رئيس التحرير
عصام كامل

كم مذيعا تحب أن ترى على الشاشات؟!

التأثير والتوعية أهم وظائف الإعلام في نظري، ولا تستغنى أي دولة متقدمة أو حتى نامية عن الإعلام ورسالته.. وكلما حظيت الوجوه الإعلامية التي تتصدر الشاشات بالقبول الجماهيري زاد تأثيرها، وآتت الرسالة أُكلها وتحققت الأهداف المنشودة بصون الرأي العام من رياح الشائعات والأكاذيب، وحروب الجيل الرابع والخامس التي يجيد من يقفون وراءها صناعة المحتوى الجذاب في الفضاء الإلكتروني والسوشيال ميديا وعلى شاشات الفضائيات.


والسؤال الذي يتجدد دائمًا مع كل أزمة أو قضية محورية تتأخر فيها الحكومة عن تقديم إجابات شافية وكافية ومقنعة للناس، وهو ما يتكرر كثيرًا.. هل قام إعلامنا بواجبه في تنوير الرأي العام وسؤال الحكومة في غيبة البرلمان؟ وكم إعلاميًا ممن يتصدرون المشهد في زماننا يلقى القبول ويحظى بالمصداقية؟ 

 

وفي المقابل كم إعلاميًا في زماننا لا يطيق الناس سماعه أو رؤيته بعد أن تحول لمرسل من طرف واحد أو كذّاب زفة يتبنى وجهة نظر أحادية ويدافع عنها بالحق والباطل، ودائمًا ما يرى المواطن هو المقصر وهو المخطيء وأن الحكومة بريئة من مشاكله براءة الزمن من دم ابن يعقوب؟!

 

في إعلامنا للأسف نرى نغمة واحدة وأصواتا بعضها زاعقٌ وبعضها شتّام سليط اللسان يقذف ولا يبالي، ويهدم دون أن يدري أو لعله يدري، منظومة الأخلاق لدى جيل جديد يسمع ويرى ويتأثر بما يسمع ويرى من فحش وسباب قبل أن تتكون لديه المناعة الكافية للتمييز بين الصواب والخطأ، بين الضرر والنفع. 


أين إعلاميو اليوم من إعلاميي زمان الذين كانوا نجومًا وربما قدوة في الأخلاق والهدوء والثقافة والقدرة على التحاور؟ هل ينسى جيلنا قامات إعلامية على شاكلة طارق حبيب وهمت مصطفى وسمير صبري وسلوى حجازي وليلى رستم وسهير الإتربي وسناء منصور ومحمد فتحي.. 

وجلال معوض وطاهر أبوزيد وفاروق شوشة وصفية المهندس ومحمد محمود شعبان وحسني الحديدي وفهمي عمر وسامية صادق وإيناس جوهر ونادية صالح ووجدي الحكيم وعمر بطيشة، وحكمت الشربيني ومحمد مرعي وصالح مهران.. 

وسعد زغلول نصار وعلي فايق زغلول وآيات الحمصاني وأمينة صبري وأمين بسيوني وآمال فهمي.. وعشرات غيرهم من مذيعي ومذيعات الإذاعة والتليفزيون في مصر؟ هؤلاء وغيرهم كانوا جميعًا بكل فخر صناعة مصرية.. ثقافة وحضورًا ورقيًا وتميزًا.. صوتا وأداء.

 


والأن أسأل مذيعي اليوم: هل سمعتم عن هؤلاء الإعلاميين العظام، وهل حرصتم على مشاهدتهم لتتعلموا منهم أصول الإعلام والتقاليد العريقة لرواد ماسبيرو؟ وإذا كان الشيء بالشيء يذكر.. فإني أسأل القائمين على ماسبيرو: هل يمكن إتاحة حلقات مسجلة لهؤلاء الإعلاميين العظام على اليوتويب مع الاحتفاظ بحقوق النشر لماسبيرو حتى يكونوا درسًا لكل من أراد أن يمسك ميكروفونًا أو يتصدر شاشة فضائية أو حتى إلكترونية؟! العزوف عن رؤية مذيعي اليوم ليست من فراغ!

الجريدة الرسمية