رئيس التحرير
عصام كامل

أردوغان والعزف على المشاعر

قال السيد رجب طيب أردوغان أمام جمع من أتباعه: إن تركيا قد تتحرك صوب الكيان المحتل عسكريا مثلما تحركت فى جورنو كاراباخ، ومثلما تحركت فى ليبيا، وبدا واضحا أن أردوغان قرر اقتحام قلوب وعقول أمة تشعر بالخيبة والحسرة إزاء ما يجرى على أرض غزة. 

 

وما إن انتهى الرئيس التركى من خطابه حتى قامت الدنيا ولم تقعد بين الجماهير العربية والإسلامية، ودارت رحى معركة على مواقع التواصل الاجتماعى بين من آمنوا بسيف أردوغان، وبين من وصفوا جرأته بأنها مجرد استهلاك انتخابى محسوب المخاطر. 

 

وقد لاحظت أن مواقع التواصل الاجتماعى العربية قد وجدت في أردوغان شرعية افتقدوها في بلادهم، التى لم تحرك ساكنا، حيث حظى تصريحه القوى بملايين المؤيدين وملايين ممن وصفوه بأنه المنقذ، وأن الكيان المحتل لم يجد في أمتنا من يقف موقفه النبيل! 

 

آخرون من سوريا ومن أرمينيا يرون في خطابه أنه مجرد “طق حنك”، كما نقول بالعامية المصرية، فلو كان الرجل جادا لقطع علاقاته بالكيان ولم يمده بما يحتاجه من غذاء وبترول، ومنع عنه سفن المدد اللوجيستي، وحال بين شركاته التركية والشركات الصهيونية، ووصفوا ما قاله بأنه مجرد كلام انتخابى موجه للداخل التركي. 

 

وبعيدا عن صدق نوايا أردوغان، وما إذا كان يقصد ما قال حرفيا -بعيدا عن المناورات السياسية- فإن المتابع لما جرى بعد خطابه يدرك أن هناك كارثة حقيقية تنمو وتتنامى في بلادنا العربية، وهى كارثة عدم الإيمان بنظم الحكم القائمة والتى لم تحرك ساكنا بل وتسابقت فيما بينها للإفراج عن رهائن الكيان دون وقف العدوان. 

 

 

معظم التعليقات الواردة من بلادنا العربية حول ما قاله الرئيس التركى تشى بأن شيئا ما يتعاظم بين الناس حول شرعية النظم الحاكمة وقدرتها على الاستقلال الوطنى، واتخاذ قرار من شأنه أن ينقل للجانب الصهيونى أن الصمت لن يطول وأن الشعوب لن تسكت، وأن غزة لن تكون ضحية بلا ثمن.

الجريدة الرسمية