هزائم وفضائح وإخفاقات.. استقيلوا يرحمكم الله!
ما بين إختفاء لاعب المصارعة المصري أحمد بغدودة قبل أكثر من عام.. بعد تحقيقه ميدالية فضية في بطولة إفريقيا التي جرت في تونس قبل أكثر من عام.. وبين القبض على لاعب المصارعة المصري أيضًا بتهمة التحرش بفتاة في أحد شوارع باريس 2024 ثم ظهور براءته، وفضيحة منتخبنا الأولمبي لكرة القدم الذي خسر أمام نظيره المغربي في أولمبياد باريس الأخيرة بنتيجة 6 / صفر..
فإن الرياضة المصرية لا تراوح مكانها فحسب بل تعود للخلف بسرعة رهيبة.. ويبدو طبيعيًا في ظل منظومة فاشلة لا تحاسب ولا تراقب أن نحصد فضائح وخيبات أمل على كل شكل ولون بدلًا من إحراز البطولات والميداليات في شتى البطولات!
فأي شرف يمكن أن تحرزه الرياضة في مصر وهى تدار بالفهلوة والمحسوبية والشللية والمصالح الشخصية.. فهل وجدنا من تم محاسبته على واقعة وفاة اللاعب أحمد رفعت الذي كاد يطويه النسيان لولا تدخل الرئيس الذي أمر بإحالة الواقعة وملابساتها إلى النيابة العامة، للقصاص العادل من كل من تسبب في موت لاعب بريء...
وليست هذه هي المرة الأولى التي يتدخل فيها الرئيس بنفسه لحل مشكلة هنا أو علاج قصور هناك فقد فعلها مرارًا وتكرارًا مثلما حدث في واقعة اختفاء بغدودة، الذي اهتم بأمره على كثرة شواغله ومسئولياته الرئاسية.. وكان الأولى أن يتصدى وزير الشباب الذي لا نرى له أثرًا يُذكر في مثل تلك القضايا التي هي من صميم عمله ومسئولياته.. لكنه لم يفعل ولن يفعل كما اعتدنا منه!
مشكلتنا في الرياضة وغيرها أن هناك من لا يملك شجاعة الاعتراف بالخطأ ولا يعرف ثقافة الاعتذار وتحمل المسئولية، بل يختلق مبررات وربما أكاذيب للبقاء على الكرسي، ويلقي بالفشل على غيره لينفض يده منه، في سلوك أناني يشي بانعدام الضمير وغياب ثقافة المحاسبة والشفافية.
النجاح عندنا له ألف أبٍ وأب.. أما الفشل فهو لقيط يتبرأ الجميع منه! والسؤال: ماذا فعلت وزارة الرياضة بعد واقعة بغدودة.. هل أعادت النظر في التعامل مع ملف المواهب وصناعة الأبطال القوى الناعمة لمصر، والذين تتهافت الدول على تجنيسهم وتغدق عليهم بالمال والرعاية من أوسع الأبواب حتى رأينا فرقًا عالمية أهم نجومها وصناع بطولاتها من المجنسين وليسوا من أبناء هذه الدولة أو تلك!
ما ينطبق على الرياضة ينطبق على جميع المجالات؛ وقد آن الأوان لوقف أعداء النجاح الذين يتمددون في كل مكان لتطفيش النابهين والتخلص من النابغين بضمير ميت وأفق ضيق وغياب أي شعور بالوطنية أو حتى بالإنسانية..
أما مشكلة لاعب المصارعة المصري وهزيمة منتخبنا الأولمبي وخروج كثير من اللاعبين من منافسات أولمبياد باريس بصورة مهينة لسمعة مصر فلا قيل لنا من المسئول عن تلك الإخفاقات ولا كيف سنعالج تلك الخطايا.. ألا يستوجب ما حدث أن يبادر بالاستقالة كلُ من تسبب في الإساءة للرياضة ولسمعة مصر سواء في الاتحادات أو حتى في وزارة الرياضة..
يجب أن تحال تلك الوقائع للنيابة العامة بدلا من تشكيل لجان لا تسمن ولا تغني من جوع، حتى ساءت سمعة تلك اللجان وباتت وسيلة لتبريد القضايا الساخنة وإزهاق روح العدالة وتعطيل القانون.. استقيلوا يرحمكم الله.. أو أقيلوهم رحمة بنا!