أمريكا أمرت.. وإسرائيل امتثلت!
أهم ما يلفت الانتباه في الرد الإسرائيلى على الهجوم الصاروخى الإيرانى الذى وقع فجر اليوم، ليس هو تضارب التقديرات الإسرائيلية والإيرانية حول نتائج هذا الرد، أو ما إستنتجه البعض حول إبلاغ إيران مسبقا بشكل غير مباشر ببعض المواقع التى استهدفها الرد الإسرائيلى..
إنما ما يلفت الإنتباه حقا في الرد الإسرائيلى أنه لم يستهدف أية منشات نووية أو نفطية، وهذا ما طلبه الامريكان تحديدا.. وهذا ليس له سوى معنى واحد فقط، هو أن أمريكا تستطيع أن تلزم إسرائيل بما تريد وبما لا تريد.. فقد أمرت أمريكا بتجنب الرد الإسرائيلى إستهداف أى منشات نووية أو نفطية وقد إمتثلت إسرائيل ونفذت ما أمرت به أمريكا.
إذن من حقنا أن نستنتج أن أمريكا إذا كانت ترغب حقا في وقف الحرب ضد أهل غزة وضد أهل لبنان الأن ودون تسويف أو تأجيل فإنها في مقدورها أن تأمر إسرائيل بذلك، ولم يكن في مقدور إسرائيل الرفض والمماطلة..
فهى تحارب الآن بالأسلحة الامريكية وتمول حربها بالأموال الامريكية، وتعتمد أيضا على المعلومات الاستخباراتية الأمريكية.. وهى تعلم أن ما تحصل عليه من أسلحة أوروبية يتم أيضا بموافقة أمريكا أساسا.
لذلك من حقنا أن نستنتج أن أمريكا غير جادة في وقف الحرب في غزة ولبنان الآن، رغم الدمار الهائل الذى الحقته بقطاع غزة وتلحقه الآن بلبنان ورغم العدد الكبير من الضحايا.. وربما تبغى أمريكا أن تحقق الحرب إستسلاما كاملا للفلسطنيين واللبنانيين يسهم في صياغة الشرق الأوسط الجديد الذى تسعى لتحقيقه منذ بداية ألالفية الجديدة.. إن الحرب ضد أهل المنطقة هى حرب أمريكية وليست إسرائلية فقط.
