رئيس التحرير
عصام كامل

غير مرغوب به

بعد أن هاجم المسئولون في إسرائيل أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، انضم لهم المسئولون الأمريكيون، واعتبروه أيضا شخصا غير مرغوب به، لأنه شارك في قمة بريكس بروسيا! 

وهذا يكشف اهتراء النظام الدولى وضعف مؤسساته وعلى رأسها الأمم المتحدة، وحاجتنا إلى نظام دولى جديد وليس مجرد إصلاح النظام الدولى الحالى ، وتحديدا إصلاح مجلس الأمن به بتوسيعه وضم أعضاء دائمين جدد له.

 
إن حرب الإبادة البشعة ضد أهل غزة بدأت عامها الثانى، وعجزت الأمم المتحدة عن إيقافها، بل العكس تماما لعب مجلس الأمن دورا في استمرارها كل هذا الوقت، لأن الولايات المتحدة كانت جاهزة باستخدام الفيتو لحماية إسرائيل تحت دعوى حماية حقها في الدفاع عن نفسها.. 

 

حتى تأمين وصول الغذاء والدواء لأهل غزة المحاصرين أخفقت فيه المنظمة الدولية.. ومع ذلك مارس الإسرائيليون إرهابا  ضد الأمين العام لها، لأنه يطالب بوقف المجازر الإسرائيلية، وشنوا عليه هجوما لإسكاته عن قول كلمة حق.. ولم تخرج كلمة لوم واحدة لهم من البيت الأبيض.. ولعلنا لا ننسى كيف منعت أمريكا التمديد للدكتور بطرس غالى دورة جديدة كأمين للأمم المتحدة، لأنه أذاع تقريرا أمميا يدين مجزرة إسرائيلية في لبنان.

 
لذلك ليس غريبا أن تحاكى أوكرانيا إسرائيل وترفض زيارة أنطونيو جوتيرش لها، لأنه شارك في قمة البريكس التي أقيمت في روسيا، ولأن منظمة البريكس تتبنى إقامة نظام اقتصادى عالمى جديد أكثر عدالة ويراعى مصالح دول الشرق، ولا يقتصر على خدمة أمريكا وحلفائها فقط! 

 

 

ألا تعتمد أوكرانيا  في تسليحها الآن على أمريكا كما هو الحال في إسرائيل؟! وألا تخوض أوكرانيا الآن حربا ضد روسيا لصالح أمريكا كما هو الحال أيضا مع إسرائيل التى خرج نتنياهو ليعلن أن حربه في غزة والتى امتدت إلى لبنان تستهدف إقامة شرق أوسط جديد، وهو الهدف الأمريكى المعلن منذ بداية الألفية الجديدة؟! 
وهنا يصير الأمين العام للأمم المتحدة غير مرغوب به ، لأنه يقول بغير ما تقول به أمريكا ورجالها!

الجريدة الرسمية