رحيل أبو إسحاق الحويني، الداعية الذي آثار التساؤلات قبل الجدل!

لم يكن أبو إسحاق الحويني مجرد داعية تقليدي اعتلى المنابر وألقى الخطب، بل كان اسمًا يثير التساؤلات قبل أن يشعل الجدل، بين تلاميذه ومحبيه، كان عالم حديث بارعًا، أعاد إحياء التراث السلفي، وبين منتقديه، كان رمزًا للخطاب التقليدي الذي أثار نقاشات ممتدة حول الفكر الديني في العصر الحديث.
رحل الحويني، لكن إرثه لم يرحل معه، بل ترك وراءه أسئلة لا تزال مطروحة عن تأثيره وموقعه في المشهد الدعوي والفكري في مصر وخارجها.
الحويني، من قرى كفر الشيخ إلى عالم الحديث
وُلد أبو إسحاق الحويني، واسمه الحقيقي حجازي محمد يوسف شريف، عام 1956 في قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ، التي حمل اسمها لاحقًا كعلامة فارقة في مسيرته الدعوية.
نشأ في بيئة ريفية بسيطة، قبل أن تأخذه دراسته إلى كلية الألسن بجامعة عين شمس، حيث درس الأدب الإسباني، وهو ما شكّل مفارقة بين دراسته الأكاديمية وتوجهه الفكري لاحقًا.
لكن شغفه الحقيقي لم يكن في اللغات، بل في علوم الحديث. انجذب إلى التراث الإسلامي، وبدأ رحلة البحث عن أصوله، متأثرًا بشيوخ المدرسة السلفية الكبار، وفي مقدمتهم الشيخ الألباني، الذي مثّل له النموذج العلمي الذي أراد أن يسير على خطاه.
الحويني بين الحديث والسلفية
لم يكن الحويني مجرد ناقل للحديث النبوي، بل كان مؤمنًا بأن دوره يتجاوز النقل إلى إعادة إحياء علوم السلف وفق رؤية صارمة للنصوص، لذا رسّخ أبو إسحاق منهجية متشددة في التعامل مع الحديث، ما جعله واحدًا من أبرز رموز التيار السلفي في العقود الأخيرة.
في محاضراته وخطبه، ظهر بأسلوب قريب من جمهوره، مستخدمًا لغة بسيطة لكنها صارمة، وهو ما أكسبه قاعدة شعبية واسعة، حيث كان ينظر إليه باعتباره المرجع الأول في علم الحديث داخل التيار السلفي المصري، لكن هذه المكانة لم تكن محصنة من النقد، حيث وجهت إليه اتهامات بعدم مراعاة التطورات الاجتماعية والفقهية الحديثة، فضلًا عن موقفه الحاد من الاجتهادات المخالفة للرؤية السلفية.
جدل الحويني، حين تتجاوز الفتاوى حدود المساجد
لم يكن الجدل حول الحويني وليد لحظة معينة، بل كان جزءًا لا يتجزأ من مسيرته. فتاواه حول الاقتصاد، مثل تبنيه لفكرة ضرورة العودة إلى نظام الجزية، أثارت استنكارًا واسعًا حتى داخل بعض الدوائر الدينية. كما أن مواقفه المتشددة من قضايا المرأة، والفن، والمجتمع الحديث، جعلته في مواجهة مستمرة مع منتقديه.
ولم تقتصر معاركه الفكرية على خصومه من التيارات الحداثية أو الليبرالية، بل امتدت إلى الداخل السلفي نفسه، حيث دارت خلافات بينه وبين بعض شيوخ التيار حول الأولويات والأساليب.
المرض والغياب، سنوات الصمت الأخيرة في حياة الحويني
في السنوات الأخيرة، أُجبر الحويني على الابتعاد عن الأضواء بسبب مرضه الطويل، حيث خفت صوته الذي كان يومًا حاضرًا بقوة في المشهد الدعوي والإعلامي. غاب عن الساحة، لكن الجدل حول أفكاره لم يخفت، بل ظل إرثه الفكري والنقاشات حوله قائمة.
رحيل الحويني، ماذا بعد؟
مع إعلان وفاته، انطلقت موجة واسعة من ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من رأى فيه عالمًا دينيًا مؤثرًا ترك بصمة على التيار السلفي، ومن اعتبر أن أفكاره لم تكن بمنأى عن النقد، لكن يبقى السؤال الأهم: هل كان الحويني مجرد داعية في زمن معين، أم أن أفكاره ستستمر في تشكيل ملامح الخطاب السلفي في مصر بعد رحيله ؟
ما هو مؤكد أن الحويني لم يكن شخصية عابرة، بل أحد الأسماء التي أثرت - بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف معها - في المشهد الديني والفكري لعقود، وستبقى التساؤلات التي طرحها، والجدل الذي أثير حوله، ممتدين لما بعد غيابه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا