رئيس التحرير
عصام كامل

أصحاب الأقلام ودعاة الأوهام!

هل أدى إعلامنا دوره في تحصين الرأي العام ضد رياح الشائعات.. وهل يفى رئيس الوزراء بوعوده بعقد لقاء شهري مع الصحفيين والكتاب والإعلاميين ليجيب عن أسئلة الإعلام وشواغل المواطن، ويحسم الجدل في أمور تتأخر الحكومة عن تبيانها للناس، فينشأ في إثرها لغط وجدل وتكهنات تكرس البلبلة والتشتت؟!
 

وإذا أوفى مدبولي بوعوده فهل يستثمر الإعلاميون والصحفيون هذا المناخ من الشفافية والمصارحة لطرح أسئلة الوقت على رئيس الوزراء.. أم يكتفون بما يقوله وما يسطره المستشارون الإعلاميون من بيانات؟!


للإعلام دور تنويري وتثقيفي وريادي لا يصح التفريط فيه، يقدم ما يفيد الناس لا ما يطلبون، يكاشف الحكومة بالقصور في الأداء ويقدم الحلول.. وهنا لا يستوى المخلصون من رجال الإعلام والصحافة وأرباب الأقلام مع المغرضون الأفاكون الآكلون على كل الموائد بلا حياء ولا ضمير..

 

لا يستوي من يثبتون على الحق وينصرونه ومن يصفقون لكل مسئول طمعًا في ذهب المعز.. لا يستوى من يلهون الناس بالغيبة والنميمة والتجريح والتشهير والفتن ومن يرسمون للوطن خطوط المستقبل وصحيح الأولويات.. 

 رسالة الكلمة وأمانتها

لا يستوي من يتحرون الصدق والموضوعية والمهنية مهما يكلفهم ذلك من مشقة وتعب ومن يستحلون الكذب وينتهجون النفاق ويروجون الشائعات والأباطيل.. لا يستوي من يؤدون أمانة الكلمة ويدفعون عن رضا ثمن المواقف.. ومن يستسهلون التضليل والخداع ويهادنون الفساد رغبًا ورهبًا.. من يهدون الناس سواء السبيل ومن يضلونهم بغير حق ويلبسون الحق بالباطل.


ومن أسف أن أصحاب الأقلام الشريفة الذين يؤدون رسالة الكلمة وأمانتها بحق قلة قليلة.. ورغم ذلك فهم لم ينالوا حقهم في التكريم والإشادة تخليدًا لذكراهم بعد رحيلهم حتى يكونوا قدوة تحتذي بهم الأجيال الجديدة، وتتذكرهم بالإشادة والعرفان وحتى تحتفظ بهم ذاكرة الوطن وتعصمهم من النسيان..

 

ومن المضحكات المبكيات في زماننا أنهم لا يلقون ما يلقاه أهل الفن والرقص والطرب والكرة الذين شبعوا شهرة ومالًا وتكريمًا وجوائز نادرًا ما تجد طريقها للمفكرين وحملة الأقلام وأصحاب الرأي المستنير والساسة المستقيمين الذين يملكون تأثيرًا قويًا في وجدان المجتمع بأفكارهم وآرائهم ومواقفهم التي يدفعون ضريبتها غالية.


أصحاب الكلمة مسموعة ومرئية ومكتوبة على خطر عظيم.. ولم لا وقد أقسم الله تعالى بما يسطرون ومن ثم ما ينطقون.. لخطورة ما يعرضون من أفكار وآراء وما يفجرون من قضايا وهموم وشواغل.. فهم قياد الأمة وعقلها وميزانها؛ فما يسلطون عليه الضوء ينجلي ويسطع وما يعرضون عنه يندثر ويخفت.. 

 

فإذا شغلوا مجتمعهم بأولويات الوقت وواجباته الحقيقية تقدم وارتقى وبلغ غاياته وحقق أهدافه.. وإذا شغلوه بتوافه الأمور وسفاسفها وأغرقوه في مسارات الجدل والشطط فقل على الدنيا السلام.. وساعتها لا يرجى منهم خير ولا يتوقع منهم نجاح..


كنا نرجو أن تتنبه الهيئات الإعلامية والصحفية ونقابتا الإعلاميين والصحفيين أن تتبنى فكرة تكريم أصحاب الأفلام والمنابر الإعلامية الذين أفنوا أعمارهم في التنوير ونشر الوعي.. فهذا أقل حقوقهم وأبسط مظاهر الوفاء لهم!

 


تري.. كم إعلاميا عندنا يتحري الصدق والأمانة والموضوعية والمهنية ولا يستحل الكذب والنفاق.. ويروج للباطل.. الكلمة أمانة فلا تجعلوها وسيلة نفاق وهدم!

الجريدة الرسمية