاص بغير دعوى ولا إقامة بينة.

وكان من الصحابة فريق لم يدخلوا في شيء من القتال، وأخيرا ظهر بقتل عمار أن الصواب كان مع علي، كرم الله وجهه. واتفق على ذلك أهل السنة.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية